نساء تحدين الواقع ودخلن الجامعة للمرة الأولى فى تاريخ مصر

الخميس 31/ديسمبر/2020 - 03:18 ص

حبيبة عبدالعزيز

فى تاريخ مصر، نساء من معدن الذهب، حققن إنجازات تاريخية محفورة بحروف من نور فى الذاكرة الجمعية للمصريين، وصلن لنجاحهن بالمثابرة والإرادة الفولاذية، وضربن المثل الحقيقي فى حب البلد والكرم والجود، وقهرن المستحيل فى توقيت كان هذا المستحيل محصنًا بأسوار عالية وعريضة من العادات والتقاليد التى تقلل من شأن المراة، وتحول دون تحقيقها لأهدافها، كالتعلم والسفر والاشتغال فى مهن كانت حصرية على الرجال كالصحافة والمحاماة، وهذا ما يؤكد صدق رأى رفاعة الطهطاوى فيها عندما قال" إذا أرادت المرأة الوصول لشيء فلا مستحيل يوقفها ولا صعاب تهزمها مهما طال الأمد"، "هير نيوز" تعرض لأهم ست نساء من هذه النوعية، تبرعن لمصر، وتحدين الواقع وقهرن المستحيل ودخلن الجامعة لأول مرة.

الأميرة فاطمة

الأميرة فاطمة هي ابنة الخديو إسماعيل، وهي راعية العلم في مصر،لأنها تبرعت بأفدنة من ملكها الخاص لبناء الجامعة المصرية الملك فؤاد سابقًا جامعة القاهرة حاليًا، ومن هنا بدأ تاريخ تخريج نوابغ العلم في مصر نساء ورجال، بالإضافة إلى عرض مجوهراتها للبيع لكي تكمل بناء الجامعة، حيث عجز القائمون عليها، وهم بعض من أبناء الشعب على سداد إيجار الأراضي والمباني، وعجزت التبرعات التى كانوا يتلقوها عن استكمال البناء، فتدخلت الأميرة فاطمة بكرمها وجودها لتصنع أعرق جامعة مصرية على مر التاريخ.

سهير القلماوي

سهير القلماوي من مواليد طنطا، صحفية وكاتبة مرموقة، درست فى المدرسة الأمريكية للبنات، ثم قررت تسجيل اسمها لدراسة الآداب بجامعة فؤاد الأول، فى حدث كان الأول من نوعه، فأصبحت هي الفتاة الوحيدة التي تدرس في الكلية وسط 14 رجلاً وأصبحت أولى النساء اللواتى تخرجن من الجامعة، وحصلت على الماجستير ثم الدكتوراه في كتاب ألف ليلة وليلة، ولاقت حينها هجومًا شديدًا بعد قول البعض أنه غير لائق أخلاقيًا، ولكنها أصبحت بعدها رئيسة قسم الأداب للغة العربية.

نعيمة الأيوبي

أول أول طالبة مصرية نجحت فى امتحان ليسانس كلية الحقوق، ولدت في مدينة الإسكندرية ووالدها هو المؤرخ إلياس الأيوبي، التحقت بمدرسة محرم بك لتتلقى التعليم الابتدائي، ثم بمدرسة الحلمية الثانوية بنات، ثم التحقت بجامعة الملك فؤاد سابقًا، "جامعة القاهرة حاليًا"، بمساعدة الدكتور طه حسين، عميد الأدب العربى، لتصبح أول طالبة مصرية حاصلة على ليسانس الحقوق وتعمل كأول محامية في مصر.

سميرة موسى

أول محاضرة بالجامعة وعالمة ذرة، ولدت سميرة موسى فى الغربية وتعلمت بالكتاب، ثم شجعها والدها على الدراسة فالتحقت بمدرسة بنات الأشراف الثانوية، وتخرجت سميرة موسى بتفوق مع مرتبة الشرف من كلية العلوم جامعة فؤاد الأول، وشجعها الدكتور مصطفى مشرفة عميد الكلية حتى صارت أول امرأة تحاضر فى الجامعة، ثم حصلت "سميرة"على درجة الماجسيتر وسافرت لإنجلترا لتحصل على درجة الدكتوراه فى الإشعاع الذرى، ومن أقوالها: "أتمنى أن يصبح استخدام الطاقة الذرية فى علاج السرطان فى متناول الجميع كقرص الأسبرين"، ولكنها توفت في حادث سيارة بأمريكا وهناك اشتباهات حتى الآن بأنه كان حادثًا مدبرًا.

مفيدة عبد الرحمن

من أوائل من التحقن بكلية الحقوق وأصبحت أول محامية يذاع صيتها في مصر، ولدت مفيدة عبد الرحمن بحي الدرب الأحمر بالقاهرة وكانت من أوائل من تخرجن من كلية الحقوق بتشجيع من زوجها، وكانت حينها أمًا لخمسة أبناء فأصبحت أول محامية تتفوق بشدة في مجالها ونائبة في البرلمان، كما أنها أنجبت تسعة أبناء وكسبت أول قضية ترافعت بها وهي قتل خطأ فذاع صيتها بعدها، وكانت القضية الأولى التى ترافعت فيها مفيدة عبد الرحمن هى قضية قتل خطأ، عندما نجحت فى إقناع رئيسها فى العمل بقدرتها على تولي القضية، فأعطاها الفرصة، وكسبت مفيدة القضية وذاع صيتها كمحامية بارعة فأسست مكتب محاماة خاص بها بعد عدة سنوات.

هيلانا سيدروس

أول طبيبة مصرية تدرس بجامعات إنجلترا، ولدت في مدينة طنطا وتلقت تعليمها الابتدائي هناك، ثم التحقت بمدرسة السنية وحصلت على منحة دراسية في إنجلترا بسبب تفوقها لدراسة الرياضيات، ولكنها درست الطب في مدرسة لندن للطب لتعود لمصر كأول طبيبة مصرية وافتتحت عيادتها الخاصة.