بقلم سهير بوشناق: العمرة.. و«الملكة»
أجمل الأقدار تلك التي تأخذنا دوما لسكينة الروح وطمأنينة القلب والتقرب إلى الله عز وجل.. وهذا ما عايشته خلال شهر رمضان المبارك بآداء مناسك العمرة.. تلك المشاعر التي تنتاب الإنسان عند رؤية الكعبة المشرفة للمرة الأولى مشاعر لا تشبه شيئا بالحياة ولا يمكن وصفها بكلمات.. لأنها تلامس ثنايا الروح وتطهر قلوبنا ونفوسنا وكأننا حقا لم نخطئ.. وما أحوجنا لقدسية ذاك المكان وروعته ونقائه وجماله الروحي.. ذاك الشعور كان تجربتي الأولى التي أتمنى ألا تكون الأخيرة.. فالتواجد أمام الكعبة المشرفة وفي ساحة الحرم منحني مشاعر لا تنسى ولا يمكنها ان تفارق النفس... التي هي...
أمي..
أشعر بقسوة الكلمات وألمها وأنا أحاول ترتيبها لتليق بمكانة «أمي» ولن تنجح بذلك.. عيد الأم.. منذ ما يقارب عامين ونصف وأنا أشعر بمرارة كبيرة.. وسع العمر كله كلما اقترب عيد الام.. بل أصبح «آذار» متعبا لي من بداياته... تماما كتعب الروح والنفس التي تحيا دون «الأم»... ألم نابض.. وحنين.. وغربة.. لا يبددها إنسان ولا يطفئها سوى حضن أم ورائحتها.. كان دوما «عيد الأم» من أجمل المناسبات المحببة لدي كنت أشعر بمتعة خاصة وأنا أبحث لك عن هدية تماما كما كنت أفعل بالأعياد الاخرى.. لأن كل الاشياء التي تتعلق بك كانت تسعدني وتمنحني الراحة والطمأنينة.. ولا تزال تلك التفاصيل...
اختلاف.. كالربيع
في البدايات الجميع رائعون... وفي النهايات لا يبقي سوى «الاختلاف»... وهذا الاختلاف هو نبض القلب ودفء الروح. البشر في حياتنا كالفصول... فصل يثير في انفسنا الحنين والطمأنينة وفصل يبعث بنا الحزن ويجدد اوجاعنا.. وفصل آخر نتجدد به دوما نشعر بالحب وبالامان وان غاب نبقي نحيا حالة الانتظار ليأتي مرة آخرى لاننا نشعر به ومعه باننا مختلفون.. وهذا الاختلاف لا يتكرر كثيرا بالحياة ان نشعر بانك هناك اناس مختلفين عن غيرهم... عن كل من مروا بايامنا من قبل.. مختلفون لانهم أنقياء من اعماقهم.. يبعثون بنا روح العمر الجميل.. هم مساحة من الدفء الانساني التي نحتاجها بزمن لم تعد...
ريحانة الدار.. قلب أم.. قلب «ملكة»
رائحة الياسمين وريحانة الدار وعطر العمر كله وأجمل ما فيه... هي تلك الطفلة التي تربعت على عرش القلب وارتوت من نبضاته... وعاشت بجفون العين مسكونة بروح «أمها» ومن أغلى منها... هو حب يبدا بالشعور قبل العين... نحبهم قبل أن نراهم ويستوطنوا القلب والروح ويصبح مجرد النظر إليهم طمأنينة العمر وعبقه.. تلك المشاعر تكبر وتكبر لحظة بلحظة وعاما تلو الآخر نرافقهم سنوات أعمارهم وأولى خطواتهم وأحلى كلماتهم... فهم رفقاء الأيام والعمر كله... يكبرون وتكبر أحلامهم ونكبر نحن معهم وبهم... وتبقي قلوبنا نابضة بهم وبفرحهم ووجودهم.. هي مشاعر «أم» أولا وأخيرا.. ولا أجمل من تلك...
طوق النجاة
كيف يمكن لحلم ما.. ولإنسان أن يكون معنا طوق النجاة الذي ينقلنا من مكان لآخر أكثر طمأنينة وحب..!! كيف يمكن أن نحتمي من قسوة الحياة ونتعلق «بجرعة» من الأمل بحلم نحن ندرك أنه لن يتحقق ولكننا نستمر.. قد يصبح كل من حولنا عالم من الضجيج المتعب لأيامنا ونشعر أننا بحاجة للهروب من كل الذين نحيا معهم لحلم مختلف هو طوق النجاة الذي نبحث عنه دوما ونعلم أنه لن يكون بأيامنا التي نحياها برتابة تغتال فينا كل لهفة وشغف وانتظار.. طوق النجاة الذي يمنحنا القدرة على المضي بالحياة هو حلم البدايات.. حلم لربما يكون عابرا لن يستقر بعالمنا.. لكنه أجمل ما يحدث لنا ويمنحنا الشعور...
حلم عابر !
كحلم عابر... كمقعد لا يملؤه سوى حضور الصدق والاختلاف والحب لمرة واحدة كانت هي... حاولت دوما أن تحيا الايام كما هي واعتقدت لزمن بأن «الحب» لا يحتاج لمعجزة فهو يحدث ونحيا به ككل الاشياء التي نحياها في روتين أيامنا... التي تخلو من كل ما يثير الدهشة ويجدد بنا الحياة بشكل مختلف.. كم هي العلاقات الانسانية التي نحياها ونحن نعتقد بأننا نحب.. وكم هي لحظات الوحدة والغربة والشعور بالنقص التي نحياها أيضا بتلك العلاقات التي تزيد قلوبنا ألما وغربة.. لنكتشف بأن الحب حلم عابر يمر بنا ويمضي... الحب شيء مختلف لا يمكنه أن يكون كما نحياه إن كان لا يحمل تلك اللهفة التي...
حلم.. أجمل من واقع
سنختلف كثيرا... فهناك مسافة تبدأ بين الإنسان ونفسه وتتسع أحيانا بيننا وبين من نحب... لأن الحب والمشاعر الإنسانية برمتها لا تلغي المسافات فتلك فصل آخر من فصول العمر والحياة... نحيا علاقات إنسانية كثيرة منها الحب والصداقات والزواج هي كمقاعد فارغة بالعمر نختار كيف نملؤها تارة وتارة آخرى لا نمتلك الخيار بها لأنها تمتلكنا دون أن نعي كيف ولماذا.. ولكننا لا نملك أي خيارات آخرى بالمسافات.. نحيا العمر كله برفقة أناس نحبهم ولكننا ندرك جيدا أن المسافات بينا وبينهم كبيرة لا تعترف بالمشاعر المحملة بالوحدة والغربة ولربما تلك الحقيقة هي التي تفقد الحب رونقه...
عيد الحب
نحتاج نحن بالعمر «للحب».. كوجود وكقيمة يمنحنا القدرة الحقيقية للتعايش والعطاء... بتلك المشاعر التي مهما اختلفت مسمياتها واشكالها تبقي بوصلة الحياة ورونقها.. تلك القلوب التي تنبض فينا هي الأحوج دوما للحب والعطاء كي تتمكن من أن تحيا بحياة كل ما فيها بات يؤلمنا ويزيد من غربتنا عن انفسنا... نحتاج للحب كي نتمكن من مواجهة الحياة وتقبل فكرة كم اصبح ذاك العمر صعبا... وكم أصبحت أرواحنا متعبة دائمة البحث عن السعادة والطمأنينة.. لا شيء يغير الانسان قدر الالم والحب.. بالالم نتعلم ونقسو احيانا ونرى الحياة بشكلها الاخر الذي لا نكتشفه إلا إذا تألمنا.. وبالحب نحن...
الحياة.. خيارات
تقول... اكتشفت مؤخرا أنني كنت طيلة السنوات الماضية من عمري أحيا ولا أعيش.. ولم أدرك الفرق بينهم.. لأننا نتعايش مع ايامنا وسنوات اعمارنا تبعا للمتاح... بين أيدينا.. نحلم كثيرا وفي كل مرة لا يتحقق حلم لا نحاول أن نستعيده نتازل عنه ونمضي لأن الحياة هكذا... نحيا احيانا مع آخرين ندرك أن سعادتنا ليست معهم ولن تكون ولكننا نستسلم لواقع ولعلاقات لا تمنحنا الرغبة بالحياة لأنهم لا يشبهوننا ولا نحاول أن نغادرهم لأن الحياة هكذا لا تمنحنا دوما ما نريد... تمضي بنا السنوات عاما تلو الآخر ونحن نحيا ولا نعيش.. وما أكبر المسافة بينهم.. اكتشفت أن كل ما يمر بنا لا يعلمنا...
العمر.. لحظات هاربة
تحدق بملامح وجهها التي تغيرت إلى الحد الذي أصبحت هي وكل من حولها يلاحظون بداية آثار العمر عليها.. الذي يحاول دوما أن يكون حاضرا في ملامحنا وأجسادنا.. لا أحد يستطيع أن يهرب من العمر وفصوله والفصل التي كانت تحيا به هو ذاك الفصل الذي
نقلا عن الرأي