بقلم نرمين الحوطي: Sunday Times
بدأت ظاهرة تناول الحبوب المخدرة بعد تحرير الكويت، أي منذ عام 1992م، وبدأت تظهر على الوجه العام وبكثرة مع بداية 2008 وبالأخص بين الشباب في الجامعات إلى أن وصل الحال في العامين الماضيين لتداول هذه الحبوب بين طلبة المرحلتين الثانوية والمتوسطة، والموضوع لم يقتصر في الكويت فقط على الكبتاغون، لأن البداية كانت لاريكا وللأسف كان يعطى لأي شخص يشعر بآلام في العظام إلى أن أدرجت ضمن الحبوب المخدرة، وأصبحت تعطى بوصفة طبية وبكمية محددة، ومن ثم تكاثرت الأنواع وأصبح البعض يقوم بخلطات بين الأدوية، ومن ثم تطحن لتعطي مفعول الكبتاغون، وهذا النوع يعد أخطر من لاريكا والكبتاغون والشبو وغيرها من مواد كيميائية تقوم بهدم الخلايا العقلية.
فإذا سألنا لماذا توجه الشباب لهذا المسار سنجد الأسباب عديدة وأولها وأهمها عدم وجود أماكن ترفيهية للشباب، وهذا يؤدي إلى كبت نفسي وتراكم الطاقة السلبية في نفسيتهم، والسبب الأخطر الشباب الذين تخرجوا من الجامعات ولم يجدوا فرصا للعمل يجلسون في منازلهم دون عمل ينتظرون وهذا يؤدي لقتل الحماس والطاقة والرؤية لمستقبلهم بنظارة مبهمة بجانب هذا الرعاية الأسرية، فللأسف الشديد بعض الأسر أصبحت توجد فجوة بينهم وبين أبنائهم، أي لا مبالاة تجاه متى يخرج ومع من يخرج ومن هم أصدقاؤه، بل لا يعرفون ما هي هواياتهم وما يفضلون، فأعتقد أن هذا الشيء يعد قتلا نفسيا للشباب عندما لا يجد الأهمية من أسرته، أيضا نجد التعليم أصبح فقط مجرد حشو مواد في أذهان أبنائنا دون القراءة والاطلاع ودفعهم للمعرفة، فقط أصبح الشباب يحفظ ما يعطى إليه من أجل النجاح والحصول على الشهادة.
أما إذا سألنا أنفسنا كيف واجهت الحكومة تلك المشكلة، فسنجد أن وزارة الداخلية تبذل جهودا كبيرة وخاصة في الآونة الأخيرة على يد النائب الأول لرئيس الوزراء ووزير الداخلية ووزير الدفاع الشيخ طلال الخالد، الذي يصارع ويتحدى تلك الكارثة بكل ما لديه في الجهاز الأمني للقبض على هؤلاء المروجين لتلك المواد المخدرة، فنجد في تلك الفترة كم من قضية تمت بالملايين من حبوب حاول البعض تهريبها وإدخالها للكويت ولكن الجهاز الأمني أوقعوهم وتم القبض عليهم، هذا على الصعيد الأمني. أما الشق الأسرى والصحي فللأسف نحتاج الكثير من التوعية لأنه لا توجد المستشفيات الصحية لعلاج الإدمان على مستوى متميز وإن وجدت أعتقد لا تكفى كم المتعاطيين من الشباب! وإذا تكلمنا على الجانب الأسرى فسوف نجد الأغلبية يعدون الإدمان شيئا عيبا ولا يصح أن يفصح عنه لأنه فضيحة ووصمة عار، وتكون النتيجة السكوت من قبل الأسر تجاه أبنائهم دون مساعدتهم ومواجهة تلك الكارثة.
حان الوقت لأن نعالج تلك القضية بشفافية، وتتم معالجة الإدمان كأي مرض وليس بفضيحة، وحان الوقت لنفعّل دور التعليم من خلال توعية الطلاب من تلك المخدرات، كما حان الوقت لتطبيق الفحص الإلزامي ليس فقط على الطلبة بل على الموظفين أيضا، لأن المتعاطين أصبحوا لا يؤذون أنفسهم فقط، بل أصبحوا شبحا مخيفا وضارا على المجتمع من خلال قضايا القتل التي تحدث، وبعد فحصهم يجدون بأنهم تحت تأثير المخدر.
٭ مسك الختام: كل الشكر لجريدة SundayTimes على اختيارها لي كواجهة لدولتي عروس الخليج، وأخذ رأيي في الكتابة عن قضية المخدرات وتسليط الضوء على معالجتها ومحاربتها في الكويت.
أتمنى أن أكون وفقت في مقالي هذا الذي نشر في جريدة SundayTimes السبت الماضي الموافق 27/5/2023، شكرا لتلك الثقة والشكر موصول لبيتي جريدة «الأنباء» لمنحها الفرصة لي أن أكون أحد أقلام الصحافة الكويتية.