كيف أبرزت فنون التجميل سحر وجاذبية المرأة المصرية القديمة؟
اعتادت المرأة المصرية إبراز جمالها الأنثوي وإضافة لمسات جمالية إلى طبيعتها الشرقية بوضع مساحيق تجميل وعطور "ولدت" جميعها على ضفاف نهر النيل منذ عصور سحيقة، وتركت بصمات ملموسة في حضارة مصر ونقلتها إلى حضارات أخرى بعد أن أثبتت قدرتها على التفاعل مع بيئتها شديدة الحرارة وابتكرت وسائل العناية بالبشرة وحماية الجسم وتعطيره.
عرفت مصر في عصور القديمة فن صناعة مساحيق
التجميل، وأظهرت الاكتشافات والنقوش الموجودة على جدران المقابر والمعابد استعمال مستخلصات
نباتية ودهانات وزيوت عطرية تعيد للمرأة المصرية رونق ونضارة بشرتها فضلا عن وصفات
لنعومة الشعر وحمايته.
وحرصت المرأة المصرية على امتداد عصورها على إبراز جمالها الحسي المتمثل في جمال الوجه ورشاقة الجسم أو بعبارة أدق الجمال الجسدي وعناصره المختلفة، وهو ما جعل بعض العلماء يقسمون هذا الاهتمام إلى ثلاثة أقسام: الملابس، ومستحضرات التجميل وتصفيف الشعر، واستخدام الزيوت العطرية لأغراض تعطير الشعر وترطيب الجسد.
ملابس المرأة المصرية القديمة
لعبت الظروف المختلفة على مستوى الزمان
والمكان دورا كبيرا في "موضة" ملابس المرأة المصرية، كما لعب المركز الاجتماعي
دورا في تصاميمها، وكانت الخامة الأساسية المستخدمة هي الكتان الخفيف الذي يبعث برودة
في الجسم، ولم تعرف المرأة المصرية الملابس الصوفية، في حين استخدمت القطن مع بداية
العصر القبطي
وكانت المرأة في عصر الدولة القديمة ترتدي ملابس تبرز من خلالها مفاتن الجسد، وكان رداء المرأة ينحدر من أسفل الصدر حتى يبلغ كاحل القدمين تحمله "حمالتان" فوق الأكتاف، تنسدلان في بعض الأحيان على امتداد الصدر لتغطية الثديين تماما كما يظهر في تمثال الأميرة "نفرت" زوجة كبير كهنة مدينة أون "عين شمس" الأمير "رع حوتب" من الأسرة الرابعة، المحفوظ في المتحف المصري بالقاهرة.
كما ابتكرت المرأة فن تزيين وزركشة الأقمشة
برسوم مستوحاة غالبا من بيئتها المصرية التي عاشت فيها، أو ترصيعها بحبات خرز فوق الرداء،
كما اعتادت ارتداء ثوب أبيض فوق الثوب الأساسي محبوكا على الجسد من الكتان الشفاف.
ولم يطرأ تغيير على ملابس المرأة في عصر الدولة الوسطى، بحسب تقسيم تاريخ مصر القديم، وتظهر بعض الرسوم ارتداء المرأة قطعتين من الثياب: قميص ضيق يجعل الكتف اليمنى مكشوفة، في حين يغطي الكتف الأيسر الثوب الخارجي الفضفاض، وكلاهما من نسيج الكتان ينسدلان في استقامة تامة في حالة وقوف المرأة.
مستحضرات التجميل
وبحلول عصر الدولة الحديثة، بحسب تقسيم
تاريخ مصر القديم، طرأت تغيرات كثيرة واضحة على زي المرأة عبّرت عن وضع اجتماعي شديد
الثراء نتيجة النهضة الاقتصادية والاجتماعية التي صاحبت هذا العصر، فأصبح الرداء الخارجي
ينسدل فوق الذراع اليسرى، وبقيت الذراع اليمنى حرة.
حافظت المرأة المصرية على الظهور في أبهى
زينة بما يضفى على جسدها سحرا وجاذبية بفضل استخدام وسائل تجميل تعالج لون البشرة وأيضا
تكحيل العيون السوداء الواسعة التي ميزت المرأة المصرية على وجه الخصوص، واتفقت العديد
من المصادر التاريخية على أن المرأة تمتعت بقدر نادر من الجمال بفضل ما استدل عليه
من النقوش والأساليب التي استخدمتها في عملية التجميل.