وداعًا "ضيفة الفجر"..إحسان كمال
نعي مصطفى عبدالله رئيس التحرير الاسبق بجريدة اخبار اليوم، رحيل كاتبة القصة القصيرة الرائدة "إحسان كمال"و صاحبة أنجح أفلام التليفزيون في زمن ازدهار "قطاع الإنتاج" والحائزة على العديد من الجوائز والتكريمات الأدبية.
كان آخر احتفاء من وزيرة الثقافة "الدكتورة إيناس عبدالدايم" بها في المجلس الأعلى للثقافة في "احتفالية المبدعات المصريات الرائدات" حيث أهدتها درع المجلس قبل عدة أعوام وهي تلازم كرسيها المتحرك.
واضاف عبدالله عبر حسابه الخاص علي موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك قائلا: «الحقيقة أنني أحس بالتطهر، في هذه اللحظة، وأنا أعلن هذا النبأ المؤلم الذي كانت أسرتها قد رأت أن تؤجل إذاعته أيامًا حتى لا يتفاجأ ابنها "طارق" في إيطاليا، أو ابنتي "بسمة"، التي هي حفيدتها، في غربتهما بهذا الخبر المؤلم».
كما اتفقت ابنتها الصحفية "عزة سعد"، وابنها المهندس "أحمد سعد" على تكتم نبأ وفاتها، بل وأخبار تردي حالتها الصحية وانتقالها إلى الرعاية المركزة.
كانت "إحسان كمال" واحدة من أبرع من كتبن القصة القصيرة الإنسانية في جيلها، وهو ما لفت إليها أساتذة النقد فتناولوها في دراساتهم وكتبهم وأطروحاتهم الأكاديمية، بل وكتبوا مقدمات بديعة لمجموعاتها القصصية، ومنهم على سبيل المثال الدكاترة: عبدالقادر القط، ونبيلة إبراهيم، ونهاد صليحة، ومحمود الحسيني، وعبدالحميد إبراهيم، وسوسن ناجي، فضلًا عن الأديب يوسف الشاروني الذي أرَّخ لها ونشر مختارات من قصصها في كتابه "الليلة الثانية بعد الألف".
كما أسهمت كمال، في وضع اللبنات الأولى في اتحاد كتاب مصر، وكانت عضو مجلس إدارته، كما أسهمت مع زميلاتها في تأسيس جمعية الكاتبات المصريات.
وقد كانت"كمال" فخورة بأن قصصها تُرجِمَت إلى عدد كبير من اللغات الحية في العالم، وتبقى أهم ترجمة كانت تعتز بها هي التي أنجزتها المستعربة الروسية الكبيرة "فاليريا كربتشينكو".
ودائما كانت تُصَرِّح بأنها تكتب الأدب الإنساني لا الأدب النسوي، حتى ولو كانت المرأة هي بطلة أغلب قصصها، لكن الرجل، أيضًا، يظل حاضرًا بمعاناته الإنسانية ووجعه الحياتي في أعمال قصصية وتليفزيونية كثيرة لها مثل: "رجل اسمه عباس"، "حل يرضي جميع الأطراف"، "من القدم إلى الرأس"، و"مربعات السعادة"، ولعل أبشع صورة لرجل رسمتها تسجلها قصتها الأيقونة "سطر مغلوط".