رغم الإلزام القانوني.. لماذا لا تتوفر حضانات في أماكن العمل؟
الثلاثاء 19/أكتوبر/2021 - 11:06 ص
بدأت رحلة هبة، موظفة وأم لطفلين، في البحث عن حضانة وابنها الأول في عمر 4 أشهر، تقول هبة أنها اضطرت لترك طفلها في الحضانة لانتهاء إجازة الوضع المقررة لها، وضعت هبة النظافة والاهتمام والتعقيم على رأس معاييرها في اختيار الحضانة المناسبة للطفل، وتكمل اختيار حضانة بهذه المعايير مكلف للغاية فالطفل الواحد تصل مصاريفه إلى 1000 جنية شهريًا وهو رقم مرتفع بالنسبة لها، مضيفة أنها في حال تأخرت عن استلامهم في الموعد المتفق عليه تضطر لدفع مبالغ إضافية.
تلجأ "هبة" لنظام داخل الحضانة يسمى "الباقة" تدفع خلاله نصف شهر فقط، بينما تضطر في النصف الآخر إلى الحصول على إجازات بالتبادل مع زوجها، ولكن في بعض الأحيان يكون حصولهما على إجازة أمر صعب لذا تقوم باصطحاب أحد الطفلين معها لمقر العمل بينما يقوم الأب باصطحاب الطفل الآخر.
يلزم قانون العمل المصري، قانون رقم (12) لسنة 2003 صاحب العمل بتوفير دور حضانة للعاملات في المنشأة الخاصة به، يقول القانون في المادة رقم (96):
"على صاحب العمل الذي يستخدم مائة عاملة فأكثر أن ينشئ دار للحضانة لرعاية أطفال العاملات بالشروط والأوضاع التي تحدد بقرار من الوزير المختص.
كما تلتزم المنشآت التي تستخدم أقل من مائة عاملة في منطقة واحدة أن تشترك في تنفيذ لالتزام المنصوص عليه في الفقرة السابقة بالشروط والأوضاع التي تتحدد بقرار من الوزير المختص".
لم تكن "هبة" على علم بوجود هذا القانون وخاصة أنه غير مطبق في محيطها، معلقة أنها لم تسمع من قبل عن مكان أو جهة عمل قامت بتطبيق الأمر وتجد تنفيذ جهة عملها لهذا الأمر صعب فالمكان لا يوجد به 100 عاملة كما أن موقع جهة العمل يقع بعيد عن باقي المنشآت التي يمكن أن تشترك معه في توفير دار للحضانة، ولكنها مع ذلك أن تنفيذه أمر مريح للغاية فهي ستكون قادرة على رؤية اطفالها والاطمئنان عليهم بسهولة.
تقوم أماني عبده، مدرسة لغة إنجليزية وأم لطفلين، بترك طفليها لزوجها أو ولدتها حين تذهب لعملها، موضحة أنها لم تلجأ لحضانة لعدم إحساسها بالاستقرار في مكان إقامتها بالإضافة ما ستجد مع ظهور فيروس كورونا، لم تعلم أماني عن تواجد قانون يسمح لها بتواجد في أطفالها في حضانة قرب مكان عملها، قائلة أن ذلك سيوفر لها الراحة ويجعل أولادها تحت نظرها.
اقرأ أيضًا..
قالت النائبة ابتهاج الطوخي، عضو لجنة التضامن الاجتماعي والأسرة والأشخاص ذوي الإعاقة، أنها ليست على علم بتواجد هذه المادة، مضيفة أن الأم تجد صعوبة في إيجاد مكان آمن على الطفل لتتمكن من أداء عملها، موضحة أن تفعيل تلك المادة أمر صعب فبعض أصحاب العمل لا يقومون بالتأمين على العاملين، لذا ترى أن الأمر يحتاج لوعي من العاملين لمعرفة حقوقهم والمطالبة بها.