نائب وزير الزراعة السابق: 70% من أمراض الإنسان تنتقل من الحيوانات

الخميس 31/ديسمبر/2020 - 09:46 م

محمد عبد المنصف

أكدت د. مني محرز، نائب وزير الزراعة واستصلاح الأراضي السابق، أن دور الطب البيطري هو الأهم في حماية الإنسان من الأمراض، وسلامة الأطعمة من التلوث.

وقالت في حوارها مع "هير نيوز": إنه على الطالبات الراغبات في الإلتحاق بكليات الطب البيطري، أن يعرفن أنهن سيتعاملون مع مريض لا يتكلم وعليهن اكتشاف المرض بذكائهن.

السطور التالية تحمل رؤيتها للإرتقاء بالإنتاج الحيواني والداجني والسمكي وكيف واجهت الصعاب فى عملها الوزاري؟

- البعض يُقلل من دور الطبيب البيطري في قطاع الزراعة هل هذا صحيح أم لا ؟

طبعا غير صحيح فالطبيب البيطري له دورًا كبيرًا في حماية صحة الإنسان، فهو مسؤول عن متابعة سلامة الغذاء بداية من تسمين الحيوانات والدواجن داخل المزارع للتأكد من خلوها من الأمراض، ثم متابعة عملية ذبحها داخل المجازر ونقلها إلى محلات الجزارة، إضافة إلى التفتيش المستمر على المحلات والمطاعم لضمان وصول اللحوم ومشتقاتها خالية من أي أسباب مرضية للمستهلك.

-ما هى أهم الصعوبات التي تواجهك في عملك ؟

المشكلة الأساسية تكمن في امتلاك صغار المربين 70 إلي 80% من الثروة الحيوانية في مصر مما يجعل عمل الطبيب البيطري في غاية الصعوبة، لحاجته في الإنتقال من منزل لمنزل للكشف عن حيوان واحد أو اثنين بينما يستطيع الحصول على عشرة أضعاف ذلك العائد إذا استغل نفس الوقت في الكشف على قطيع كامل داخل إحدى مزارع تسمين الماشية أو الدواجن.

- هل هناك خطورة من انتقال بعض الأمراض الحيوانية للإنسان؟

70% من الأمراض التي تصيب الإنسان تنتقل إليه عبر الحيوان، وخير مثال علي ذلك فيروس كورونا الذي انتقل للإنسان عبر الحيوانات، لافتة إلي ضرورة أن يمتلك الطبيب البيطري شخصية قوية قادرة على اتخاذ القرار السليم في التوقيت المناسب.

- ما العلاقة بين التغذية الحيوانية وصحة الإنسان؟

اعتقد أن أخطر شئ انتشر بين الأطفال هو ظاهرة "التقزم" نتيجة قلة البروتين الحيواني الذي يتناولونه وكذلك مشاكل الولادة لدى الفتيات واضطرارهن للولادة القيصرية بسبب سوء التغذية.

- هل مهمة الطبيب البيطري قاصرة على متابعة الحيوانات الحية وعند الذبح؟

لا، فمسؤولية الطب البيطري ممتدة خارج المزارع والمجازر لتشمل كل التجمعات البشرية سواء داخل الفنادق أو المدن الجامعية أو معسكرات الجيش والشرطة وغيرها، حيث قامت هيئة الخدمات البيطرية بمتابعة التغذية في الفنادق السياحية بالأقصر، ومنحها شهادة سلامة غذاء حفاظًا علي سمعة المناطق السياحية المصرية عالميًا.

- حدثيني عن رؤيتك عن تطوير قطاع الدواجن في مصر؟

نحن في حاجة إلي تطوير عملية التسويق محليًا وخارجيًا، بعد أن وصل حجم انتاجنا إلي 1.4 مليار دجاجة سنويًا، بمعدل 1.1 مليار طائر من مزارع الدواجن و300 مليون من التربية المنزلية في منازل الفلاحين، وهى أعداد تكفي استهلاكنا المحلي مع فائض للتصدير.

- ما هى توصيتك لخفض الفاقد في عمليات التداول؟

لابد من تفعيل القانون 70 بشأن منع تداول الطيور الحية، والإلتزام بذبحها داخل المجازر الآلية، وتحويل محلات بيع الطيور الحية إلي ثلاجات حفظ للدواجن المجمدة، لضمان خلوها من أي مسببات مرضية.

- ما العائد من تحويل المحلات إلى ثلاجات؟

أولا ستجعل الدواجن سلعة قابلة للتخزين بدلاً من الوضع الحالي الذي يعتمد علي قيام البائع بذبح الطيور بصورة يومية، بصورة تؤدي إلي انتشار الأمراض وارتفاع نسبة الهالك في مراحل تداول الطيور.

- كيف تستطيع مصر تحقيق الاكتفاء الذاتي من اللحوم الحمراء؟

لابد من استيراد سلالات عالية الإنتاجية من الأبقار لزيادة نسبة اللحوم الحمراء، نظرًا لأن متوسط وزن البقرة المصرية يتراوح بين 400 الي 450 كيلو جرام، يستخلص منها 200 الي 250 كيلو جرام لحوم حمراء بعد استبعاد العظام والجلد ومكونات الكرش وخلافه.

- ماهى أوزان الأبقار في الخارج؟

الأوزان في الخارج إلي أكثر من 900 كيلو جرام، يمكن استخلاص 450 إلي 500 كيلو لحم أحمر منها بعد تشفيتها، فالمشكلة في طريقة تسمين الماشية، فلابد من تطوير عمل المجازر البلدية وتحويلها إلى مجازر آلية والتوسع في تصنيع اللحوم لخفض نسبة الفاقد لأقل نسبة ممكنة.

- ماذا عن الثروة السمكية؟

لاشك أن هناك طفرة في الإنتاج السمكي التقليدي من أسماك البلطي والبوري، ولابد من التوسع في مزارع الأقفاص السمكية في البحرين الأحمر والمتوسط لإنتاج الأسماك الفاخرة مثل القاروص والدنيس والجمبري نظرًا لرخص تكلفتها عن نظيرتها من المزارع الأرضية التقليدية.

- بماذا تنصيحن الطالبات المقدمات على دراسة الطب البيطري؟

أن يتمتعن بحب المهنة بصرف النظر عن مجموع الثانوية العامة، وأن يكن دؤوبات في عملهن حتى يرتقين للمناصب القيادية، فأنا لم أسعى إلى أي منصب طوال حياتي ولكني كنت حريصة على إتقان عملي، الذي كان سببًا في ترقيتي وخير مدافع عني أمام كل المحن التي تعرضت لها، وعليهن أن يفهمن أنهن يتعاملن مع مرضى لا يتكلمون وعليهن اكتشاف المرض بذكائهن.

ما السر في إختيارك لمنصب نائب وزير الزراعة؟

لا يوجد أسرار فأنا أمتلك تاريخ علمي فقد عملت رئيسًا للجنة التنسيقية لمشروع التنمية المستدامة في أفريقيا 2050 ASL، الممول من منظمة الأغذية والزراعة للآمم المتحدة، كما عملت خبيرًا في المنظمة العربية للتنمية الزراعية في مجال أبحاث صحة الحيوان، وخبيرًا بمنظمة الصحة العالمية في مجال أنفلونزا الطيور، وفي المنظمة العالمية لصحة الحيوان، كما مثلت الحكومة المصرية في مجلس الحكومات لـ مجموعة دول البحر المتوسط "مجموعة سيام" بأسبانيا، كما أعتز بقرار السيد وزير الزراعة الحالي باعتماد الرؤية التي وضعتها لتطوير القطاع لتكون خطة عمل الوزارة في المرحلة القادمة.

- هل كان لك تعاون مع هيئات دولية؟

لي الشرف أنني التي سَعيت لعمل "التوأمة" بين المعمل القومي للرقابة البيطرية على الإنتاج الداجني والمعمل المرجعي بألمانيا فى مجال تشخيص مرضى "أنفلونزا الطيور" و"النيوكاسل" والممول من المنظمة العالمية لصحة الحيوان OIE لاعتماد المعمل القومي كأول معمل مرجعي للشرق الأوسط فى مجال تشخيص مرض أنفلونزا الطيور والنيوكاسيل.