بدون أدوية.. 3 أطعمة يمكن أن تساعد في علاج الغثيان
أزمة المراهقات عرض مُستمر.. و«خبيرة» تضع «روشتة» التعامل معهن
الأحد 17/يناير/2021 - 07:20 م
آيات الخطيب
"بكاء شديد يعقبه التفكير في ترك المنزل، واللجوء للجدة ونقل الحياة لديها هربًا من ضغوط الأهل".. يبدو للمستمع أن الأزمة كبيرة والمشكلة لا تحتمل بين أهل "حلا" ووالدتها التي أصابتها صدمة من حديث ابنتها، إلا أن الأمر بسيط فكل ما حدث خلاف في وجهات النظر حول ملابس حلا، أبدت فيه الأم اعتراضها عليه، فما كان من الفتاة إلا رد فعل غاضب مندفع وصادم.
"حلا" فتاة عمرها 18 عام، وتدرس في الفرقة الأولى بمعهد الخدمة الإجتماعية، صنفها طبيبها أن لديها مشكلات مزاجية كثيرة بدأت ظهور أعراضها المضطربة مع بداية فترة المراهقة في عمر الـ 14 سنة تقريبًا وقت أن كانت في المرحلة الإعدادية، تقول والدة حلا، أنها ووالدها لا يفضلون معارضة آراء ابنتهم بسبب ردود فعلها التي تصفها بالتهويل، ففي كل مرة ينتهي النقاش بينهم لإختلاف وجهات النظر، تلجأ حلا للبكاء الشديد والتهويل من الأمر حتى أنها هددتهم بترك المنزل ونقل معيشتها لدى جدتها لأمها.
لم تستسلم والدة "حلا" للأمر ولجأت للكثير من المختصين حتى علمت أن بنتها تعاني من اضطرابات نفسية ومزاجية متعددة في مراهقتها وهو أمر شائع للفتيات ومتنوع بين الأضطراب الاحادي للشخصية الحدية، تظهر أعراضه في القلق والتوتر والاكتئاب.
حذر وترقب من الأهل
تقول الدكتورة أميمة المنياوي، أستاذ علم النفس الاجتماعي: "إن مرحلة المراهقة من أخطر المراحل التي يمر بها الفرد خلال عمره، ولو مرت بسلام نتج عنها شخص سليم وسوي، ولو لم تمر نتج عنها شخص مضطرب يعاني من أزمات نفسية عديدة، مشيرة إلى أن أولياء الأمور يقع على عاتقهم دورًا كبيرًا في إحتواء الأمر، مضيفة أن هناك العديد من الحالات التي تتردد على عيادتها لمراهقين وأبائهم وأمهاتهم يشكون غياب الثقة المتبادلة فيما بينهم، بينما يصل الأمر في بعض الأوقات لضعف التحصيل الدراسي وغيرها من الإضطرابات".
أسباب مشكلات المراهقين
أوضحت المنياوي أنه بالرغم من تعدد المشكلات والأزمات للمراهقين، إلا أن معظمها ينحسر في فئات ثابتة ومتكررة يميزها المختصين بسهولة من بينها الشعور بصغر التصرفات أو عدم اقتناع الأهل بعقولهم، وهو ما يؤدي بهم لإكتئاب شديد يدفهم للإبتعاد عن الأهل لفترات قد تؤثر على حياتهم بأكملها فيما بعد، خاصة في ظل اندماج المراهقين مع اصدقائهم بطبيعة هذه المرحلة وربما لا يتخيرون الصحبة الجيدة، فينتج عنها مشكلات أخرى بعضها أكاديمي يتمثل في ضعف التحصيل وصعوبات تعلم تظهر في مرحلة المراهقة لم تكن موجودة من قبل.
طرق التعامل مع المراهقة
تقول لمياء محمود أستاذ علم النفس المعاصر بجامعة القاهرة: "إن طرق التعامل مع المراهق بطريقة سليمة تبدأ من أسرته وليس من المراهق، وأولى خطوات العلاج بين الطرفين تبدأ بالثقة فكلما أعطى الأهل للفتاة المراهقة الثقة في نفسها وعقلها وتصرفاتها بادرتهم هي أيضًا بثقتها فيهم، وهو ما يترتب عليه المصارحة بين الطرفين، وعدم اللجوء للكذب أو لأي شيء غير سوي، موضحة أنه يجب تشجيع الفتيات على ممارسة الرياضة لأنها تفرغ الكثير من الشحنات السلبية، التي تزداد كثيرًا خلال فترة المراهقة".
