النائبة رشا مهدي: صورة المرأة في الإعلام تحتاج تغيير.. ونشر قصص الناجحات غير موجود
الثلاثاء 02/فبراير/2021 - 11:28 م
إيمان سليم
- السيسى منح المرأة الكثير من حقوقها.. وهناك «صف ثاني» جاهز للقيادة
- القرية المُنتجة تحقق هدف الوحدة الوطنية فالكل يعمل فيها بـ«حب ومودة»
أكدت الدكتورة رشا أحمد مهدي، عضو مجلس الشيوخ، ومقرر المجلس القومي للمرأة سابقًا في محافظة المنيا، أن تمكين السيدات اقتصاديًا يحتاج إلى خطة مدروسة، وتدريبهن على أن الدخول في المشروعات قد يعرضهن لخسارة ولا يجب أن يتوقفن.
وأشارت أستاذ علم النفس التربوي بكلية التربية جامعة المنيا في حوار لـ«هير نيوز» أن القرية المُنتجة، تساهم في القضاء على الفتنة الطائفية، لافتة إلى أن فرع المجلس بالمحافظة نجح في تنفيذ فعاليات مشتركة لعلاج الفتنة الطائفية.
وأكدت رشا أحمد مهدي أن المجلس القومي للمرأة هو خط الدفاع الأول عنها والداعم الأساسي في تمكينها سواء اقتصاديًا أو اجتماعيًا.
وإلى نص الحوار:-
** بداية.. هل يمكن للسيدات أن يخضن الانتخابات بمفردهن دون الاحتياج إلى الكوتة؟
تستطيع المرأة خوض الانتخابات بمفردها لأن المناخ في الوقت الحالي أصبح مهيئا وصانع القرار يدعمها بقوة فيما سبق كانت المرأة تخوض الانتخابات في ظل مجتمع غير مهيأ قد يكون موروث ثقافي عادات وتقاليد خطاب ديني أن المرأة لا تصلح ولية علي الرجل والبعض وجهة نظرهم إن المرأة مكانها البيت والبعض بيشكك في قدرتها علي القيادة ولكنها استطاعت إثبات عكس ذلك وأنها قادرة على ملئ مكانها والوضع اختلف خصوصًا بعد استراتيجية 2030 واكتسبت المرأة قوة في ولاية السيسي منذ عام 2017 عام المرأة حتي يومنا هذا وأصبحت المرأة وزيرة وقاضية وبرلمانية وعمدة، ونجد في هذا العام تولي فريدة الشوباشي قيادة الجلسة الافتتاحية لمجلس النواب وفيبي فوزي وكيلة لمجلس الشيوخ و162 نائبة برلمانية وزيادة عدد الوزيرات في الحكومة، قبل ذلك كان الوضع عشوائيا، لم يكن لدينا الصف الثاني من القيادات ولا يتم التفرقة بين الشباب والشابات في الوقت الحالي فيه فتاة من الجامعة تقضي يوم في المجلس كمقررة للمجلس ونجد أن القيادات النسائية أقل فساد من الرجال.
** ما هي المحاور التي من خلالها يتم مساعدة وتمكين المرأة؟
المجلس القومي للمرأة يعمل علي محاور خاصة بالتمكين الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، ويعد المحور الاقتصادي أبرزها ويتضمن تدريبهن على الكثير من الحرف مثل (الخيامية والنحاسية والطباعة على الأقمشة والإكسسورات)، ولأول مرة أنشأ المجلس مشغلًا لتمكين وتدريب السيدات علي الحياكة، ويتعاون المجلس مع جهاز تنمية المشروعات بالمحافظة لعمل قروض والاستفادة من هذا التدريب في فتح باب رزق للسيدات لعمل مشروع صغير يدر دخل لها ولأسرتها.
أما المحور الاجتماعي، فينظم المجلس العديد من المبادرات لتوعية السيدات بقضايا مختلفة مثل قضايا ختان الإناث وزواج الأطفال وتدريب الرائدات الريفيات علي كيفية عمل زيارات ناجحة للسيدات، لأن الرائدات الريفيات رسالة المجلس داخل القرية حيث يقوم المجلس بتدريبهن وتثقيفهن من قبل علماء النفس والاجتماع وواعظات وراهبات بالتعاون مع الجامعة والأزهر والكنيسة ولأول مرة يقوم المجلس بعمل مبادرة للرجال (لأني رجل ) في القري وكيف يكون الرجل داعم للمرأة وخير معين لها.
ويعد المحور الثقافي حيث قام المجلس القومي بدور رئيسي في توعية السيدات اثناء الانتخابات الرئاسية وجميع الانتخابات التي مرت علي مصر من خلال مبادرة (صوتك لمصر بكرا ) حيث كان المجلس ينزل لكل امرأة لتوعيتها بضرورة الإدلاء بصوتها وإن صوتها أمانة لها ولأبنائها من بعدها، وفي محور الحماية شكل المجلس لجنة تنسيقية لمناهضة العنف ضد المرأة.
** نريد مختصرًا لأبرز الخدمات والأنشطة والمساعدات التي قدمها فرع المنيا تحت قيادتك ؟
بدأ الفرع في استخراج بطاقات رقم قومي بالمجان للسيدات في جميع القرى للمرأة المعيلة والأرملة والمسنة والفقيرة، في الأماكن التي يعيشون بها، بالتعاون مع الأحوال المدنية حتى القرية ووصل عدد السيدات اللاتي حصلن على بطاقات إلى 117 ألف حال.
شملت الجهود تدشين مبادرة "لأني رجل" وهي أول مبادرة تخاطب الرجال في القري لتتوعيتهم بآليات دعم للمرأة والفرق بين الرجولة والذكورة ومساعدته لها في العمل لن تنقص من رجولته.
** هل كان هناك تقبل للفكرة من الرجال ؟
في البداية كان هناك معارضة وصعوبة لكن بعد الحوار وشرح كيف كان الرسول صلى الله عليه وسلم يُساعد زوجاته ويخيط ثيابه بنفسه، وتوعيتهم بأن رجلا لها لا عليها، كانت هناك استجابة وطلبوا أن الندوات والمناقشات تكون بحضور زوجاتهم.
شملت الجهود أيضًا تشكيل لجنة تنسيقية لمناهضة العنف ضد المرأة بالتعاون مع عدة جهات من مجتمع مدني وتربية وتعليم وجامعة وشباب ورياضة وصحة وتضامن وهيئة كير والجزويت والأزهر والكنيسة ومدير شيلد دار المرأة المعنفة والتى كانت تستضيف المعنفة لمدة 3 شهور أو 6 شهور حسب مشكلة المرأة المعنفة بعد مقابلتها اخصائي نفسي واخصائي اجتماعي وعملنا نشر لمكتب الشكاوي وخط 16000لشكاوي المرأة.
أيضًا دشنت يومًا للمحبة والسلام، وكان شيئًا مبتكرًا جدًا بهدف الدمج، والذي استهدف القري التي كان فيها فتن طائفية وقمنا بعمل فطير وعسل وجبنة وقعدنا في الشارع على طبالي كل ست تجيب طبلية من بيتها وكانت السيدات المسلمات والمسيحيات في القرى يقمن بعجن الفطير مع بعض والكل يأكل مع بعضه فطير وعسل وجبنة وكل ما نروح مكان نعمل جدارية نكتب عليها يوم المحبة والسلام للمجلس القومي.
وعملنا شهادة أمان للسيدات هدية من رئيس الجمهورية لأكثر من 2000 سيدة وفازت أربع سيدات كل سيدة فازت بـ10 الاف (شهادة أمان المنيا للمجلس القومي للمرأة ).
وبالنسبة لظاهرة الختان وزواج القاصرات، نفذنا ندوات وتدريبات علي أضرار الختان وكونها عادات سيئة موروثة وتؤثر صحيا ونفسيا علي البنت وذهبنا لأكثر القري زواج للقاصرات قرية الشيخ شبيكة وحاولنا تغيير فكرهم وأرائهم عن زواج القاصرات.
** كيف استطعتِ تغيير فكرهم أو كيف جذبتيهم لتغيير عاداتهم وموروثاتهم القديمة ؟
ذهبنا للقرية وحاولنا أن نتحاور مع الشباب والبنات والشيوخ واخدنا نموذج حي بنات تزوجن في سن مبكر وحدثت لهن مشاكل متعددة وكان هناك نموذج لبنت تزوجت ولديها ولدين ليس لهم أوراق وزوجها متوفى ولم تستطيع إثبات نسبهم وبالتالي حرموا من ميراث والدهم وكثير من المشاكل التي ترتبت علي ذلك وكثير من النماذج التي شرحت ظروفهم وما تعرضوا له من جراء الزواج في سن صغيرة كما حاولنا التعرف علي مشاكل القرية ومحاولة حلها وتقديم خدمات لأهل القرية مثل عمل معاش بيت الزكاة وتم عمل مركز شباب لخدمة شباب القرية وأخذنا الفتيات لتدريبهن في مشغل المجلس القومي حاولنا إيجاد حلول لمشاكل القرية.
** بعض الأفكار أو الأنشطة خارج الصندوق تكون أكثر وقعًا في إحداث التأثير.. هل استعنت بأمر مختلف ونجح؟
نعم حاولت إدخال كثير من الافكار والانشطة والخدمات منها فكرة عمل مشغل داخل المجلس القومي وكانت الدكتورة مايا داعمة للفكرة لتعليم السيدات الخياطة والتفصيل كحرفة يستطيعوا أن يدروا دخل من خلالها لتساعد في رفع مستوي معيشتهن وعندما بدأت جائحة كرونا دربت الفتيات في المشغل علي عمل الكمامات وانتجت 33 ألف كمامة وطورت المشغل حتي أصبح مصنع مصغر داخل المجلس القومي.
كما قمنا بعمل قاعدة بيانات حيث لم يكن يوجد اى بيانات مسجلة للسيدات بالمجلس فقمنا بعمل قاعدة بيانات للسيدات المحتاجات والفقيرات، وتعاونا مع جمعية الأورمان، المحافظة، ووزارة القوى العاملة ولأول مرة يتم عمل ملتقى توظيفي داخل المجلس القومي للمرأة كما قمت بعمل معاش بيت الزكاة بالتعاون مع بيت القاهرة.
** لماذا لم يتم تمكين المرأة اقتصاديًا بشكل فعال وأكثر تأثيرًا؟
لا يوجد تخطيط ولا يتم غلق الدائرة لصالح السيدة فعندما نعلم السيدة حرفة تراثية مثلا أو اي حرفة فلابد لصانع القرار عمل الدراسة اللازمة لأي حرفة أو مشروع والتخطيط الجيد من البداية اختيار المشروع المناسب والتمويل اللازم وشراء المعدات المطلوبة وتدريب السيدة عليها وعلى كيفية العمل والانتاج وعمل أسواق ومعارض لتسويق منتجات المشروعات الصغيرة ومساعدة السيدة على عرض منتجها وبيعها وكذلك لابد من وجود مراقب للجودة لمراقبة جودة المنتج ومحاولة تحسينه والتدريب علي مراحل للوصول به إلي أفضل منتج حتي يستطيع المنافسة ويمكن كذلك تصديره أما اننا نعمل تدريبات ورأس مال من خلال قرض ولا نكمل معهم المشوار فمعني ذلك أن الدايرة لم تكتمل بعد ولم يتم غلقها ومن الممكن انهم لا يستطيعوا التسويق لمنتجهم أو أنه يوجد ما هو افضل مما يؤدي إلي الركود وعدول السيدة أو الشاب عن الفكرة فلابد من التدريب والتمويل المتابعة والتقييم والتجويد والتسويق ويكون فيه عائد وتدوير للعائد حتي تكتمل الدائرة وتصل السيدة للتمكين.
ولطالما طالبت بتدريب الكثير من السيدات علي ريادة الأعمال والتسويق وبعد حصولهن علي التدريب والتمويل (القروض) ومن الممكن أنها تخسر وتصبح غارمة لأن الدايرة غير مكتملة ولا توجد خطة لها اهداف ومتابعة اهدافها واستراتيجية منظمة ومتضمنة للصعوبات التي يمكن ان تواجهها وطرق التغلب عليها.
** بماذا تحلمين لتحقيقه في محافظة المنيا ؟
بقرية منتجة ومتخصصة في محافظة المنيا كل قرية تكون متخصصة في منتج معين كالخزف مثلا والخوص وصناعة العسل والسعف والملايات والملابس الجاهزة والمخبوزات ويتم تدريب اهالي القرية علي الحرفة واتقانها وتجويدها، وأن يتم التنسيق بين القوي العاملة والمدارس الفنية والزراعية لدينا ورش مصروف عليها ملايين الجنيهات يجب استغلالها بتعليم طلاب التعليم الفني القراءة والكتابة وتعليمهم الحرفة علي أصولها بإتقان حتي يكون لديهم القدرة علي إنتاج منتج قادر علي المنافسة وتعليمهم مهارات التسويق لتضيف إليهم تنمية موارد بشرية ومعاملات إنسانية وأخلاق لابد من تطوير التعليم الفني.
** ما هي فائدة القرية المنتجة من وجهة نظرك ؟
من أهم فوائد القرية المنتجة أن يكون هناك عمل جماعي يؤدي إلى الدمج والتعاون بين أفراد الأسرة والشارع والقرية بأكملها، فالكل يعمل ويكمل بعضه لتحقيق هدف واحد معين مما يخلق روح الجماعة والتعاون والمحبة ومن ثم يحدث الدمج المطلوب، وهذا ما حدث في المشغل أثناء تدريب الفتيات مسلمات ومسيحيات في نهاية التدريب كتبوا (الله محبة واللهم صل علي النبي ) وهو ده الدمج المطلوب، وتكون الناس متعاونة متصالحة مع نفسها ومع الغيروحل لمشكلة البطالة لأن المصانع بعيدة وبعدها بيضيع الوقت والجهد والمال المنطقة الصناعية بعيدة تحتاج رؤيا وخطة علشان تنتج لازم تخطط.
** ما هي رؤيتك عن صورة المرأة في الدراما ؟
آن الأوان أن يقوم الإعلام بدور إيجابي بنشر صورة إيجابية للمرأة والكف عن نشر السلبيات، نحتاج أظاهر السيدات القدوة ونسلط الضوء في الأعمال الدرامية على الناجحات في أعمالهن، من يربين أولادهم علي القيم والاخلاق مثل مسلسلات (ونيس الأطفال كانوا بيحبوها ويتعلموا منها الأخلاق والقيم والمبادئ )، أعمال تخاطب عقول الشباب بشكل مختلف بأعمال يتعلموا منها قيم ومبادئ يجب علي الإعلام الوطني والدراما تغيير الصورة والتركيز على بناء الإنسان لأنه فيه مرحلة في عمر الطفل بيتعلم فيها بالمحاكاه و"قليل اللي بيفهم +16 أو +18 سنة".