مفاجأة «الإفتاء» حول السفر عبر الزمن: لا يوجد في الشرع ما يمنعه

أرسل طالب إلى دار الإفتاء المصرية، يستفتيهم ويسألهم: أنا طالب مسلم أدرس الفيزياء في جامعة في أمريكا، وكنت قد سمعت من أحد الأساتذة في إحدى المحاضرات: أنه توجد عملية تسمى Time travel وتترجم إلى العربية السفر عبر الزمن وهي إلى المستقبل والماضي أو إلى المستقبل فقط، وقد أصبح ذلك ممكنًا عن طريقة نظرية Twin paradox.
وعندما قلت هذا لإمام أحد المساجد وجدته يعترض بشدة، بل قال: إن هذا لم يحدث ولن يحدث؛ لأنه يوجد نصوص في القرآن والسنة تنفي حدوث هذه الفكرة صراحة، وإن اعتقدت بهذه الفكرة فأنت آثم؛ لأنك تعتقد بحدوث أمر الله، وقال إنه لن يحدث، وعندما قلت له: إن بعض المشايخ قال هذا على عملية الاستنساخ قبل حدوثها، رد بأن العلماء قالوا إن من يحاول إنجاح الفكرة آثم، ولم يقولوا إن هذه الفكرة مستحيل حدوثها، بخلاف فكرتك السابقة فإنه يوجد نصوص تمنع حدوث مثل هذه الفكرة. فما القول الصحيح؟ هل يوجد نصوص تقول إن هذه الفكرة لم تحدث، أو من المكن أن تحدث لكن أصحابها آثمون أم من الممكن حدوثها؟
حكم الشرع في السفر عبر الزمن
وأجابت عن تلك الأسئلة، أمانة الفتوى بدار الإفتاء، والتي قالت: ضابط هذا كله: أن الله سبحانه وتعالى قادرٌ على كل شيء، وأن القدرة تتعلق بالممكن العقلي، ولا تتعلق بالمستحيل ولا بالواجب العقليين، فكل ما كان تحت عالم الإمكان ولم يرد في الشريعة ما يمنع حصوله فهو داخلٌ تحت القدرة، ولا تُسمَع فيه دعوى الاستحالة، ولا تكفيرَ ولا تضليلَ ولا تأثيمَ في ذلك.
وليس من شأن المسلم المسارعة إلى التخطئة بغير برهان واضح، بل الحكم على الشيء فرعٌ عن تصوره، وعلى المسلم أن يبحث عن الحق أينما كان، وأن يسعى في البحث العلمي بأريحية لا قيد فيها إلا من جهة التطبيق والممارسة بالضوابط العلمية والدينية والخلقية وغيرها.
الإسلام والبحث العلمي
حث الإسلام على البحث العلمي وتلمُّس آيات الله تعالى المنظورة في الكون والمسطورة في الوحي، بما يدل عليه سبحانه وتعالى وجودًا وصفات، ويدل على سننه ونظامه في الأنفس والآفاق؛ فمصدر المعرفة في الإسلام شيئان: الوحي والوجود، وقد جاء الأمر الإلهي بقراءة الوحي وقراءة الكون؛ لأنهما من عند الله، قال تعالى: ﴿أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ [الأعراف: 54]، فهما لا يختلفان ولا تنازع بينهما؛ فإن ما كان من عند الله تعالى فهو لا يختلف ولا تناقض فيه، كما قال تعالى: ﴿وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا﴾ [النساء: 82]، وقد تفرد الإسلام من بين الأديان والمذاهب الأرضية والتيارات والأفكار بأنه الوحيد الذي جعل آخر طريق العلم هو الجنة، فأخرج مسلم في "صحيحه" عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا؛ سَهَّلَ اللهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ».
اقرأ أيضًا..
حكم وجود الممرضة مع الطبيب في عيادة خاصة دون محرم.. «الإفتاء» تُجيب
تناقض الأبحاث مع الكتاب والسنة
نظرية النسبية لأينشتاين
اقرأ أيضًا..
هل يجوز للرجل الزواج من أخت زوجته بعد وفاتها مباشرة؟.. «الإفتاء» تُجيب
دلائل قدرة الله تعالى
اقرأ أيضًا..
حكم لمس الفرج وهل ينقض الوضوء؟ «الإفتاء» تُجيب
السفر عبر الزمن
اقرأ أيضًا..
هل يجوز للمرأة الحائض زيارة المقابر؟ «الأزهر» يُجيب
الانتقال للمستقبل
اقرأ أيضًا..
هل لمس الزوجة ينقض الوضوء؟ «الأزهر» يحسم الخلاف
طي المكان وبسط الزمان
اقرأ أيضًا..
هل تجب الزكاة على الذهب المستخدم في الزينة؟.. «الأزهر» يُجيب
الانتقال ورؤية الماضي
اقرأ أيضًا..
«الأزهر» يكشف حُكم المعاونة على الغش في الامتحانات