60 ألف سيدة فوق الـ 100 عام في اليابان..وعلماء: النساء الأطول عمرًا
أعلنت وزارة الصحة والعمل والشؤون الاجتماعية اليابانية مؤخرا عن وجود 80450 نسمة من المعمرين في الدولة، بناءً على بيانات تسجيل المقيمين اعتبارًا من 1 سبتمبر 2020، وتمثل النساء غالبية المعمرين بنسبة 88.2٪ بزيادة قدرها 9176 شخص عن عام 2019.
وأكدت الوزارة أنه لأول مرة يتجاوز عدد المعمرين فى الدولة رقم 80 ألف شخص أعمارهم 100 عامًا أو أكثر على مدار الخمسين عامًا الماضية، ومن المعلوم أن اليابان تشتهر على مستوى العالم بمتوسط العمر المتوقع الطويل.
ويبلغ عمر أكبر امرأة معمرة في اليابان، وهي "تاناكا كين" البالغة 117 عامًا من محافظة فوكوؤكا، وفي مارس 2019، اعترفت موسوعة جينيس للأرقام القياسية بها رسميًا بأنها أكبر معمرة في العالم.
وفي 19 سبتمبر الماضى، أصبحت أكبر يابانية سنًا على الإطلاق بعمر 117 عامًا و261 يومًا، فى حين يبلغ أكبر رجل معمرًا فى اليابان وهو "أويدا ميكيزو" من العمر 110 عامًا من محافظة نارا.
يذكر أنه في عام 1963، سنت الحكومة اليابانية قانون الرعاية الاجتماعية للمسنين، حيث كان يوجد عدد 153 شخص من المعمرين في جميع أنحاء البلاد، وتجاوز هذا الرقم 1000 في عام 1981، ووصل إلى 10آلاف في عام 1998، ومنذ ذلك الحين استمر في الارتفاع باطراد، ولأول مرة هذا العام، كانت هناك زيادة سنوية بأكثر من 9000 شخص أصبحوا من المعمرين، وأرجع المتخصصون ذلك إلى ارتفاع عدد المواليد في عام 1920 بشكل أساسي مقارنة بالسنوات السابقة.
وتحتل محافظة "شيماني" المرتبة الأولى، حيث تضم أعلى نسبة من المعمرين لكل 100 ألف نسمة هي عند 127.6، أي أكثر من ثلاثة أضعاف تلك الموجودة في أدنى محافظة وهى "سايتاما" بنسبة 40.01، ويتميز غرب اليابان الذى يغلب عليه الطابع الريفى بنسب أعلى للمعمرين من شرق البلاد الذى يغلب عليه الطابع الحضرى.
وأرجع بعض الخبراء ظاهرة تنعم النساء، في جميع أنحاء العالم، بأعمار أطول من الرجال إلى أن الرجال يرهقون أنفسهم بالعمل، فيحفرون قبورهم بأنفسهم مبكرًا، خاصة هؤلاء الذين يعملون في منجم، أو في زراعة الأرض، وذلك لأنهم يعرضون أجسامهم إلى مجهود إضافي، ثم يكدسون الإصابات التي تعرضوا لها لتظهر في أواخر أيامهم.
وعلى العكس رفض بعض الخبراء هذا الرأى، مؤكدين أن هذا المبرر أصبح غير منطقى، لأن كليهما يستقران في أعمال متشابهة حاليا، ويعتمدان فيها على الجلوس كثيرًا، ومع ذلك النساء يعشن أطول من الرجال مستشهدين بما حدث فى السويد، وهو البلد الذي يوفر أكثر السجلات التاريخية المعتمدة، ففي عام 1800، كان متوسط العمر المأمول عند الولادة هو 33 عامًا للنساء و31 عامًا للرجال؛ واليوم أصبح ذلك 83.5 للنساء، و79.5 للرجال.
ورأى البعض أن هناك عوامل أخرىى، فعوامل مثل التدخين، وتناول المشروبات الكحولية، والإفراط في الأكل توضح لنا جزئيًا سبب ازدياد الفارق الكبير بين الجنسين باختلاف البلدان، مستشهدين بالإحصائيات التى تؤكد أن الرجال الروس يموتون قبل النساء الروسيات بفارق 13 عامًا، ويعود السبب في ذلك، جزئيًا، إلى أنهم يدخنون أكثر ويشربون الخمر بكميات أكبر.
وحاول العلماء الوصول إلى إجابة لهذا السؤال فقاموا بدراسة الحيوانات لعلهم يصلون لنتيجة تهديهم للحقيقة فاكتشفوا أن إناث قردة الشمبانزي والغوريلا وإنسان الغاب والجيبون أيضًا تعمر أكثر من الذكور في أصنافها، وبالطبع فمبرر التدخين أو الإفراط فى تناول الكحوليات هذا غير مقبول مع هذه.
وتوصل العلماء إلى أن عملية نشوء الإنسان وتكوينه، وأن العوامل الاجتماعية ونمط الحياة أيضا له تأثير بنسبة ضئيلة، موضحين أن البداية من مجاميع المادة الوراثية، والتي تُعرف باسم الصبغيات (أو الكروموسومات)، الموجودة ضمن كل خلية، حيث توجد تلك الكروموسومات في شكل أزواج، وللإناث زوجان من الكروموسومات "إكس"، وللذكور كروموسوم "إكس" و"واي"، وهذا الاختلاف هو ما يغير بمهارة الطريقة التي تعمر بها الخلايا، فبامتلاك النساء كروموسومين من نوع "إكس"،فإنهن يمتلكن نسخًا مزدوجة من كل جين (مُورِثَة)، أي أن لديهن احتياطيا في حال اختلال عمل أحدها.
أما الذكور فليس لديهم ذلك الاحتياطي، والنتيجة هي أن عمل العديد من الخلايا قد يصيبه الاختلال عبر الزمن، مما يجعلهم معرضين بشكل أكبر لمخاطر الإصابة بالأمراض.
كما أكد العلماء أن "قلب المرأة الراكض" هو السبب، حيث يتسارع معدل ضربات قلب المرأة خلال النصف الثاني من الدورة الشهرية، مما له نفس منافع القيام بتمارين معتدلة، وينتج عن ذلك تأخير مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية في مراحل لاحقة من الحياة.