الإثنين 25 نوفمبر 2024 الموافق 23 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

أشقاء الغدر.. قتلوا أخاهم وحرموا أبناءه من الميراث

السبت 05/فبراير/2022 - 12:55 م
هير نيوز

نورا رمضان، من جزيرة الحجر التابعة لمركز الشهداء بالمنوفية، زوجة أخذ منها الزمن أكثر مما أعطاها، ترى الصبر في أعينها، وترى القوة في لسانها، رحلتها القاسية بدأت منذ مدة طويلة، ولم تكن منذ أن وصل إليها خبر مقتل زوجها فحسب، وحتى بعد أن علمت أن مقتله كان على يد شقيقه ونجل عمه، لم تنته تلك الرحلة، ولكنها البداية، عندما تجرأ شقيق محمد على أن يقتله حتى يأنس هو بأرض أبيه؛ لأن والدهما كانت موضع ثقته في صاحب الـ 32 عامًا، ولم تكن في الصغير الطائش المتغطرس والذي كان يرى الدم قبل أن يرى الرباط المقدس بينه وبين محمد، شقيقه، لكن على ذلك كان لا يقدر على أن يهم لوحده في وجه، لأنه كان يعلم أنه على باطل، ومن على باطل عينه مكسورة؛ لذلك استعان بأحد أبناء عمومته، من هو على نفس شاكلته، وفيه نفس طباعه وغدر بشقيقه.



تفاصيل الواقعة


البداية منذ أن تزوج "محمد" من فتاه من المنوفية تتميز بالجمال والأدب والأخلاق الرفيعة، باعتباره أكبر أبناء أبيه عُمرًا،  وكان الابن المطيع الهادي لأبيه، ولثقة أبيه فيه وُكِل إليه العمل في زراعة فدان من الأرض، لأمانته في حفظ كل شيء من جانب، ولتحمله المسؤلية رغم صغر سنه من جانب آخرن وافتعلوا له المشاكل، أول مشكلة كانت مشاجرة افتعلوها هم وزيجاتهم، وقاموا على إثرها بالتعدي بالضرب على زوجة محمد، شقيقهم الأكبر، ونالها من الضرب المبرح ما لا يتحمله بشر، وتلقت منهم ضربات عرضت زراعها الأيسر للكسر، وأصبحت لا تستطيع أن تحركه حتى الآن. وحتى بعدما أجرت عملية جراحية لتركيب "شرائح ومسامير" فلم تشف حتى اللحظة.

طردوا شقيقهم


ومع نصح المحيطين بتقديم بلاغ بقسم الشرطة بما حدث، تم تقديم بلاغ ضد أهل زوجها، وهنا كانت أخذت المشاكل بعدًا آخر. فقد استطاع الإخوة أن يوغلوا صدر أبيهم ناحية زوجة ابنه الأكبر، قائلين له بأنها منذ أن وطأت قدماها أرض بيتهم تحاول أن تفرق بينه وبين إخوته، وها هي الآن بعد مشكلة صغيرة تود أن تسجنهم حتى يخلو لها الجو، وعليه صدقهم أبيهم فيما يزعمون، وكان معهم عندما قاموا بتهديد زوجها بالتنازل عن المحضر، وتجمعوا عصبة عليه وقاموا بطرده من شقته بمنزل أبيه، وإذا لم يفعل ذلك سيكون جزاؤه القتل، وعندها وبكل طيبه واستسلام وخوفًا على أسرته قرر ترك شقة الزوجيه، بدون أخذ أو نقل مفروشاته، واتجه إلى المنوفية وجلس 25 يومًا في بيت أسرة زوجته، تاركًا شكواه إلى الله عز وجل.



اقرأ أيضًا..



قتلوا شقيقهم


قالت الزوجة، "زوجي كان خائفًا ليقتلوه، وظل يبات عند صديق له بعزبة قريبة من مسكنهم بمركز كوم حمادة، وتركني أنا وصغاري ببيت أهلي بالمنوفية، وبعدما اطمأن عاد زوجي لشقته فوجدها خالية على عروشها، منهوبة من كل شيء، حتى ملابس الأطفال الصغار لم تسلم، وتم تقطيع صور زوجي وصوري وأخذ ملابسي، وعندما علم أحد القائمين على الصُلح بذلك وعده بعد صفاء النفوس بجلب كل شيء نهب من الشقة ووافق زوجى وارتضى"، مضيفة: "كانت كل لحظة تمر علينا بعام كامل، فأنا أعلم أنهم جشعين ولا يلتزمون بعهد، وكلما اتصلت بزوجي لأطمئن عليه يقول لي لا تخافي لن يؤذوني، أنا ابنهم وهل يعقل أنهم يقتلون ابنهم، لكن بمجرد ما أن اطمأن قليلا، حتى أمسى يتسلل خفية إلى أرضه لمتابعة محصول الفراولة، الذي يعمل على جمعه حتى لا تفسد وتصبح غير مرغوبة للتجار، أما أنا فكنت أموت من الخوف والقلق كل يوم. وكنت على حق بخصوص هذا القلق، فقد وصلني بعد ذلك أن زوجي قد قتل".
وأنهت: "عرف والد محمد بذهابه للحقل خفية بهدف جمع محصول الفراولة، فأخبر إخوته، وبدورهم أبلغوا نجل عمهم، واستل الجميع سلاحهم وأضمروا الشرّ في أنفسهم، الأول ذهب في يده مِكشط الموز الحاد "مُسيّف"، والثاني جهز سلاحًا آليًّا وحمله في جوال إلى الصوبا الزجاجية المتواجد بها زوجي، وهناك كسّروا دراجته النارية، ثم اعتدوا عليه ضربًا وسدد له الأول ضربة بالمِكشط على جبهة رأسه، والثاني  فرّغ عدة رصاصات في جسده، وتركوه قتيلاً، وأغرقت دماؤه أرض الصوبا".




وفي النهاية تم إلقاء القبض على شقيقه، وفر نجل عمه من قبضة الأمن، رغم أنه اشترك في الجريمة.

ads