مروة فؤاد تكتب: اتكلم عربي
تابعت كغيري المبادرة التي أطلقتها وزارة الهجرة المصرية لربط أبناء المصريين بالخارج بوطنهم وتعليم اللغة العربية وهى المبادرة المعروفة بإسم "اتكلم عربي"، والتي أخذت صفة المبادرة القومية.
واستجاب لها بالفعل ٣٠ مليون مصري بالخارج وشاركوا فيها وهذا جهد محمود بالتأكيد، ولكن ما هالني وأدخل الوجع في قلبي هو حال اللغة العربية من ضياع داخل وطنها الأم.. وكان من الأجدر بنا أن نطلق هذه المبادرة داخل مصر أولًا.. أم أنكم لا تلاحظون الضياع الذي حل باللغة العربية بين المصريين؟!.
ألا ترون كم التغريب وضياع الهوية العربية التي يمارسها ابناء الشعب المصري سواء عن عمد أو عن غير قصد؟!، ألا ترون الطفل والشاب الذى لا يسطتيع التحدث باللغة العربية بشكل جيد ولا حتى يستطيع كتابتها؟!.
ألا ترون كافة المسئولين الحكوميين في خطبهم وخطاباتهم كيف ينطقونها؟!.. ألم تلاحظوا كم الأخطاء اللغوية التي نسمعها ليل نهار في الجامعات وعلى الشاشات وفي كل مكان؟!.
ألا ترون التباهي بتعلم اللغة الأجنبية بين الطلاب وإهمال اللغة العربية في المدارس؟!.. فقد أصبحت المدارس العربية عار بين المتقدمين للتعليم.. أتمنى أن تفيقوا ونفيق جميعا.. فاللغة العربية تضيع في أوطانها.
الغريب في الأمر أن الكثيرين قاموا بتغيير ملفهم الشخصي عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة بشعار هذه المبادرة وهم من غير المغتربين ولا يقيمون خارج مصر أساسًا إنما فعلوا ذلك من قبيل ركوب الترند، كما يسمونه دون أدراك حقيقي للمعاني والأهداف.. والدليل على ذلك ان معظم من تبنوا المبادرة على صفحاتهم ستجد أسمائهم مكتوبة باللغة الإنجليزية وليس العربية.
وأكاد أجزم أن كثير ممن رفعوا شعار هذه المبادرة على صفحاتهم لايستطيعون التحدث بشكل سليم باللغة العربية أو يعربون جملة تامة مثلًا.. ولكن هذه الأمور أصبحت سمة العصر الحالي.. فالمهم هو الشكليات بعيدًا عن بواطن الأمور وجوهرها.
ابدأوا بداخلكم قبل أن تُعلموا المغتربين.. تكلموا العربية لأنكم عرب وعروبتكم فخر لكم سواء كنتم في الداخل أو في الخارج.