"المرأة الحديدية".. هالة زايد قصة كفاح.. وتحديات "الصحة" تُبرز مهاراتها في إدارة الأزمات
تستحق الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، لقب الوزيرة الأسوأ حظًا بين نظيراتها من الوزيرات الأخريات نتيجة للتحديات التي تواجهها الوزارة خلال الفترة الحالية ومنذ أن تولت الوزارة.
فمنذ اللحظة الأولى من اختيار
"زايد" لتولى منصب وزيرة الصحة والسكان، والذي لم يكن من باب المصادفة،
بل جاء تماشيًا مع توجه الدولة المصرية لمنح المرأة مناصب قيادية فعالة، واختبارها
فى مهام صعبة، وواجهت الوزيرة العديد من المشكلات والصعوبات التي تعاملت معها بروح
المرأة قبل روح الوزيرة.
فمنذ اللخظة الأولى اصطدمت "زايد" بالعديد
من التحديات، بداية من مشكلات الخدمات الطبية، وضعف البنية التحتية لمعظم
المستشفيات، وصعوبة توفير المستلزمات الطبية نظرأ لنقص الميزانية الخاصة بالصحة،
مرورًا بإصابة غالبية المواطنين بأمراض مُزمنة ومتوطنة، مثل السكر والقلب وفيروس "سي"، ما يجعل هناك ضغطًا كبيرًا على القطاع الصحي، بخلاف أزمة نقص أعداد الأطباء
نتيجة لقلة عدد الخريجين والهجرة للخارج بحثًا عن فرص عمل فى أجواء أفضل، كل ذلك
كان يمثل تحديًا كبيرًا لزايد، التي حاولت وضع خطة للعمل على مواجهة تلك المشكلات
فى توقيت واحد.
ساعد "زايد" فى مهمتها الصعبة، عدة عوامل،
أهمها تبني رئاسة الجمهورية لملف الصحة، وإطلاق الرئيس عبد الفتاح السيسى العديد
من المبادرات، التى خففت العبء عن كاهل الوزيرة الت سبق شغلت عدة منصب أهمها
المدير التنفيذى لأكاديمية 57357، ورغم التحدى الذى واجهته لنجاح تلك المبادرات،
التى كان على رأسها، مبادرة الكشف والقضاء على فيروس سي، ومبادرة دعم صحة المرأة،
وعلاج مليون افريقي من فيروس سي، ومبادرة الكشف عن الأمراض السارية، ومبادرة
القضاء غلى قوائم الانتظار بالمستشفيات، ومبادرة الكشف وعلاج الأنيميا والتقزم
والسمنة بين أطفال المدارس، ومبادرة الكشف وغلاج ضعف وفقدان السمع لدى حديثي
الولادة، والتى عملت جميعها تحت شعار "100 مليون صحة"، إلا أنها استطاعت
العمل على نجاح تلك المبادرات، من خلال توقيع الكشف على ملايين المرضى والمستهدفين
على مستوى الجمهورية وتقديم الخدمات العلاجية لهم.
التحدى الثاني الذى واجهته زايد، تمثل فى
تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل، والذى يستهدف وضع جميع المصريين تحت مظلة
تأمين واحدة، تضمن حصولهم على خدمة طبية مميزة، على غرار الأنظمة العالمية،
وانطلقت المرحلة الأولى من المنظومة، وبدأ تطبيقها بمحافظة بور سعيد، فيما جارى
الاسيتعداد لإطلاقها خلال الأيام القادمة بمحافظات الأقصر والإسماعيلية، حيث يجرى
العمل فيها على قدم وساق، خاصة وأن المنظومة الجديدة تنطلق وفقًا لمعايير عالمية
فى تقديم الخدمات الطبية، وهو ما تعمل زايد على تنفيذه.
قبل أن تستكمل زايد مسيرتها تعرضت للتحدى
الأكبر الذى يواجهه العالم أجمع، وهو جائحة فيروس كورونا المستجد، كوفيد-19 والذى لم يواجه
العالم جائحة فى خطورته منذ عشؤات السنين
ووسط توقعات بإصابة الملايين ووفاة ملايين
اخرين، واجهت زايد التحدى، واستطاعت املرور بالموجة الأولى من الفيروس بأقل خسائر
ممكنة، مقارنة بأنظمة عالمية لدول متقدمة سقطت أمام الجائحة وأعلنت انهيارها، ما
اثار دهشة العالم أجمع، خاصة وأن مصر كانت من ضمن الدول المرشحة لسقوط نظامها
الصحي أمام الجائحة.
لم يكن تحدى زايد فيما يخص الجائحة يقتصر فقط
على إدارة الأزمة والتعامل مع حالات الإصابة ووضع خطة لمنع انتشار المرض، بل بدأت زايد خوض تحدى أخر وهو تقديم
المساعدة للدول التى تعانى من انهيار نظامها الصحى أمام الجائحة، بعد أن اختارتها
القيادة السياسية لتكون رسول مصر لدى الدول المنكوبة، فقامت بزياة إلى الصين التي
ظهر المرض بها، كما قامت بزيادة إيطاليا والتي كانت تعاني من عزلة العالم أجمع بعد
إنهيار قطاعها الصحي وإصابة ووفاة ملايين المواطنين بها.
نجحت زايد فى مهمتها وعادت إلى البلاد، لتبدأ
تحدي آخر يتمثل في مشاركتها في التجارب الإكلينيكية للقاح فيروس كورونا المُستجد،
حيث وقامت الوزيرة بالحصول على اللقاح لتكون مثالًا لتشجيع المواطنين على المشاركة
في التجارب التي لم يسبق لمصر خوضها عبر تاريخها، حيث لم تكن مصر من ضمن الدول
التي تشارك في التجارب السريرية وهو الأمر الذي جعل المهمة أصعب بالنسبة لزايد.
وتخوض وزيرة الصحة، تحدى الموجة الثانية
لفيروس كورونا المتسجد، كتحدى جديد لها، ضمن عدة تحديات، جعلتها الوزيرة الأسوء
حظًا من جهة، والأكثر صلابة وقوة من جهة أخرى.