حكاية سهير.. هربت من الفقر لتغرق في بحر الرذيلة والحرام
الخميس 06/يناير/2022 - 06:25 م
محمد علي
رغم سنها الصغيرة الذي لا يتعدى 25 سنة، لكنها تحمل قصة لا تعبر عن شيء سوى التفكك الأسري، مما أدى في نهاية الأمر إلى ضياعها في طريق مظلم، وتتلخص قصة 'سهير' في أنها فتاة نشأت بين أسرة بسيطة الحال، فوالدها العامل الذي يكاد يجد قوت يوم، لم يعد في استطاعته أن يتحمل مصاريف أبنائه السبعة، فلم يجد أمامه سوى منعهم من الذهاب إلى المدرسة، ودفعهم إلى العمل وكسب قوتهم اليومي، انتظرت سهير كثيرًا للخروج من حياة الفقر لكن دون أمل وظل الحال كما هو عليه، بينما كانت أحلام سهير واسعة لا تتوقف في البحث عن الطريق للوصول إلى المال الوفير، الذي يوفر لها حياة مرفهة يعوضها عن الحرمان الذي عانت منه كثيرًا مهما كانت الخسائر، وكانت البداية، تعرفت سهير على بعض الفتيات في طريق عودتها من زيارة أقاربها، استطعن جذبها في الحديث معهن، والتعرف عليها عن قرب، شعرت من حديثهن معها أنهن سيساعدنها في العثور على وظيفة، توفر من خلالها المال الكثير، تعددت اللقاءات بينها وبين الفتيات، خاصة أنهن يسكنّ بالقرب منها.
وكثر الخروج معهن خارج المنزل امتدت لساعات طويلة ليلًا دون رقيب أو اهتمام من الأهل، وفي غياب وعي الأسرة، وعدم سؤالهم عن ابنتهم، استطاعت الفتيات جذبها إلى الذهاب معهن الي 'الديسكوهات'، والملاهي الليلية لتسمع وتشاهد ما لم تشاهده من قبل وتعيش وسط عالم يخلو من القيم والشرف، عملت "سهير" راقصة مقابل أجر مادي، تحصل عليه في نهاية كل ليلة، حتى جاءت إحدى الليالي المظلمة وبعد انتهائها من وصلة الرقص قدمهتا إحدى زميلاتها وشلة الفساد التي اجتمعت معهن على السقوط والانحراف إلى أحد رواد الملهي من راغبي المتعة المحرمة، وكانت فريسة سهلة بين يديه، وتسلك طريق الحرام، ظلت سهير تبيع جسدها كل ليلة مقابل الحصول على المال، حتى تعرفت على شاب، ليكون محطة جديدة في حياتها أوهمها بأنه على استعداد للزواج منها، وأقنعها بأنه سيظل بجوارها مهما يحدث، حتى وقعت في شباكه وشعرت بأنه القلب الحنون الذي سيعوضها عن حياة الرذيلة التي وقعت فيها، اقنعها بالزواج العرف ليظل معها ثلاثة أشهر يأخذ كل ما يريد منها، حتى فاجأها بشيء لم يخطر ببالها، تركها دون أن تعلم حتى طريقه أو مكان يمكن أن تصل إليه من خلاله، لتعود مرة أخرى إلى حياة الانهيار الأخلاقي، فقررت الذهاب إلى شرم الشيخ للعمل هناك ولتهرب من أسرتها وبالفعل اشتغلت هناك فى ملهى ليلي كما باعت جسدها أيضا لمن يدفع وظلت تمارس المتعة المحرمة.
بدأت مباحث الآداب ترصد الفتاة سهير، حتى أُلقي القبض عليها في إحدى الشقق المفروشة، وبدأت سهير تروي مأساتها بنفسها، وقصتها التي صارت محضرًا بقسم الشرطة يحمل الكثير من التفاصيل.
روت "سهير" في ندم وحزن: "ظروف أسرتي المادية وراء ضياعي بسبب الفقر تركت الدراسة كما تركها أشقائي وعملوا في ورش الميكانيكا وكنا بالكاد نجد كسرة الخبز بل وأحيانا ننام بدون طعام، الحرمان والفقر، الأسباب الرئيسية في ضياعي.. وعدم اهتمام أسرتي بمواعيد خروجي وعودتي إلى المنزل، وكذلك عن كيفية حصولي على المال، ومن أين آتي به، كان أيضًا سببًا رئيسيًا في سقوطي إلى هذه الهاوية".
وفي النهاية تم إحالة الفتاة إلى النيابة التي قررت إحالتها إلى المحاكمة، وأصدرت حكمها بحبسها 4 سنوات لممارستها الرذيلة.
اقرأ أيضًا..