الأربعاء 02 أكتوبر 2024 الموافق 29 ربيع الأول 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

"العنوسة" شبح يُهدد الفتيات

الخميس 31/ديسمبر/2020 - 03:46 م
هير نيوز


- هالة منصور للعانس: "لو الجواز مش هيعملك إضافة مادية أو معنوية أو عملية ماتتجوزيش"
- عادل مدني: الزواج جزء من الحياة وليس كل الحياة 

شهد المجتمع المصري في الآونة الأخيرة ارتفاعًا ملحوظًا في نسبة العنوسة، لعدة أسباب تأتي في مقدمتها الظروف الاقتصادية التي تحول دون إقدام الشباب على الارتباط، وهو الأمر الذي ساهم وبشكل كبير في إصابة بعض الفتيات بالخوف، والتوتر من التأخر في الزواج؛ مما تدفع بعضهن إلى القبول بأول عريس يتقدم لها فيما يعرف بالارتباط السريع، دون التريث في اختيار شريك الحياة ووضع معايير الاختيار الصحيحة التي تقوم على التفاهم والتناسب بين الطرفين.

وتعليقًا على ظاهرة ارتفاع معدلات العنوسة ترى الدكتورة هالة منصور، أستاذ علم الاجتماع بجامعة بنها، أن ظاهرة العنوسة ليست وليدة اللحظة بل هي منتشرة منذ وقت طويل، حيث إنها تظهر أحيانًا بشكل ملحوظ وتقل في وقت آخر نظرًا لتغير الثقافات المجتمعية، ولكنها ظاهرة اجتماعية منتشرة في مصر، مُشيرة إلى أن السبب الرئيسي في انتشار هذه الظاهرة منذ القدم يرجع ذلك إلى حياة المرأة القاصرة على لقب الأم وتكوين أسرة فقط، ومن لم يستطع القيام بهذا الدور يُطلق عليه لقب "عانس". 

وبينت منصور، في تصريح خاص لـ"هير نيوز"، أنه لا يمكن لأحد أن ينكر أهمية دور الأم في الأسرة المصرية الآن، ولكن هناك أدوارًا أخرى تشكل توازن في حياة الإنسان، تتمثل في التعليم وخروجها للعمل، لافتة إلى أن مصطلح العنوسة يُطلق على الرجل والمرأة ولكن يُنسب للسيدات بشكل كبير، خاصه وأنها لم تستطع أخذ قرار الزواج بمفردها وطلب الزواج من الرجل. 

وتابعت أستاذ علم الاجتماع: "في بعض المحافظات يتم إطلاق المُصطلح على الفتاة التي تجاوزت الـ20 عامًا، والبعض الآخر على الفتاة التي تجاوزت الـ35 عامًا"، موجهًا رسالة إلى المرأة قائلة: "لو الجواز مش هيعملك إضافة مادية أو معنوية أو عملية ماتتجوزيش". 

وبسؤالها عن كيفية مواجهة مصطلح "عانس"، أشارت إلى أن العادات والتقاليد لا يمكن أن تتغير بصورة سريعة، خاصة وأنها لم تتغير بالأحاديث وأنما تتغير بتجارب الحياة.

بدوره أوضح الدكتور عادل مدني، رئيس قسم الطب النفسي بجامعة الأزهر، أن تأخر الفتاة في الزواج وإطلاق لقب عانس عليها، يتسبب بشكل كبير في إصابتها بالاكتئاب وعدم الثقة وشعورها بالقلق وبعد ذلك تُصبح مريضة نفسية. 

وطالب مدني، في تصريح خاص لـ"هير نيوز" منظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام بتنظيم عدد من حملات التوعوية للمجتمع؛ لاقتلاع هذه الظاهرة من جذورها، مُتابعًا: "الزواج جزء من الحياة وليس كل الحياة".