رهم بنت الخزرج.. قصة جميلة بنو كلب «العفلاء»

عرف العرب قديما بجمال فتياتهم، حتى أن هناك قبيلة عربية كانت تسمى بقبيلة بني عذرة، وهذه القبيلة كانت الفتيات فيها من جميلات العرب، وكل من يراهن يصاب بالحب والعشق الشديد، ومن هنا أطلق مصطلح الحب العذري.

وشخصية اليوم ليست بعيدة عن هذا الحد من الجمال، بل كانت من أجمل جميلات قبائل شبه الجزيرة العربية، حتى أن الشعراء تغنوا بها ومدحوا في جمالها أشعارا، وهام بها شباب القبائل حبا.

تزوجت من رجل متزوج بأخريات بعدما لعبت أمها بعقلها لتزويجا لرجل له مكانته في قبيلته، فتزوجته وأنجبت له طفلا، ولكن ما أصابها بعد ذلك جعلها مضربا للأمثال، إنها الجميلة العربية رهم بنت الخزرج.

من هي جميلة العرب

هي رهم بنت الخزرج بن الحارث بن تيم الله بن رفيدة بن كلب بن وبرة، من قبيلة الشرارات، وهي قبيلة من أعرق القبائل العربية في شبه الجزيرة، وتنتمي إلى قبيلة بنو كلب أكبر القبائل العربي انتشارا، وينتهي تسلسل القبيلة إلى عرب قضاعة.

وكانت قبيلة بنو كلب تسيطر على بادية السماوة لا يخالطهم فيها أحد، وكانت أقوى قبيلة في العصر الأموي حيث كانت تسيطر على الطرق المؤدية للشام، وكانت لها صلات وثيقة بقريش في مكة قبل الإسلام.

وتحالفت قريش مع قبيلة بنو كلب فكانت قوافلهم تسير في الشام لا يتعرض لها أحد، وأحيا الأمويون التحالف القديم مع القبيلة فسهلت للمسلمين غزو الشام والعراق، ومكان القبيلة هي حاليا دومة الجندل.

اختلف في مولد رهم بنت الخزرج، فقيل ولدت في العام 370م، وقيل ولدت في 375م، ولها من البنين اثنين هما مالك وعوف، ولم تتزوج سوى مرة واحدة.

وزوجها هو سعد بن زيد مناة بن تميم، شاعر وفارس جاهلي قديم، ولد سنة 360م، أي 270 سنة قبل الهجرة، وكان ذو سيادة وشرف في قومه، وقد تولى شؤون سوق عكاظ بعد عامر بن الظرب العدواني.

إليه تنسب قبائل بنو سعد التميمية والتي تعد من أكبر وأشهر قبائل العرب وفيهم المثل المشهور في كل وادٍ بنو سعد، وقد توفي سنة 450م، أي قبل 177 سنة من الهجرة النبوية.

صباها وشبابها

عرفت رهمة بنت الخزرج بجمالها الذي كان يضيء مع نور الشمس منذ صباها، وكان كل من رآها يهيم بها حبا، حتى أن النساء من القبيلة كانوا يقولون لأبنائهم إفعل كذا وسوف نزوجك رهم.

وكان الشعراء يتغنون بجمالها، فكانوا يقولون من شعر الغزل فيها ما لم يقولونه في الخيزران، حتى أنها ذات مرة خرجت لطلب الماء من بئر قريب منها، فتراص شباب القبيلة منهم من يرفع الماء ومنهم من يقدمه لها.

كانت أمها ترى أن زواجها من رجل ذو شأن في القبيلة خير من زواجها من غريب، حتى تقدم لخطبتها سعد بن زيد، وكان شاعرا عربيا ذو شأن، وكان أكبر منها سنا، فاقنعتها أمها وتزوجت منه.

قصتها مع الأمثال

من الأمثال العربية التي درج العرب على ذكرها هذا المثل القائل: "رمتني بدائها وانسلت " أي عيرتني بما عندا وليس عندي، وهذا المثل تحديدا كانت صاحبته رهم بنت الخزرج.

وقصته أنه لما تزوج سعد بن زيد من رهم بنت الخزرج على ضرائر لها، وولدت له ولد أسماه مالك بن سعد، ولكنها أصيبت بمرض قديم أسمه "العفل" وهو مرض يصيب المرأة بعد الولادة ويمنعها من العلاقة الزوجية.

وكان ضرائرها يغارون منها فيسبونها بلفظ "يا عفلاء"، فكانت رهم تبكي وتشكو إلى أمها ما يقوله لها ضرائرها، فنصحتها أمها أن تقول لهم نفس القول إذا سببنها.

وبالفعل، كان أول ما قامت به رهم عند عودتها لبيتها، أن اشتبكت معها إحداهما فقالت لها: "يا عفلاء" ، فضحكت ضرتها وقالت "رمتني بدائها وانسلت" ، أى عيرتني بما عندها وألقته علي.

وفاتها

بعد وفاة زوجها سعد بن زيد في 450م، ظلت رهم تربي أبناءه الغلامين، ولم تتزوج بعد سعد، وتوفيت سنة 467م، أي قبل الهجرة النبوية بـ164 عاما.

اقرأ أيضًا..

ظعينة الإسلام.. «ليلى بنت أبي حثمة» أول صحابية تدخل المدينة وتصلي القبلتين