أخذت قرارًا
بالتمرد على زوجها لم تعد تحتمل إهانة كرامتها، جمعت مستلزماتها وأمسكت باطفالها الثلاثة،
وأسرعت سمر إلى منزل والدها، وكلمات زوجها المزعجة تتردد على أذنيها، وهو يقول لها
"أنت قصيرة"، وكان دائم إذلالها بهذه الكلمة، ويعاتبها على أنه تزوج
سيدة قصيرة؛ حيث ندم ندمًا شديدًا فكانت تحزن لكلمات السخرية منه لكنها كانت تتناسى.
كلمات مهينة
كلمات زوجها تدوي في أذنها كقرع الطبول، لا تستطيع أن تغفر
له هذه الإساءة وهي الزوجة الوفية التي أعطته زهرة شبابها، وعنفوان صباها؛ حيث إنها وقفت بجانبه وعاشت معه داخل منزل واحد وتحت سقف بيت جمعهما وأطفالهم
الثلاثة لمدة أكثر من 14 عاما، كانت بمثابة شمعة تحترق لتضيء له الطريق، وتتساءل كيف يلقيها ويضحي بكل هذه السنوات من العشرة
بهذه الكلمة المهينة ويذلها مابين فترة وأخرة وهي لا ترغب أن تكون هكذا لكن الأمر
دون إرداتها فهي لم تخلق نفسها حتى تخرج للدنيا قصيرة أو طويلة فهذا أمر بيد الله،
لكنها كانت ترعى أبناءها الثلاثة وتحملت لأجلهم وخاصة أنها حامل في الرابع، لكنه
طلب منها أن تسقطه، لكنها خافت من عقوبة الله.
لم تعد الزوجة
سمر تتحمل، فاض بها الكيل قررت الزوجة الاتجاه إلى محكمة الأسرة ، وبصوت خفيض، وبألم
قالت: "لقد تحملت كثيرًا، وكان قدري أن ألتقي به، واكتشفت بعد معاشرته بأنه شخص سيئ
الطباع وليس كما تخيلته وكان يظهر في فترة الخطوبة، وتحملت وحدي مطالب أطفالي من احتياجات
من راتبي، ولم أطالبه بالإنفاق علينا كما يقضي بذلك كل الأعراف والشرع، وكنت أتحمل غضبه علي، إذا طلبت منه مصروف المنزل، فلم يجد أمامه من حجة غير أن يذلني بقصر
قامتي وكأنه اختياري، وأنه لا يقدر على التعايش معها بهذه الطريقة وتحديدا في
إعطائه كافة حقوقه الشرعية".
اقرأ أيضًا..
حكم بالطلاق خلعًا
واستكملت سمر: "كان يعاملنى بشكل سيئ كنت لا أرفض له طلب، وبعين مكسورة تشير بأصبعها إلى بطنها التي تحمل جنينها إذا كنت
كما يصفني من أين أتيت بالأطفال الثلاثة، وأنها لم تستطع استكمال الحياة مع هذا
الرجل الذي يهينها ويضربها ويسبها فاتجهت إلى محكمة الأسرة بحلوان، وطلبت خلع
زوجها، وأصدرت حكمها لها بالطلاق خلعًا من زوجها، وقالت في أسباب حكمها أن الزوجة من
وسط اجتماعي، وثقافي مرتفع المستوى، وأشقاؤها يشغلون مراكز اجتماعية مرموقة، وقد اعتادت
منذ نشأتها على أخلاقيات وسلوكيات تجعلها من الصعب بل من المستحيل تحمل الإيذاء بالقول،
ولا يعقل مواجهه الزوج من إهانة لزوجته وإذلالها بقصر قامتها وضربها وسبها، وهي التي
عاشرته أكثر من 14 عامًا، أنجبت منه أطفالًا، ولا تزال حاملًا في طفلها الرابع، اطمأنت
المحكمة إلى أقوال الزوجة، وشهودها وأن الزوج لم ينكر أمام محكمة أول درجة، ويستخلص
منه ركن الضرر الذي لحق بها على النحو الثابت في أقوالها، ويعين لهذه الأسباب إجابتها
إلى تطليقها خلعًا".
اقرأ أيضًا..
تفاصيل آخر لحظات في حياة ضحية حادث دهس ابن زوجة الشيف علاء الشربيني
