الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

دعاء الدسوقي تكتب.. كلمة أخيرة حول فيلم «أصحاب ولا أعز»

الخميس 27/يناير/2022 - 05:59 م
هير نيوز

بدءًا من اسم الفيلم الذى يحمل بين طياته سخرية مختبئة لا تظهر إلا مع نهايته.. أثار الفيلم جدلاً واسعاً وإن كان على منصة خاصة إلا أنه وبفضل الدعاية السلبية المسبقة للفيلم استطاع الانتشار وبشكل واسع بين الجمهور... وعلى الرغم من تشابه هذا الفيلم وقضاياه مع أفلام ومسلسلات وأعمال فنية مشابهة إلا أنه حظي بنصيب الأسد من الانتقادات والاتهامات التى لا أعرف سببها تحديداً حتى الآن!.. ربما لشهرة الفنانين المشاركين وثقلهم الفني أو ربما لوجوده على منصة شهيرة يشاهدها الملايين... وأنا هنا لن أتطرق لأحداث الفيلم ولكننى سأعبر وبشكل بسيط عن إشكالية الجدل الدائر من منظور نقدي خاص...

لابد وأن نعلم أن هناك مستويات من الوعي .. ليس كل البشر سواء لا فى الفهم ولا فى التفكير ولا في الإدراك .. وأنه لكى تتعامل مع فكرة ما لابد وأن يكون لديك الحد الأدنى من الوعي المناسب للتعامل مع هذه الفكرة ... الفيلم يقع فى مرحلة متطورة من الزمن والذي سادت فيه كل أنواع القضايا والمشكلات الإنسانية والإجتماعية التى أصبح من الضروري بل ومن المُلح التطرق إليها فى الأعمال الفنية وبالأخص الدرامية .. فهى جزء من حياتنا لا ينفصل عنها ولا أحد يستطيع أن ينكر ذلك.. ولأن وظيفة هامة من وظائف الفن هى تناول القضايا المجتمعية وبخاصة الشائكة منها لتسليط الضوء عليها ولدق ناقوس الخطر إذا استدعى الأمر فلا يمكن بأى حال من الأحوال تكبيل الفن وأدواته المختلفة أو منعه من التعبير عنها ... هذا هو دور الفن وجزء من رسالته..


ونذكر أفلاماً كثيرة وأعمالاً فنية كانت من الجرأة فى طرح قضايا شائكة عبرت عن خفايا المجتمع أن غيرت فى مواد القانون وأتاحت الفرصة للتصدي للكثير من المشكلات التى لم تكن لتجد حلاً إلا بتناولها عن طريق الفن... الفن والمتمثل هنا فى هذا الفيلم ليس درساً فى المدرسة .. ولا محاضرة فى فصل .. وهو أيضاً ليس للتسلية فقط .. السينما فن يعبر عن أفكار ويطرح قضايا ويريدك أنت كمشاهد أن تتفاعل معها وربما لتوجد أنت الحلول ... وهذا الفيلم تحديداً هو عرض غاية فى الرقى لقضايا موجودة بالفعل فى المجتمع والتى وبالمناسبة ألقى عليها الضوء لرفضها لا لقبولها ...


معظم الدعاية السلبية للفيلم كانت ممن لم يشاهدوا الفيلم من الأساس وهنا كانت المشكلة .. الانسياق وراء الكلام المرسل وتبادل الاتهامات فقط من خلال الجدل الدائر دون الرجوع للعمل نفسه ... وبعد مشاهدة الفيلم اختلفت الآراء وتغيرت الآراء الأخرى بين الرفض أو القبول ... والمثير للدهشة أن كثيرين لم يستطيعوا فهم نهاية الفيلم وهو جزء آخر من المشكلة ربما لأنها قدمت بلغة سينمائية متطورة قليلاً صعب على البعض فهمها والتى أحدثت خلطاً كبيراً لدى المشاهدين...


من هنا لابد أن نفهم أن للفن أيضا مستويات وأن هناك من هذه المستويات ما لا يستطيع كافة البشر التعامل معها إلا بالوعي المناسب ... لأجل ذلك تطرح مثل هذه الموضوعات على منصات خاصة أو فى دور عرض معينة ولفئات محددة أيضاً .. وليس على الجميع بأى حال من الأحوال مشاهدتها أو فهمها أو تقبلها.

ads