شيد باسمها معبدًا وعبدها القدماء 600 عامًا.. "أحمس ونفرتاري" أشهر قصص الحب الفرعونية
وصف المصريون القدماء الحب إنه "هبة السماء تسكبه الطبيعة في كأس الحياة لتلطف مذاقها المرير"، ومثلما سبقوا العالم في كل المجالات، كانوا أول من تفاخر بعاطفة الحب وخلدوها على جدران معابدهم وأحجارهم، وفي "قصور الأبدية" (مقابرهم) ليحيا الجميع بالحب في العالم الآخر.
مكانة المرأة بمصر القديمة
أسهمت مكانة المرأة المصرية قديما في تهيئة
مناخ أدبي واجتماعي لبناء علاقة أسرية سليمة، فكانت الحضارة الفرعونية لا تفرق بين رجل وامرأة، بل تأسست على روح التعاون بينهما
والتي تتضح من مطالعة النقوش والنصوص الأدبية وصور وتماثيل النساء في مختلف أدوارهن،
سواء إلهة أو ملكة أو واحدة من عامة الشعب.
الملك أحمس وزوجته نفرتاري
تزوج الملك أحمس الأول، والذي يعني اسمه
(القمر ولده)، زوجته أحمس-نفرتاري، وحظيت بشأن عظيم بفضل حب زوجها وملكها الذي شاركته
حكم البلاد قرابة 22 عاما، كما تركت أثرا كبيرا في نفوس الشعب فقدسوها بعد وفاتها كإلهة
عظيمة، فجلست مع ثالوث طيبة المقدس الآلهة (آمون وموت وخونسو).
وأقام لها زوجها معبدا في طيبة، وصورت على
جدران الكثير من مقابر عظماء الدولة، لاسيما مقابر منطقة "دير المدينة"،
التي تمدنا بالكثير من اللوحات الجنائزية ممثلة علو شأنها، كما خُصص لها مجموعة من
الكهنة لعبادتها.
كما شهدت الأسرة الـ 18 قصة حب الملك أمنحوتب
الثالث، الذي يعني اسمه (آمون يرضى)، والملكة "تيي"، المحبوبة والمفضلة له،
وحفظت تماثيلها بصورة جليلة القدر، وحرص الملك على الإنعام عليها بأعلى المراتب حبا
فيها.
استهل الملك من أجلها عُرفا لم يكن متبعا
قبله، وهو اقتران ألقابه الملكية الخاصة، في النصوص الرسمية والنقوش، باسم الملكة محبوبته
جنبا إلى جنب. أمر أمنحوتب الثالث بإنشاء بحيرة شاسعة
لمحبوبته العظيمة ترويحا عن نفسها
الحب في مصر القديمة
بينما توافرت لملوك مصر القديمة إمكانات مادية
أسهمت في تخليد قصص حبهم، كان الشعب البسيط الذي لا يملك سوى الحب الذي يقدمه للحبيب، يعبروا عن مشاعرهم عن طريق كتابة قصائد الشعر، وكان الحب بالنسبة لهم أشبه بـ "مخلوق إلهي كالكون
نفسه"، لذا لم يفرق الأدب المصري القديم بين عاشق وعاشقة، بل أعطى لكل منهما مساحة
رحبة للتعبير عن الحب بحرية غير مقيدة، وتغنى المصري القديم بمشاعر العاطفة الجياشة لحبيبته.