هل القضايا النسائية مهمة ؟
الثلاثاء 28/مارس/2023 - 10:53 م
سحر بن علي
إن التقليل من أهمية القضايا النسائية ومحاولة تشويهها من قِبل المجتمع وكل ما تتعرض له النساء وحتى الرجال المهتمون بتلك القضايا لا بد أن ينتهي من خلال التركيز على ما تتعرض له النساء بنظرة انسانية خالية من العنصرية أو أي موروثات اجتماعية وصور نمطية بالية، وأن نوقظ ضمائرنا من غفلتها للدفاع عن الإنسانية والحقوق لأي فرد في العالم، لذا تحتم الإنسانية أن ندافع عن كل النساء حول العالم، وتسليط الضوء على الظلم الواقع بحقهن في مختلف نواحي الحياة، ووضع بالاعتبار تقاطع قضايا أخرى بكونها امرأة، ولا شك أن الحروب والأزمات الاقتصادية وعصر التعافي من كوفيد19 لم تكن سهلة على المجتمعات المدنية، وبالأخص النساء في كل من أفغانستان وإيران والمنطقة العربية.
النساء في أفغانستان يعانين من التعنيف والحرمان من أبسط حقوقهن من قِبل حكومة طالبان، والتي تبرر ذلك بتطبيق القواعد الدينية والأخلاقية، إلا أنها تمارس انتهاكاً صريحاً للإنسانية، فقد حرمت الافغانيات من حقهن في التعليم والعمل، كما منعتهن من الخروج إلى الأماكن العامة.
ومايزيد من معاناتهن بأن معظم الحقوق المسلوبة ليس بجديد بل مررن بعقود من الحرمان والمعاناة، ما يترتب عليه اضرار اجتماعية واقتصادية كثيرة، وبحسب الأمم المتحدة فإن 87 في المئة من الأفغانيات يتعرضن لأنواع مختلفة من العنف الجسدي والجنسي والنفسي في ظل حكومة طالبان.
أما النساء الإيرانيات فقد اضأن بعض النور لجميع نساء المنطقة، من خلال ثورتهن ضد سياسات الحكم الاستبدادي ونضالهن في الحصول على حرياتهن وحقوقهن. هذه الانتفاضة حدثت بعد عقود من المقاومة النسائية. إن النساء الإيرانيات يصنعن حدثاً تاريخياً بمشاركة مختلف الخلفيات العرقية والإقليمية والأقلية ضد الظلم الذي طال الحقوق المدنية كافة، مشاركة النساء من مختلف الفئات وكذلك مشاركة الرجال معهن يقوي من تلك الثورة.
إن نساء المنطقة العربية يتشاركن المعاناة، فنحن نتشارك بالعنف والتمييز والقمع كما يحدث في افغانستان وايران، وما تدعمه المؤسسات من سلب حقوقهن وظلم وتعنيف مغلف بحجج العرف والتقاليد المجتمعية، يحدث مثيله في المنطقة العربية، تختلف المجتمعات ومكوناتها بين دول الشرق الأوسط، إلا أنها تتفق على منظومة الذكورية والعنف الممارس بحق المرأة بأشكال متعددة.
في بلدي دولة الكويت مع الأسف لا تزال النساء تعاني من التمييز والقمع، فالمرأة مهمشة الرأي والقرار ومسلوبة الحرية باختيار المصير، لا يزال قانون زواج القاصرات سارياً وتزوج الطفلة في الخامسة عشرة من عمرها، كما تعاني من تزويجها لمغتصبها بدلاً من عقابه، ولا تزال تقتل باسم الشرف، وتعنف حتى بيوتهن المفترض أن تكون آمنة، يتم التحرش بها في الشارع والبيت والعمل، ولا تزال تصرخ مطالبة بمعاملتها تساوياً بالحقوق مع الرجل سواء في الزواج أوالسكن أوتجنيس ابنائها والكثير.