الأحد 06 أكتوبر 2024 الموافق 03 ربيع الثاني 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

في ذكرى ميلادها الـ122.. تعرف على قصة حفل أم كلثوم الشهير في باريس

الخميس 31/ديسمبر/2020 - 04:14 م


جاءت من الريف فتاة صغيرة ترتدي جلباب الفتيات البسيطات وتحفظ الابتهالات الدينية وتمسك في يد أباها، فيما بعد أصبحت تلك الفتاة ذات الضفيرتين هي فخر للعرب جميعًا.. إنها كوكب الشرق أم كلثوم.

اسمها الحقيقي فاطمة السيد إبراهيم السيد البلتاجي ولدت في 31 ديسمبر عام 1898م وكان والدها هو السند الحقيقي لها في مشوارها الفني وهو إمام ومؤذن المسجد الخاص بقريتهم، ورثت منه أم كلثوم محبتها للابتهالات، وهو أول من لاحظ موهبتها ودعمها بقرار قدومها إلى القاهرة وهو القرار الذي غير مسار الفن العربي كله وكان ذلك في عام 1923م.

قصة حفل باريس

تلقت أم كلثوم دعوة في أعقاب نكسة 1967 لإحياء حفل في العاصمة الفرنسية باريس على مسرح الأوليمبيا في وقت حرج وحساس لكن كوكب الشرق وافقت على الدعوة إيمانًا منها بأن الفن يستطيع أن يطيب الجراح، لكن الغريب في أمر حفلة باريس هو المبلغ الذي طلبت أن تتقاضاه نظير تلك الحفلة وهو 14 ألف جنيه استرليني مشترطة أن يكون أجرها مثل المطربة الفرنسية "أديث بياف" التي كانت النجمة الأولى في العالم كله حينها، ولكن لم يستطع كوكاتريكس مدير المسرح أن يرفض ما طلبته "الست" .

وقالت أم كلثوم لمدير مسرح الأوليمبيا: "إنها ربما تغني أغنيتين فقط أو ربما ثلاثة" وفي ذلك الوقت كانت مدة الأغنية حوالي 10 دقائق فكان كوكاتريكس في حالة ذهول حتى تدخل محمد السلماوي كمترجم وحلقة وصل بينهما وشرح له أن مدة الأغنية الواحدة للست أم كلثوم ربما تتجاوز الساعة الكاملة، وحينها هدأ فزع كوكاتريكس لكن إلى حين ميعاد قدوم أم كلثوم للحفل كانت التذاكر كما هي مما جعله في قلق رهيب وسبب ذلك أن الناس حينها كانت تظن أن قدوم أم كلثوم إشاعة، فعند وصولها إلى مطار شارل ديجول كان الصحفييون في انتظارها وكان سؤال واحد يغلب ألسنتهم "هل ستغني في باريس؟" وكانت إجابتها واحدة "أيوة هغني" .

وفي نفس اللحظة التي نقل فيها الإعلام حقيقة وجودها وإقامة الحفل هرع الناس لحجز التذاكر حتى نفدت بالكامل في ذات اليوم، وكانت ليلة لا تنسى في تاريخها الفني، حاوطها الناس وأثبتت حينها أنها السيدة الأولى في الغناء.

وفي يوم 3 فبراير 1975م رحلت أم كلثوم عن دنيانا واجتمع أكثر من أربعة ملايين شخص لتوديعها في موكب جنائزي يشبه مواكب الملوك ورؤساء الدول، رحلت عن عمر 77 عام لكنها أثبتت أن الموت لم يكن نهاية الطريق، حيث لا يوجد شارع في مصر والوطن العربي لا يرن فيه صوتها، ولا يوجد قلب لا يزيد اتساع بفيض جمالها، فهي باقية في القلوب والعقول بفضل ما تركته من جمال حقيقي لن تمحوه السنوات .

ads