السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

زواج الأقارب "خطر" يسبب أمراضاً وراثية.. و"القومي للمرأة" يفشل في إيجاد الحل

الثلاثاء 22/ديسمبر/2020 - 04:13 م
هير نيوز


تباينت الآراء حول زواج الأقارب في مصر، إذ اتفق البعض أنه فرصة لتعزيز أواصر القربى وتوطيد العلاقة بين الأسر، وامتداد للأسرتين لكونه يساهم في إنجاب أبناء يحملون اسم عائلة الزوجين معًا، كما أنه يحافظ على ميراث العائلة، ولكن يرى فريق آخر أنه أحد الأسباب الرئيسية في الأمراض الوراثية للأطفال. 

5 ملايين مصري يُعانون أمراضًا وراثية 

من ناحيتها، أكدت الدكتورة غادة القماح رئيس مركز الوراثة الإكلينيكية بالمركز القومى للبحوث، أن نسبة زواج الأقارب في مصر ما بين 23 لـ 52% وبالتالي فإن 33% نسبة زواج الأقارب في مصر، كما أن نسبة حدوث الأمراض الوراثية 4.5 لـ 5%، بمعدل 5 ملايين مصري يعانون أمراض وراثية.

قانون الكشف الطبي قبل الزواج لا يُطبق 

ومن جانبه، قالت الدكتورة هالة منصور، أستاذ علم الاجتماع، إن الدراسات الأخيرة تُثبت تغيير الثقافات المجتمعية للمحافظات النائية والمُتطرفة بشأن زواج الأقارب، ويرجع ذلك إلى خروج البنات للعمل واستخدام التكنولوجيا الحديثة ومواقع السوشيال ميديا المُنتشرة بكثرة، وكل ذلك وبشكل كبير في تقنين عملية زواج الأقارب في الريف والمناطق الشعبية. 

وأكدت منصور، في تصريح خاص لـ"هير نيوز"، أن تقنين مساحات الأراضي الزراعية ساهمت وبشكل كبير في انخفاض معدلات زواج الأقارب، ليُصبح الاختيار ليس بسبب الأقارب أو الميراث وإنما بسبب الفرصة الأفضل لشريك الحياة، لافتة إلى أن السبب الثاني في القضاء على الظاهرة يرجع إلى سن عدد من القوانين المهمة منذ 15 عامًا، والخاصة بالكشف قبل الزواج؛ لقياس احتمال الأمراض الوراثية التي من الممكن أن تنتج نتيجه زواج الأقارب. 

وأشارت أستاذ علم الاجتماع، إلى أن قانون الكشف قبل الزواج لم يتم تطبيقه على أرض الواقع، خاصة وأن البعض يقوم بتفسيره بأنه إجراء ورقي مُكمل لإجراءات الزواج فقط؛ ولذلك لابد أن يتم وضع بعض الضوابط القانونية وثقافة مجتمعية لدعم هذا الأمر، ويأتي ذلك بهدف حماية الأطفال من الأمراض الوراثية، ولضمان الحالة الصحية للزوج والزوجة. 

زواج الأقارب يتسبب في الأمراض الوراثية

وأوضحت أنه لم يصبح هناك في مصر ما يسمى بالمجتمع المُنغلق في أقصى الريف أو المجتمعات البدوية، ويأتي ذلك بعكس العصور السابقة، ويرجع ذلك إلى انتشار التعليم الأهلي وغير الرسمي وارتفاع نقل أنماط الحياة، مُتابعًا: "اختلاط الولد والبنت في سوق العمل ساهم في تغير ثقافة البدو وتكوين علاقات حب مما تؤدي إلى الزواج".

وأضافت أن زواج الأقارب ينقسم إلى نوعين أولًا: زواج الأقارب المُباشر وهم أولاد العم وأولاد الخالة يحملون مشاكل وأمراض وراثية، أما النوع الثاني زواج الأقارب من الدرجة الثانية ويُعتبر من أبرز أنواع الزواج المُفيد للجسم الفسيولوجية.

مهاجمة القومي للمرأة بسبب زواج الأقارب 

وفي ذات السياق، تابعت الدكتورة سحر ربيع، مقررة للمجلس القومي للمرأة بمحافظة أسيوط: "في الأرياف والقرى البنت تتزوج ابن عمها من أجل الميراث، لتُصبح مُحتلة قبل وبعد الزواج"، مؤكدةً أنه لابد من تكاتف مؤسسات الدولة لمكافحة العادات والتقاليد الموروثة والأفكار السلبية والاحتلالية لحقوق المرأة.

وعن دور المجلس القومي للمرأة، قالت: "لو اتكلمنا في الموضوع دا بشكل صريح في القرى يتم مهاجمتنا، ولذلك يندرك هذا الملف التوعوي ضمن ملفات وقضايا أخرى لإقناع الأهالي بالإقلاع عن زواج الأقارب"، مؤكدةً أن مكافحة زواج الأقارب يحتاج إلى كثير من الوقت لاقتلاع هذه الظاهرة من جذورها.