مؤرخون يكشفون حقيقة اتهام أم كلثوم بالشذوذ وكثرة أزواجها
الخميس 31/ديسمبر/2020 - 06:55 م
شريف حمادة
رغم رحيلها منذ 45 عامًا إلا أن القدر كتب الخلود لصوت أم كلثوم ليظل ملجأ المحبين وطالبي سماع صوت القلب والمشاعر الداخلية، فقد نستيقظ على صوتها: "ياصباح الخير ياللي معانا"، ومع شاي العصاري وشمس الأصيل تبدأ مرحلة أخرى من اليوم، حتى إذا "أقبل الليل" يبدأ العشاق في عالم من المناداه لمن يحبونهم.
تحل اليوم ذكرى ميلاد أيقونة الطرب فى الوطن العربي كوكب الشرق أم كلثوم التي ولدت 31 ديسمبر 1898 فى قرية "طماى الزهايرة" التابعة لمركز السنبلاوين فى محافظة الدقهلية، اسمها الحقيقي فاطمة إبراهيم السيد البلتاجي، كانت حياتها الفنية مليئة بالأعمال المميزة سواء أغاني أو أفلام.
ومنذ وفاة كوكب الشرق وتُلاحقها الأقاويل والأكاذيب خاصة حول حياتها الشخصية وعلاقتها بالرجال، فكتب بعض المؤرخين الذين تناولوا حياة "الست" عن شائعة شذوذها الجنسي، وأرجع البعض أصل الشائعة إلى بداية انطلاق أم كلثوم القوية أصابت بعض نجمات الطرب فى هذا الوقت بالخوف وفى مقدمتهم سلطانة الطرب منيرة المهدية على مكانتها، فبدأت تشن هجومًا على "ثومة" من خلال بعض أصدقائها من الكتاب، وتحديدًا صاحب مجلة المسرح.
وكتب محمد عبدالحميد حلمي، صاحب المجلة المؤثرة فى عالم الفن آنذاك شائعة شخصية على "ثومة" كادت أن تحطم مستقبلها الفني ولكن هذه الشائعة لم يكن لها علاقة بالشذوذ الجنسي من بعيد أو قريب، فالشائعة كانت تدعي أن أم كلثوم وقعت فى حب شاب قبل مجيئها إلى القاهرة، وأنه خان ثقتها واعتدى عليها، وقام والد "ثومة" برفع دعوى ضده.
ويضيف المؤرخون، أن الكثير من الشائعات انتشرت لفترة من الزمن على أم كلثوم، ولكن هذه الشائعات لم تكن متصلة بقصة الشذوذ على الإطلاق، كل هذه الشائعات كانت تدور حول زواج سري لأم كلثوم، وفى تلك الفترة أطلقت "ثومة" على نفسها لقب الآنسة، وكانت التكنهات حول لقب الأنسة موجودة على صفحات بعض المجلات، ففي مجلة روز اليوسف كان أحد كتابها يحرر بابًا ساخرًا للرد على القراء، وذات مرة كتب يقول أرسل القراء فلان وعلان سألوني هل لا تزال أم كلثوم آنسة، وأقول لهم كل من تزوج "ثومة" أكد أنها آنسة، إذن فكل الجدل الذى ثار حول أم كلثوم كان يؤكد أنها امرأة طبيعية فقط تنكر زواجها.
وأكد المؤرخون أن إتهام سيدة الغناء العربى بمثل هذه التهم مثل الشذوذ الجنسى أو حبها للزواج السرى كان يصدر من اناس ليس لهم قيمة فى التأريخ أو فى النقد الأدبى والفنى، بل كان من بعض المغمورين الذين يسعون للشهرة على حساب ثومة مثل الكاتب توحيد مجدى مؤلف كتاب "أم كلثوم والموساد" الذى صدر فى التسعينات وتناول قصة الشذوذ كتهمة واجهتها "ثومة" فى بداية حياتها.
وأرجع الكاتب المغمور، أصل هذه الشائعة إلى تعرض أم كلثوم فى طفولتها لعملية تحرش، وبحسب فإن والد "ثومة" اصطحبها وهى طفلة إلى أحد المعابد اليهودية لعلاج مرض عينها، وأن رجل الدين اليهودى أساء إليها وتحرش بها، وبالطبع واجه الكتاب تجاهلا حيث لم يلق ثقلا من التأكيد نظرا الكاتب إعتمد على وثائق إسرائيلية غير موجودة فى أى من المواقع الإسرائيلية أو الدولية الموثوقة، وحتى إسرائيل اكتفت بنفى ما جاء فى الكتاب عبر تقرير صحفى، ولم تقم ضجة ولا اعتراضات كعادتها فى مثل هذه المناسبات.
أما عن موضوع تعدد زيجات أم كلثوم السرية فكلها جاءت بعد وفاتها وكانت أشهرها ما فجرته المؤرخة الموسيقية الدكتورة رتيبة الحفني، حيث قالت أثناء تواجدها في مكتبة الإسكندرية، ومن خلال مؤتمر صحفي عام 2005، إن كوكب الشرق تزوجت سرًا لمدة 11 عامًا من الكاتب الصحفي الراحل مصطفى أمين، مؤسس دار أخبار اليوم، وأنه قد عقد قرانهما عند الرئيس جمال عبدالناصر.
ومن المعروف أن الكاتب الكبير مصطفى أمين من أكثر الصحفيين قربًا لأم كلثوم، وأكثرهم متابعة لأخبارها إلى جانب أنه كان ينفرد بالسبق الصحفي لأهم أخبارها، وهو الذي نشر خبر زواجها من الموسيقار محمود الشريف.
وبعد فترة من الوقت نفت الدكتورة رتيبة الحفني موضوع الزواج قائلة: "هناك من حاول تحريف كلامي.. لأنه لم ينشر بشكل دقيق، وأنني اعتمدت على مجلات عالمية هى التى أكدت زواجها من مصطفى أمين".
وقالت رتيبة الحفنى: "لقد قرأت في أحد الأعداد أن سمير نجل شقيق أم كلثوم قال إن والده عارض زواج عمته أم كلثوم من الموسيقار محمود الشريف، بينما بارك زواجها من الصحفي المرموق الذي تزوجها لمدة 10 سنوات".
وعند السؤال عن سبب عدم ذكر نجل شقيق أم كلثوم عن اسم هذا الصحفي، أجابت: "الخبر الذي تناقلته الوكالات ذكر أن عقد الزواج الشرعي الخاص بأم كلثوم ومصطفى أمين كان في يد الرئيس جمال عبدالناصر، وأن العقد وجد في الدرج الخاص بمكتب مصطفى أمين، وهذا ما تناولته الوكالات".
وأضافت "الحفني"، أن جميع المؤرخين ومنهم كتاب مسلسل "ام كلثوم"، والذي قامت به الفنانة صابرين، عرضوا الجانب الجيد فقط عن ثومة، رغم أن كل إنسان له جانبان، فالمسلسل لم يعرض قصة زواجها من محمود الشريف مع أنها مثبة.
واختتمت بقولها: "متأكدة ١٠٠%، من هذا الزواج بعدما نشر محمود الشريف مذكراته في أخبار اليوم عندما تدخلت الأسرة المالكة في طلاق أم كلثوم منه، باعتبار أنه من العامة، وأم كلثوم كانت حاصلة على نياشين، وأوسمة من الملكة، وكانوا يعتبرونها حاجة كبيرة"، بحسب ما نشرته آخر ساعة في 2 مارس 2005.
محمود الشريف:
وعلى النقيض هناك بعض الروايات التى تؤكد أنه بالفعل تم إعلان خطبة الملحن محمود الشريف بأم كلثوم، ولكن الأمر لم يكلل بالزواج في النهاية حيت انتهت العلاقة بعد فترة قصيرة، والتي وصفها "الشريف" في حوار صحفي نشر عام 1955، حتى انتشرت أقاويل أن الزواج بينهما تم بالفعل ولكنه انتهى بالطلاق بعد فترة قصيرة جدا، حيث كان متزوجا بسيدة أخرى في نفس الوقت.
حسن الحفناوي:
حسن الحفناوي هو الطبيب الخاص بأم كلثوم والمتخصص في الأمراض الجلدية وكان يصغرها بـ17 عام، وكان متزوج ولديه 3 أطفال، واستمر الزواج حتى توفت أم كلثوم في فبراير عام 1975.
وكشف الكاتب مصطفى أمين في عمود الصحفي "فكرة" عام 1988، تفاصيل زواج أم كلثوم بـ"الحفناوي"، وكتب: "تحدثت مع أم كلثوم في مسألة زواجها من الدكتور حسن الحفناوي وتأكدت منها أن القران عقد فعلا، سألتها عن رأيها في نشر الخبر في أخبار اليوم فقالت إنها لا تريد أن ينشر الخبر إلا في شهر سبتمبر القادم".