طلاق العشرينيات.. بين الجنس والإدمان تختلف الأسباب.. ونصائح لعلاج الظاهرة
السبت 02/يناير/2021 - 11:04 م
السيد شاهين
انتشرت في الفترة الأخيرة ظاهرة الطلاق السريع والمبكر، وخاصة بين الزوجات من عمر العشرين، ومن هنا قررنا تسليط الضوء على هذة الظاهرة والتحدث مع المطلقات عن الأسباب التي أدت إلى طلاقهن في هذا العمر المبكر؟.. وكيفية وضع حلول للحد من انتشارها عن طريق المتخصصين؟.
وقالت إحدى المطلقات: "قمت برفع قضية خلع لزوجي بسبب عنفه في معي أثناء العلاقة الحميمة وقيامه بضربي فى بعض الأحيان لعدم إمتثالى لرغباته العنيفة".
وقالت أخرى: "كان زوجي مُدمن وتعاطى للمخدرات، ولم أكن أعرف قبل الزواج.. وكان يشتري المخدرات ويترك البيت دون شراء مستلزماته المعيشية من مأكل ومشرب".
وقالت غيرها: "كنت أحب شخص آخر قبل زواجي ولكن أبي رفض ارتباطي به لكن بسبب حبي الشديد لهذا الشخص ظلت العلاقة بيننا فلم أستطع أن أكمل حياتي الزوجية وطلبت الطلاق بعد شهر من زواجي".
في سياق ما سبق قالت انتصار السعيد، الخبيرة القانونية: "توجد العديد من حالات الطلاق وخاصة في سن العشرينيات حيث تعتبر هذه المرحلة العمرية هى الأولى في مراحل الزواج وخاصة في الأماكن الشعبية والريفية.. حيث تلجأ الفتاة إلى الطلاق في نهاية المطاف بعد تحملها الكثير من المعناه والصعوبات مع الزوج".
وأضافت "السعيد" لـ"هير نيوز"، أن الطلاق في هذه المرحلة العمرية يرجع عدة إلى الأسباب منها إدمان بعض الأزواج للمخدرات التي تعود علية بضيق الحالة المادية ومن ثم النفسية، حيث لايستطيع الإعتناء بزوجته وتوفير الاحتياجات المادية لها؛ فيلجأ إلى ضرب الزوجة وإهانتها مرات عديدة.
وتابعت الخبيرة القانونية: "هناك بعض الأزواج يلجأ إلى العنف الجنسي حيث تربى ونشأعلى ثقافة خاطئة وعدم معرفتة بالحياة الزوجية الصحيحة يقوم بطلب أمور جنسية عنيفة من الزوجة التي لاتستطيع تقبل مثل هذه الأمور والتكيف معها فينتهي بها المطاف إلى محكمة الأسرة، مؤكدة أن أغلب حالات الطلاق فى هذه المرحلة العشرينية للسيدات تكون في الأماكن الشعبية بسبب عبأ الحياة الاقتصادية ولجوء بعض الأزواج إلى تعاطي المخدرات.
من جانبها قالت سوسن فايد، أستاذ علم النفس الاجتماعي بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، إن طلاق الكثير من الفتيات من عمر العشرين يرجع لأسباب عديدة منها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ويأتي العامل النفسي نتاج هذه العوامل.
وأهم هذه الأسباب قلة الوعي الكافي عند الوالدين في أساليب التنشأة والتربية العلمية الصحيحة للبنت والولد وعدم القدرة على زراعة المفاهيم الصحيحة للحياة الزوجية عند البنت منذ الصغر وأهمية توعية البنت بدور الأسرة في بناء المجتمع حيث تقام الحياة الزوجية على الترابط والتسامح والتعاون بين الزوجين في شتى أمور الحياة.
كما أشارت إلى إهمال المؤسسات في نشر الثقافة والتوعية لدى الشباب من الجنسين، مما أدى إلى إساءة الاختيار عند الزواج من الطريفين مع عدم وضوح المفهوم العام للحياة الزوجية لدى الفتاة، وعدم التكافئ الاجتماعى والثقافي بين الزوجين، واعتقاد بعض الأزواج أن اختياره للبنت الأصغر سننًا يجعلها في يده "عجينة" سهلة التشكيل، هذا غير صحيح لأن السن ليس مقياس للثقافة والمعرفة.
وتابعت: خوف البنت من لقب عانس يجعلها تتسرع في اختيار شريك حياتها دون معرفتها الكافية لهذا الشخص، فإنها تفضل لقب مطلقة في حالة فشل الحياة الزوجية عن لقب عانس، مؤكدة أن هناك أجندات خارجية من بعض الدول المعادية تعمل على تفكيك الدولة المصرية من خلال تفكيك المجتمع والترابط الأسري من خلال زرع ثقافات تساعد في تثبيت مفاهيم خاطئة للحياة الزوجية عند السيدات.
ونصحت بضرورة تعاون الوالدين في تربية الأبناء وإحتوائهم ومصاحبتهم وزرع المفاهيم الصحيحة للحياة الزوجية ، وتعليمهم القيم والمبادئ والأسس الصحيحة وكيفية الإختيار السليم للزوج، منوهه إلى ضرورة عدم اختلاف أولياء الأمور أمام الأبناء، وابتعاد الزوجة عن الجملة الشهيرة: "أنا استحملت أبوكم كتير حتى لا يكره الأبناء الزواج".
وتابع في نفس السياق دكتور خالد بدير الداعية الإسلامي، أن سوء الاختيار يعد من أهم الأسباب وأبرزها في فشل العلاقة الزوجية وأن من بين العادات السيئة المنتشرة في المجتمع بين الشباب والفتيات التأثر الشديد بالمظاهر الخداعة من جمال أو مال أو حسب أو نسب موضحًا أن الشرع ليس ضد ذلك ولكن يجب أن يكون أساس الاختيار هو الدين والخلق الكريم، مستندًا إلى حديث صحيح عن النبي الكريم " قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:” إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَأَنْكِحُوهُ؛ إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ. قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ: وَإِنْ كَانَ فِيهِ؟! قَالَ: إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَأَنْكِحُوهُ؛ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.”
مضيفًا: أنه يجب أيضًا اختيار الزوجة صاحبة الدين والخلق؛ لأنها أيضًا عنصر بناء ومهم في تأسيس الأسرة وتربية الأبناء بطريقة صالحة ففي الحديث المتفق عليه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “ تُنْكَح الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ “.