صاحبة المعالى

«القديسة فيرينا».. المصرية التي علمت أوروبا النظافة

الإثنين 27/سبتمبر/2021 - 01:12 م

مها النجار

أول سبتمبر من كل عام، تحيي مدينة تسورتساخ بزيورخ السويسرية، ذكرى القديسة القبطية المصرية "فيرينا"، والتي يوجد لها العديد من المزارات هناك.

وللدكتور محمد عبد الشافي المغربي، أستاذ تاريخ العصور الوسطى، بجامعة جنوب الوادي، دراسة عن القديسة فيرينا، يذكر فيها أن القديسة أتت من قرية فقيرة تابعة لمركز قوص بصعيد مصر، ولدت لأبوين مسيحيين، وتربت على الأخلاق والعفة والطهارة، واشتهرت عندما خرجت مع الكتيبة الطبية الرومانية إلى أوروبا، والتي أباد الإمبراطور مكسميان من فيها من الرجال، الذين رفضوا التبخير مع كهنة المعبد، وتم تسريح الممرضات، إلا فيرينا وبعض العذراى رفضن الرجوع، وأقمن في كهف واقع على الحدود الألمانية السويسرية.

ومع مرور الأعوام، تولى الحكم الإمبراطور قسطنطين الذي اعتنق الدين المسيحي، فأصبحت المسيحية من الديانات المصرح بها رسميًّا في الإمبراطورية الرومانية، فدفع هذا فيرينا إلى الخروج والتبشير بدينها بكل اطمئنان.

أيقونة القديسة فيرينا

وبخصوص أيقونة القديسة فيرينا، فيذكر دكتور سمير فوزي جرجس، أن التقاليد اعتادت رسم القديسة ممسكة في إحدى اليدين دورق ماء، وفي الأخرى تمسك بالمشط المزدوج "الفلاية" ذا الأصول المصرية الفرعونية، تعبيرًا عن حرصها على النظافة الجسدية المادية، تمامًا كما تحافظ معنويا على مبدأ العفة والطهارة الروحية، وذلك في وقت كان فيه الاستحمام والنظافة الشخصية، أمرًا غير شائع في أوربا العصور الوسطى، التي انتشرت بها الأوبئة جراء هذا.

وتذكر الكتب لفيرينا عدة كرامات، منها معجزة توسلها إلى الله كي ينظف المكان التي حلت به من الحيات التي تسعى فيه، فاستجاب الله لرجائها وهربت الحيات، وأَمِنَ الناس. إلى جانب معجزة تحويل الماء إلى نبيذ.

وتركز المصادر التاريخية على "معجزة أكياس الخبز"، حينما لم يكن لدى فيرينا وزميلاتها أي خبز، ففي الوقت الذي كانت المخاوف تجوب قلب صديقاتها، لم تشك هي في كرم الرب، فقامت للصلاة وناجته قائلة:

"يا الله، يا من تهب صنيعة يديك ما يحتاجون إليه، أنت ترى ما ينقص بنوك وتعلم ما نحتاجه للبقاء على قيد الحياة..."، وبعدما انتهت من الصلاة، سرعان ما عثر الحضور على 40 كيسًا من الدقيق.

وتفوق شعبية فيرينا، شعبية أغلب القديسات الشهيرات بأوروبا، وتوجد بأماكن متفرقة من أوربا مزارات عدة لها، إلى جانب عدد كبير من الكنائس التي اتخذت من اسم "القديسة فيرينا" اسمًا لها.