الأحد 19 مايو 2024 الموافق 11 ذو القعدة 1445
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
ads
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

بقلم وفاء الحشاش: النفس والروح

الخميس 04/مايو/2023 - 06:00 م
هير نيوز

الإنسان هو أحد إبداعات الله في خلقه، فإذا ذكرنا النفس البشرية، فنحن نقول عن الإنسان حين تظهر عليه علامات غير التي كانت تظهر عليه من قبل في موقف معين من حب أو كره أو خلافه، فنقول لقد تغيرت نفسه، والنفس هي الشيء الذي يتكون نتيجة التقاء الروح بالجسد، فإذا انفصلت الروح عن الجسد، فلا توجد نفس.

فالنفس هي التي تقوم بتنفيذ جميع العمليات التشغيلية التي يمليها عليها المدير، الذي يخطط ويدبر وهو المخ البشري، النفس هي التي تصدر الأوامر العليا وتنفذها، ولذلك هي التي سوف تحاسب في الآخرة، إن خيرا فخير، وإن شرا فشر.

هذا الكيان يحمل داخله متناقضات، فإذا اتبع القيم والمبادئ وعمل بها حدثت الطمأنينة وانتشر السلام، لقوله تعالى: (يا أيتها النفس المطمئنة..) «الفجر 27».

وإذا أمرت صاحبها بالسوء وأصدرت الأوامر بذلك، وأصدرت أمرا صريحا بالمعصية، لقوله تعالى: (إن النفس لأمارة بالسوء) «سورة يوسف 53».

أما الروح فعرفها الإسلام على أنها من أعظم مخلوقات الله عز وجل وأكثرها أهمية، وذكرت في القرآن الكريم في العديد من المواضع، ومنها قوله تعالى: (فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين) «سورة الحجر 29»، وقد نسب عز وجل الروح له للتعظيم والتبجيل، وانفرد المولى سبحانه وتعالى بعلمها الكامل، ولا تزال ماهية الروح مجهولة ولا يعلمها إلا الله، لقوله تعالى: (ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) «الإسراء 85».

فالروح هي ذلك المخلوق صاحب السر العظيم الذي حكم الله سبحانه وتعالى بأن يظل غيبيا إلى يوم القيامة، ومن عظمة الروح إنك لا تستطيع إنكارها، فكل مخلوق سواء كان مؤمنا أو كافرا يؤمن بأن داخله روح لا يستطيع التحرك من دونها، بدليل الموت الذي نشهده جميعا، فالميت لا يتحرك بسبب أن الروح خرجت منه حتما وإن كانت أعضاؤه سليمة.

فنحن مؤمنون بقدرة الله وعظمة خلقه، وبعيدا عن جميع التفصيلات المتفرعة عن الروح والنفس، فإننا معنيون بتهذيب أنفسنا حتى تكون طاهرة، لا تأمر بالسوء، كما أن نفوسنا منفتحة على الله وعلى كل معرفة وسلوك يسمو بالحياة ويحلق بها فوق لغة الحسابات المادية التي أصبحت واقعنا للأسف.

والله أعلم.

نقلا عن الأنباء

ads
ads