الثلاثاء 08 أكتوبر 2024 الموافق 05 ربيع الثاني 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

بالأرقام.. ارتفاع نسبة الأمية يدفع النساء للعمل في المهن الشاقة

الإثنين 18/يناير/2021 - 05:56 م
صورة ارشيفية
صورة ارشيفية


الأمية تُشكل خطر كبير على الدولة والمجتمع، خاصة أمية المرأة باعتبارها "عمود الخيمة" في الأسرة المصرية، وكلما زادت نسبة الأمية كلما زادت المخاطر واتسع نطاقها، وللأمية أسباب عديدة، منها التمييز بين الولد والبنت وتدني المستوى المعيشي للأسر، وشيوع ثقافات رجعية، منها "الجنيه غلب الكارنيه" ، "واللي اتعلمو اخدوا إيه" ،"هير نيوز" تناقش في السطور التالية هذه المشكلة، من حيث الأسباب والتداعيات وطرق التصدي لها قبل فوات الآوان. 

بدايًة، كشفت إحصائيات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، برئاسة اللواء خيرت بركات، أن عدد النساء بمصر في الأول من يناير الماضي بلغ 47,5 مليون نسمة من إجمالي عدد السكان بالداخل البالغ 98 مليون نسمة، بنسبة 48,5%، فيما بلغ عدد الذكور 50,5مليون نسمة بنسبة بلغت 51,5%.

أمية المرأة ترجع للعوامل الاقتصادية 

قالت الدكتورة عزة عبدون، أستاذ علم الاجتماع، مدير مركز الأسرة والطفولة بوزارة التضامن سابقًا: "إن السبب الرئيسي في ارتفاع نسبة الأمية في المجتمع المصري للفتيات، يرجع إلى وجود مجموعة من التقاليد والأعراف المجتمعية القديمة و الموروثة، والتي تم توارثها عبر الأجيال، ولذلك فمن الصعب تغييرها، كما أن تغييرها يحتاج إلى الكثير من الوقت، وربما يصل لقرون، مشيرًة إلى أن هذه الثقافة المضادة للمرأة بدأت تتغير منذ انطلاق ثورة ١٩، خاصة مع مشاركة المرأة بشكل واضح في مختلف مناحي الحياة. 

وأكدت "عزة" لـ"هير نيوز"، على الرغم من تحرر المرأة في مختلف المجالات فإن حرمانها من التعليم لازال قائمًا حتى هذه اللحظة في الأرياف ببعض المحافظات، ويأتي ذلك لأسباب مختلفه ربما بسبب تدني الوضع الاقتصادي وارتفاع مستوى الحياة المعيشية، ولذلك فالموروث الثقافي مع العامل الاقتصادي هما السبب في انتشار الأمية بين النساء. 

العمل في غالبية المهن الشاقة

وأضافت أستاذ علم الاجتماع، أنه من الممكن أن تتعافي البلاد من ارتفاع نسبة الأمية سواء للرجل أو للمرأة في القرن الـ21، شريطة توفير العامل المادي والاقتصادي للمواطنين، مُشيرًة إلى أن ارتفاع الأمية تدفع النساء إلى العمل في غالبية المهن الشاقة، ولكن هناك بعض المهن لا تحتاج إلى الشهادة التعليمية وأكبر دليل على ذلك عملها في مهنة الغزل والنسيج. 

وأضافت"عزة"، أن بعض النساء يريدن العمل في المناطق والأماكن القريبه لبيوتهن، مما يساعد على توفير العامل المادي والوقت. 

آليات مواجهة أمية المرأة 

ومن جانبها، قالت نادية جمال الدين، استشاري العلاقات الأسرية، أنه في الوقت الحالي أصبحت نسبة السيدات العائلات كبيرة للغاية، ويرجع ذلك إلى رفض بعض الأسر لعمل المرأة، مشيرًة إلى أن أمية الفتاة ترجع إلى ثقافة المجتمع تجاهها. 

وأضافت "نادية" لـ"هير نيوز"، إن ظاهرة الأمية ليست وليدة اللحظة في وقتنا الحالي، وإنما ظاهرة قديمة ومازالت قائمة منذ قديم الأزل، حيث كانت ترفض الأسر الفقيرة تعليم الأطفال، وكانت تهتم بتعليم الطفل حرفة تجلب دخلًا للأسرة، وكانت ترى أن ذلك أفضل بكثير من تعليمه بالمدارس والجامعات للحصول على شهاة تعليمية، لافتًة إلى أن العامل الاقتصادي هو السبب الرئيسي في غزدياد أمية المرأة، متابعًة: "الآباء والأمهات بيقعدوا يقولوا لهم هو اللي اتعلموا أخذوا إيه".

وبسؤالها عن كيفية مواجهة الأمية، أشارت "نادية" إلى أن تكثيف الإعلانات عن طريق الإعلام أو عن طريق السوشيال ميديا أكثر الطرق وآلاليات لمواجهة هذه الظاهرة، فضلًا عن عمل مراكز لمحو الأمية وتجميع أكبر عدد ممكن واقناعهم بأهمية التعليم، وتكملة الدراسة، مهما كان السن، مما يساهم في حماية المجتمع من عدة جرائم منها السرقة والتحرش، والاتجار في المخدرات وتعاطيها، فكلها كوراث تحدث بسبب قلة الفهم والتعليم والاستيعاب والدراسة.

وطالبت الحكومة ومجلس النواب، بإعداد مشاريع قوانين لمحاسبة الأسرة على إهمالها تعليم أبنائها، وتركهم فى الشوارع ليكونوا عالة على الحكومة والمجتمع ومصدر للكوارث المجتمعية.