الحسناء تنصب شباكها على صاحب العقار للاستيلاء على أمواله
الإثنين 10/يناير/2022 - 08:50 م
محمد على
كانت "ن" تعيش في مثل هذا الوقت قبل 5 سنوات حياة هادئة مع زوجها في مدينة الإسكندرية، إلا أن وفاته قلبت كل شيء رأسًا على عقب، ليتركها وهي مازالت في بداية العقد الخامس، ومعها ابنتهما "س".
ووقتها أحست أن الدنيا أغلقت جميع الأبواب فى وجهها، حينئذ كانت "ن" قد استأجرت شقة بذات العقار الذي يملكه المهندس "محمد"، ذلك الرجل الذي يقترب عمره من العقد السادس، الذي يبدو عليه علامات الثراء، كانت السيدة تراه في طريقها للمنزل فى أثناء جمع الإيجار من السكان، وبعدها يستقل سيارته الفارهة، خطواته وهيئته تدل على أنه ذات هيبة ووقار، كانت "ن" منتظمة في دفع إيجار الشقة شهرياً، وكانت تنظر له بإعجاب أو هكذا زعمت حتى تتصل مشاعرها الكاذبة للمهندس وصاحب العقار الثري.
بعدما علمت أنه يجمع مبلغ كبير من حصيلة الإيجار وأخذت تخطط لمخططها، وهو إيقاع صاحب المال فى شباك حبها، رأت فيه المنقذ من المستقبل الأليم الذي ينتظرها ونجلتها، لم تنم أو تغفو فى تلك الليلة التي سادها الهدوء وهي تجلس على كرسي مكتبها داخل حجرتها وجدرانها البيضاء، نظرها معلق فى سقف الحجرة شاردة الذهن، صورة المهندس أمامها ممسكا بالمال، فى نفس الوقت هي تعلم أنها بدون عمل، ولا تعرف من أين ستنفق الفترة القادمة، وخاصة أن معاش زوجها المتوفي لا يكفي احتياجاتها، أخذت تهتم بمظهرها، تتزين بأرقى الملابس، وبصوت خفيض ممزوج بالرقة وابتسامة خفيفة، تمسك بالإيجار وتعطيه للمهندس، وهي تستجلب عطفه وحبه بنظرات مثيرة.
أخذت تراقبه ذهبت إلى المطعم الدائم التردد عليه، وارتدت ملابس أنيقة وذهبت للكوافير لتصفف شعرها، وبالفعل التقته في هذا اليوم، وعرضت عليه الجلوس معها على المائدة، وتبادلا أطراف الحديث سويا، قضت معه وقت ممتع وتعرفا على بعضهما وبدأ يتحدث معها كل يوم عبر الهاتف للاطمئنان عليها، نجحت "ن" في خطتها التي دبرت لها وأصبحت على مشارف الوقوع به.
مر بعض الوقت، ولم تتصل به السيدة بعد أن ألقت بشباكها وانتظرت ثمارها، لكنه لم يستطع الانتظار، اتصل بها بعد عدة أيام، طلب منها قبول دعوته على العشاء وفى هذا اليوم طلب يدها للزواج، وفرحا الاثنين، قبلت الزواج منه وبدأ في تجهيز شقته بمنطقة سيدى جابر واحتفلا الاثنان بعقد القران وسط حفل عائلي بسيط حضره الأهل والأصدقاء، والتقطت الصور التذكارية في حالة من السعادة والسرور وانتهى الحفل وانتقلت معه إلى بيت الزوجية وأصبحت هي سيدة البيت، مر أول شهر بدون منازعات، وبعد ذلك بدأت في كثرة الطلبات ومع كل خروج تطلب الكثير من الأموال لشراء بعض متطلباتها ولكنه كان يتغاضى "مراية الحب عميا" وبدأت تستنزفه مادياً حتى زادت احتياجاتها المادية، بمرور الوقت طلبت منه زوجته الدخول مع شقيقها في مشروع بعائد أرباح ولكنه تحجج بعدم التفرغ ولم يعد هناك وقت لمتابعة أعمال أخرى فوقته مفعم بأشغاله في الشركة، ولكنها ألحت عليه ثم غضبت منه، فقرر أن يرضيها وجلس مع شقيقها وأعطاه 350 ألف جنيه، لتشغيلهم بالسوق وطالب منه الربح الشهري، هكذا كان الاتفاق بينهما ولكن شقيقها حصل على المبلغ واستمر في دفع الأرباح لفترة ثم تحجج بالخسارة بعد ذلك، ومن هنا بدأ الشجار بينهما مما دفع محمد أن "يمسك يده" مادياً ليراقب رد فعلها وحدث ما توقعه بالفعل، اشتدت الخلافات بينهما، أصبحت نجلاء عصبية للغاية، وكلما يطالبها بعائد الربح نظير المبلغ المالي الذي أعطاه لشقيقها، تنهمر في البكاء وتتعصب وتتشاجر معه.
مر الوقت وبدأت الخلافات تكثر بينهما، وضاع الحب التي أعدمته الثقة في زوجته بعد علمه أنها مازالت تأخذ معاش زوجها المتوفى وقرر الإبلاغ عنها فوراً ليوقف صرف المعاش، وكانت النتيجة أنه تسبب في أن يحكم عليها بسنة سجن وكفالة ألف جنيه لإيقاف التنفيذ واسترجاع مبلغ 98 ألف جنيه المستحق منذ بداية زواجها، أجهشت الزوجة في البكاء، وكاد قلبها ان يقفز من بين ضلوعها وذهبت إلى بيتها طالبة منه أن يسدد لها المبلغ المطلوب منها ولكنه أبى، وبدأت تخطط له مجدداً وبادرت بالصلح وعاشت معه بطريقة طبيعية وأخذ يسترد الثقة فيها، وفي ذات يوم عاد من العمل حاملا حقيبة سوداء كان مرهق من بعد يوم شاق، دخل غرفة نومه لأخذ قسطاً من الراحة وبفتح الحقيبة رأت بها مبلغ 400 الف جنيه حصيلة بيع أحد الشقق التي يمتلكها لمعت عينها من الطمع وقررت هنا الانتقام من زوجها، وحينما خرج من الحجرة شاهد زوجته وابنتها يتهامسان بصوت منخفض، لم يبال، واستكمل يومه بشكل طبيعي وطلب منها في اليوم الثاني دعوة ابنه على الغداء لعودته من السفر وكان هو اليوم نفسه لتنفيذ خططها بعد الغداء قضوا وقت جميل أمام التلفاز وادخلوه إلى الغرفة لأخذ قسط من الراحة ولكنها لم ترتاح حتى تنتقم، اسرعت ابنتها لتنفيذ الاتفاق الذي تم بينها وبين والدتها، توجهت الابنة إلى النجدة للإبلاغ بأن زوجها ونجله قاما باحتجاز والدتها "ن" في البيت تحت تهديد السلاح الأبيض "سكين" و"مياه النار"، اسرع رجال الأمن وطرقوا الباب فاستيقظ محمد من نومه مسرعا لفتح الباب وهو في حالة ذهول وتم القبض عليه وتم استدعاءها للسؤال عما إذا كان قد اعتدى عليها أم لا، فأكدت على أن زوجها محمد قام هو ونجله بسحبها من غرفة نومها إلى الصالة ممسكين يديها واعتدوا عليها بالضرب وهددوها بسكب مادة كيمائية "مياه نار" على وجهها إذا اعترضت على إمضائها على ورق بيضاء وإيصالات أمانة، وقررت النيابة حبسه أربعة ايام على ذمة التحقيق، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة، ولم تثبت تحريات المباحث كلام الزوجة وابنتها، وقررت النيابة إخلاء سبيل الزوج.
اقرأ أيضًا..