هيام داود تكتب .. «أولوم»
وينطق
هكذا (ؤ/لوم) ( u/lom)نعم Ouloum أولوم ..
أما
زلتي تكتبين هذه الكلمات الغريبة !؟
أقول
نعم ،ولكنها غريبة عنكم انتم من لا تقرؤون عن اللغات في موطنها الأصلي ( مصر) نعم مصر،
بها اللغة النوبية وهي اللغة الثانية بعد اللغة العربية تحدثا وحديثا عرفت كتابتها،والأصح
أنها اللغة الأقدم وربما منذ بدء الخليقة.
وقد
بدأت مع هذه المقدمة لنكف عن الاندهاش عندما نقرأ كلمات اللغة النوبية وكلمة أولوم
( ouloum ) التي أشرت إليها تعني(
التمساح )في اللغة النوبية،وهو الحيوان البرمائي الذي مر بالعديد من القصص في معتقدات
المصري القديم فمنهم من قام بتقديسه وأعتبروه حارسا يحمي من الشر ومنهم من اعتبره رمزا للشر... أما في حياة النوبيين
الذين كانوا يعيشون على ضفاف النيل كان له العديد من قصص التفرد..
بدأت
بالحوادث والقصص المأساوية التي تعرض لها النوبيين من الرجال والاطفال والنساء جراء
هذا ال ( أولوم ) إلا أنهم وببراعة استطاعوا أن يروضوه ويجعلوه ضمن آساليبهم وبرنامج
حياتهم اليومية فتأقلموا وأقلموه علي العيش بينهم..،
هذا
ال (أولوم ) برع النوبيون في صيده وكيف ؟ نجد أنهم قاموا بمتابعته كثيرا فاكتشفوا أنه يصوم أو يمتنع عن الطعام
في فصل الشتاء ، وبالتالي يكون أكثر ضعفا وأقل مقاومة .. لذلك حدد النوبي توقيت صيده
، وبداؤو في الاستفادة من جلوده في صنع الملابس والمفروشات كذلك الادوات المنزليه ذلك
لسمك جلده فصنعوا منه ما يعرف بالثلاجه اليوم وكانت تعلق ف سقف المنزل فتحفظ الطعام
أطول فترة ممكنة دون إفساد،
كذلك
قاموا بتحنيطه كاملا أو رأسه فقط ووضعوه علي جدران منازلهم من الخارج فيأخذ العين إليه
مباشرة من قسوة منظره ، وبذلك يحمي أهل المنزل من العيون الشريرة والذي كان شائعا في
معتقدات النوبيين ،ومن جانب آخر فإنها تظهر للآخرين براعة رب المنزل في الصيد لهذا
الحيوان المفترس وبطبيعة الحال تدعو إلى التفاخر فيما بينهم ، وف العصر الحديث تعمق
النوبيون في صداقاتهم ل ( أولوم ) فأصبحوا يقوموا بتربيته داخل منازلهم ...وساعدهم
علي ذلك تصميم البيت النوبي الذي يملك الحوش الكبير بدون سقف ،فقاموا بصنع بيت صغير
داخل الحوش ل( أولوم ) والذي أبهر الزوار ، إلي أن ذاع صيته في كل العالم ،وجعله النوبي
مصدرا للرزق وأحد شهود العيان علي البراعة والقوة المصري القديم متمثلة في الإنسان
النوبي والتي تظهر تفردا دائماعلي مر العصور.