والدة ضحية «لص القطار» تروي لـ«هير نيوز» اللحظات الأخيرة في حياة نجلها
الخميس 30/سبتمبر/2021 - 07:21 م
محمد على
داخل عربة القطار القادم من المنصورة للمحلة ليلًا بدأت فصول الجريمة، أمجد الرفاعي شاب صغير، 17 عامًا، طالب بالثانوية العامة يقف وسط أصحابه بجوار باب العربة يمزحون ويضحكون ويتبادلون أطراف الحديث بعد عناء يوم طويل قضوه في مدينة المنصورة لشراء ملابس جديدة والتنزه، اقترب القطار من محطة سمنود، على بعد خطوات بسيطة منهم كان يقف أحد الأشخاص مريب الشكل والتصرفات، أتى كمسري القطار من بعيد لمراجعة التذاكر فاختفى هذا الشخص وما أن مر الكمسري حتى ظهر مرة أخرى، وضع أمجد يده في جيبه وأخرج هاتفه المحمول، لم يكن يدري ما يخفيه له القدر، اقترب منه هذا الشخص المريب وانتظر حتى تأتي اللحظة المناسبة لكي يسرق الهاتف، وقف القطار في محطة سمنود لثوان، حانت اللحظة، استغل هذا الشخص انشغال أمجد مع أصدقائه في الحديث بعد أن أعاد هاتفه لجيبه مرة أخرى، اقترب منه مستغلًا الظلام وعدم وجود زحام بالقطار وتمكن في لحظات من سرقة الهاتف وتوجه ناحية الباب لاستغلال فرصة تهدئة القطار، اكتشف أمجد سرقة هاتفه ولاحظه وهو يسير بسرعة فأسرع ورائه، وأمسك به وتجمع الركاب حوله لمنعه من الهرب حتى يتم تسليمه للشرطة، حاول المتهم الفرار إلا أن أمجد لاحقه ووقف أمامه حتى لا يقفز من الباب فما كان من اللص إلا أن قام بدفعه خارج القطار ليسقط أسفله وهو يسير ببطء عند قرية محلة خلف وانشغل الجميع في الواقعة بينما فر اللص هاربًا ونجح رجال الشرطة من ضبطه.
على الفور انتقل ضباط المباحث لمكان الواقعة للمعاينة ويتم نقل الشاب لمستشفى سمنود المركزي لسرعة علاجه ويقوم الأطباء بإجراء عملية لبتر قدمه إلا أنه حالته تدهورت ولفظ أنفاسه الأخيرة وسط ذهول أصدقائه وأقاربه، وفي مشهد جنائزي مهيب شيع المئات من أهالي مدينة المحلة الكبرى جثمان الشاب الضحية أمجد الرفاعي إلى مثواه الأخير.
التقينا مع والدته التي لم تتمالك نفسها والدموع تنهمر من عينيها قائلة بصوت مكلوم "عايزة حق ابني، ابني مات في واقعة غدر وحقه لن يضيع.
وأضافت، "ابني سافر مع أخوه التوأم وزملائهم لشراء ملابس جديدة من مدينة المنصورة وعندما اتصلت به للاطمئنان عليه أبلغني شقيقه أن أمجد عمل حادثة، وأسرعت للاطمئنان عليه لكنى وجدته فى حالة خطيرة، لم أتمالك نفسي وقتها وقعدت بجواره وقبلته ودعوت له على أمل أن يفيق وأتحدث معه ويعود للمنزل، إلا أنه مات في المستشفى، مرددة "حسبنا الله ونعم الوكيل في اللي قتله وربنا ينتقم منه ".
اقرأ أيضًا..
أما والده فقال أنه في حالة ذهول ولم يصدق ما حدث لنجله خاصة أنه شاب في مقتبل العمر ومحب للحياة ولم يفعل أدنى ذنب لكي يكون هذا جزاؤه بل أنه دافع عن نفسه وعن هتافه ولم يستسلم فكان جزاؤه القذف من القطار على يد شخص معدوم الضمير.