السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

«سحر ديجيتال».. قنوات «بير السلم» تُروج له.. وأزهريون يوضحون العلامات

الإثنين 25/يناير/2021 - 10:34 م
هير نيوز


بين الحين والآخر تطالعنا الوسائل الإعلامية المرئية، وصفحات "السوشيال ميديا"، بإعلانات تفيد بأن العالم الفلكي الشيخ العلامة المغربي بن مسحال حضر إلى مصر لمدة أسبوع، بعد جولة في عدد من الدول مثل: الهند وعمان والزنجبار ويسرّه استقبال الحالات المستعصية مجددًا، حيث يفك السحر ويجلب الحبيب ويرد الغائب وينهي المشاكل الأسرية ويساعد في الإنجاب.

وعلى الرغم من إننا في زمن "الإنترنت" والسماوات المفتوحة والعلم إلا أن الملايين من الأشخاص ومعظمهم من النساء ما زلن يؤمن بالسحر والشعوذة، والمؤسف أن هذه الإعلانات الوهمية يجري وراءها الكثير من النساء وهي ما تكلفهم آلاف الجنيهات رغم غرابتها، فمثلًا كان هناك إعلان على إحدى القنوات لشخص مغربى يدعى الشيخ أبو البراء المغربي، يقول "تعلّم العلم الروحاني بعد دخوله الكهف المظلم في كهف دانيال بالمغرب مدة سنة، عاش فيها على التمر والماء لا يكلّم ولا يرى أحدًا، وبعد جولات عدة على البلاد العربية وبلاد السند والهند استقر في تركيا لعلاج محتاجي العلاج". 

إرجاع الحبيب
يقوم علماء السحر الذين تغزو إعلاناتهم صفحات شبكة الإنترنت، مع بداية العام الجديد أنهم لديهم قدرة قراءة الطالع والمستقبل وإخراس الحاسدين وفكّ السحر وجلب الرزق ولجم الأعداء، ويهتم أغلبهم اهتمامًا أساسيًا بالعلاقات الزوجية وعلاقات الحبيبين، فيقول إعلان "المدهش الروحاني" إنه "يفك المسحور والمربوط من بلد إلى بلد ولو من 20 عامًا، ويجلب الحبيب ولو من الصين بأيام معدودة"، أما الحاجة أم ضياء تتعدى ذلك بمعرفة نوايا الحبيب إذا كان يريد الزواج أم العلاقة فقط، وهى تخدم النساء فحسب وتفتح نصيب العوانس للزواج، لدرجة أن كثير من هؤلاء السحرة أصبحوا يعالجون مرضاهم عن طريق التواصل الالكترونى أو من خلال الهاتف بدلًا من الجلسات.

من جانبه، قال الشيخ عبدالله العجمي، أمين الفتوى بدار الإفتاء: "إن الأصل في الذهاب لشخص يعالج بالقرآن؛ أن يرقي الإنسان نفسه ولا يذهب لغيره".

وأوضح: «العجمي على الصفحة الرسمية لدار الإفتاء على "فيس بوك"، ردًا على سؤال سيدة: "أنها اضطرت للذهاب لأحد السحرة لفك سحر أصاب ابنتها، فهل هذا حرام؟، مشيرًا إلى أن بإمكان الرجل أن يرقي زوجته والزوجة ترقي زوجها، وكذلك الوالد مع ولده والوالد مع والده.

وأضاف العجمي، أن الأصل في ذلك أيضًا أن قراءة القرآن تكون باستمرار في البيت وتحصين الأهل والبيت بـ«الأذكار الموظفة» والأوراد لطرد الشياطين والوقاية من العين والحسد، وحتى تعم البركة.

وتابع: النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن البيت الذي يُقرأ فيه القرآن؛ يزداد خيره ويقل شره ويتسع على أهله ويتراءى لأهل السماء كما تتراءى النجوم لأهل الأرض، لافتًا إلى ما رٌوي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، مرفوعًا وموقوفًا، ولفظه: ( إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ سَنَامًا وَسَنَامُ الْقُرْآنِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ، وَإِنَّ الشَّيْطَانَ إِذَا سَمِعَ سُورَةَ الْبَقَرَةِ تُقْرَأُ خَرَجَ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي يُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ ).وحسنه الألباني في " الصحيحة " (588).

آيات الرقية الشرعية
وقد أوضح الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أنه يمكن للشخص الحصول على الرقية الشرعية من خلال: المكتبات الدينية، والإنترنت، والإتصال على دار الإفتاء المصرية – رقم 107- والتى تقدمها فى شكل خدمة صوتية.

وتابع: أنه لا فرق بين الرقية الشرعية وأذكار الصباح والمساء؛ فهي تشبهها كثيرًا، ومن أمثلة الرقية الشرعية في القرآن الكريم: (سورة الفاتحة، وآية الكرسي، وآخر آيتين من سورة البقرة، وسورة الإخلاص 11 مرة، والآية 38 من سورة الزمر، والآية 1 من سورة البروج، وآخر آيتين من سورة القلم، وسورة الفلق، وسورة الناس، وآية (6،7 ،8 ،9) من سورة الصافات، ومن الأمثلة على الرقية الشرعية في السنة النبوية الشريفة: (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق..).

علامات السحر والحسد
وقال الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء: "إن الحسد والسحر ذكرهما الله تعالى في كتابه، كما قال: «ومَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ»، وقوله تعالى «وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ(5)» الفلق.

وأكد الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى، أن المسلم يجب أن يعتقد أنه لم ولن يتمكن أي إنسان من إنسان آخر، بخير أو شر إلا بإذن الله؛ كما قال تعالى: « وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ».

وتابع: السحر والحسد يكونان بلاءً من الله، أو ابتلاءً، موضحًا أن الابتلاء يكون للعبد الطائع الذي يريد الله أن يختبر صبره وإيمانه، وأن البلاء يكون بسبب ذنوب العبد وتقصيره؛ ليكفر الله بالبلاء عنها، كما قال الله تعالى: «نَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (35)» الأنبياء.

وأضاف أمين الفتوى، أنه لا يجوز الذَّهاب للسَّحَرة والكَهَنة والعرَّافين، ولو كان ذلك لحَلِّ السحرِ، وهو ما يسمَّى بالنُّشْرة؛ بل السحر يعالَج بالآيات القرآنية، والأدعية النبوية، واللُّجوء إلى خالق البرية - سبحانه وتعالى، والحفاظ على الأذكار الموظفة التي منها أذكار الصباح وأذكار المساء، والرقية الشرعية وقراءة القرآن الكريم، وقوله تعالى «واستعينوا بالصبر والصلاة».

وقال الشيخ بن عثيمين، إنه عن بعض أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((مَن أتى عرَّافًا فسأله عن شيء، لم تُقْبل له صلاةٌ أربعين ليلةً)).

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من أتى حائضًا، أو امرأةً في دُبُرها، أو كاهنًا فصدَّقه بما يَقول، فقد كَفَر بما أُنزل على محمد)).

ads