أستاذ علم نفس: التقليد الأعمى للثقافة الغربية يُسبب كوارث اجتماعية
الأربعاء 27/أكتوبر/2021 - 01:55 ص
مؤمن رمزي
مرحلة الشباب هي مرحلة الزهر والنمو الفكري والاعتماد على النفس وتكوين شخصية مستقلة، والتحول من المعول إلى العائل، لكن في حدود الأسرة دون الخروج عنها، مع التطور التكنولوجي وتفشي الوسائل العالمية التي تنقل ثقافة الغرب في بيوتنا، نظرت الفتيات ممن يعانون من ضغوط وسوء معاملة وفقد عملية التعبير عن إرادتها في الأسرة إلى الهروب من المنزل وفتح سماء الحرية لنفسها، ولم تدرس أو تعي العواقب التي ستلاحقها عندما تكون هي المسئولة عن نفسها، بداية من البحث عن مسكن يأويها وملبس يسترها وعمل تعول به نفسها، فقد أخذت من الثقافة الغربية جزء الحرية والاستقلال وتركت أو تناسيت واقع الاستقلال وصعوباته.
أسباب تقليد البنات للثقافة الغربية:
وينقل لكم «هير نيوز» رأي الدكتور " محمد أحمد عبد المعز " أستاذ علم النفس الذي يفسر هذه الظاهرة بأنها: حدوث الفجوة بين الأهل وبناتهن وعدم التواصل بينهم وتطرقهن لوسائل التواصل الاجتماعي بديل التواصل في الأسرة تجعل الإنسان يأخذ كل ثقافاته من التليفزيون أو السوشيال ميديا والتي تعرض وتنادي دائما باستقلال الفرد عن أسرته واتخاذ قراره بنفسه دون اللجوء إلى أحد.
العواقب التي تواجه البنت التي تطفش من بيت أهلها:
وأضاف "عبد المعز" ونحن لسنا ضد الإعتماد على النفس ولكن تحت نطاق الأسرة، فالدراسات تقول بأن من كل أربع بنات يطفشن من بيوتهن واحدة تتعرض للتحرش الجنسي، فالتحرر خاصة مع الفتيات يجعل البنت فريسة يسهل صيدها لأن غياب الكافل والمراقب ييسر عملية التعرض للإيحاءت والإستغلال الجنسي.
وتابع وفي مجتمعنا العربي ينظر إلى أسرة الفتاة الهاربة نظرة توحي بالعار وتظل تلاحق هذه النظرات أهلها لفترات طويلة، وكذلك الفتاة التي تطفش من بيت أهلها يظن البعض أنها سهلة ورخيصة وسيئة السمعة مما يعرضها إلى الوقوع في جرائم الآداب نتيجة تأثير الشباب وتعرضهم لها بشكل متواصل فتزل ضحية لأصحاب الهوى والجنس، الثقافة الغربية تواكب العالم الغربي لأنها بدون قيود لكن مجتمعنا المصري والعربي يختلف تماما، فالتقليد الأعمى لهذه الثقافة يصنع كوارث خاصة عند الفتيات.
كيف تتعامل مع فتياتك:
وأشار أستاذ علم النفس إلى ضرورة ترابط الأسر والحفاظ على ثقافتها وعاداتها بالتواصل الدائم مع أبناءهم ومعرفة طرق تفكيرهم وترك لهم حرية التصرف في أمورهم عند البلوغ لكي يعتمدوا على أنفسهم بطريقة صحيحة دون النظر وأخذ ثقافتهم كاملة من الغرب، وتقرب الأم من بناتها وخاصة المراهقات لخطورة هذه المرحلة، ومعرفة حياة أولادك العاطفية وتعزيزها إن كانت في إطار الشرع والعرف، وعدم رفض رغباتها وإجبارها على عوامل ليست موافقة لشخصيتها، فحرية الرضا خير من حرية الاضطرار ولجوءها إلى الفرار والطفش.
اقرأ أيضًا..