السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

شيرين الشافعي تكتب: تركيا وحلم الخلافة العثمانية

الأربعاء 06/يناير/2021 - 03:11 م
هير نيوز

عندما ضرب تركيا زلزالًا مدمرًا عام 1999، كانت مصر ثاني أكبر دولة قدمت مساعدات لها بعد الولايات المتحدة الأمريكية، لإزالة آثار الزلزال وانتشال الضحايا من تحت الأنقاض، حيث أمدتها بالكوادر الطبية وهيئات التمريض.


ولم تقف العلاقات المشتركة عند هذا الحد، بل كانت هناك استثمارات مشتركة بين الدولتين، باعتبار مصر دولة رائدة بين دول العالم الإسلامي، غير أن تركيا لم تحفظ الجميل لمصر والبلاد العربية.


بل سعت إلى السيطرة على البترول الليبي من خلال مشروعات مشتركة، حيث تحتل ليبيا المرتبة الثالثة، ضمن قائمة البلدان الأجنبية الأكثر احتضانًا لمشاريع المقاولين الأتراك، باستثمارات تقدر قيمتها بنحو 28.9 مليار دولار، بحسب وكالة "الأناضول".


ويقدر حجم واردات تركيا من البترول بنحو 3 ملايين و463 ألفًا و900 طن، تحاول تقليصها من خلال السيطرة على البترول الليبي، كما تسعى إلى الاعتداء على حقول البترول المصرية في عمق البحر المتوسط، وعلى الرغم من ترسيم الحدود بين مصر واليونان وقبرص، فإنها تسعى لأن يكون لها موضع قدم في حقول النفط.


لقد تعود الأتراك أن يأتيهم الدعم المالي من مصر منذ العصر العثماني، فقد ساهمت مصر بدور بارز في مساعدة الدولة العثمانية ماليًا طوال الحروب التي خاضتها الدولة في القرنين السادس والسابع عشر، وكان وصول هذه الخزينة يعني دعماً وسنداً مهما لإسطنبول، فكان لها أكثر من مسمى، مثل الخزينة المصرية أو الخزينة الجليلة أو خزينة مصروف الجيب، أي مصروف خاص للسلطان العثماني.


وكانت الخزينة دعما وسندا ماليا لإسطنبول لدرجة أن السلطان أصبح يعتمد عليها سنويا، ولا يمكنه الاستغناء عنها حتى في الأوقات التي تعرضت فيها مصر للمحن والأزمات المالية والاقتصادية والسياسية، ويبدو أنهم يسعون إلى استعادة سيطرتهم على موارد دول الإقليم، بإحياء حلم الخلافة العثمانية.

ads