العروس المغتربة.. بسمة تحكى قصتها مع السفر والخطوبة الـ "أون لاين"

كل فتاة تنتظر يوم خطبتها لتحضر له وتفرح مع عائلتها وأصدقائها، إلا أن الأمر مع بسمة كان مختلفًا، فحفلة الخطبة تمت وحضر الجميع ماعدا العروس، حيث وجدت بسمة نفسها لا تستطيع حضور خطبتها، فكيف حدث ذلك؟، هو ما ستقصه علينا بسمة بنفسها.

بسمة حسين صاحبة الـ31 كانت تعيش في محافظة الإسكندرية وتخرجت من كلية التربية الرياضية قسم تدريب سباحة، واختارت هذا التخصص لأنها تريد السفر للخارج، ووجدت أن هذه الكلية ستتيح لها فرصة السفر، وبالفعل نجحت في الحصول على فرصتها لتغادر إلى المملكة العربية السعودية منذ 2011م، لتستقر حياتها هناك.

روت "بسمة" تجربتها قائلةً، " كنت أعمل منذ عامي الجامعي الأول وحين تخرجي قدمت فى مكاتب السفريات وأجريت مقابلات كثيرة، وبسبب عملي طيلة سنوات الدراسة وما بعدها فكان لدي خبرة كبيرة في سن صغير، لذا نجحت في الحصول على فرصة السفر بعد تخرجي بعام، حيث سافرت إلى الرياض كمدربة سباحة وأيروبكس وأكوا " في الرياض.

رغم رغبتها في السفر، إلا أن بسمة لم تنكر أن الأمر كان صعبًا في بدايته، حيث قالت، "هذه أول مرة أسافر فيها دون أحد خارج الوطن، في البداية كان الوضع صعبًا، ثم تأقلمت وأحببت الحياة هنا، لأني كنت أقوم بالعمل الذي أحبه، ولدي إجازة كل عام أعود بها إلى مصر، فلا أفتقد الوطن، فكنت أستغل الوقت في الفسح بالأماكن المختلفة "

فرحة أون لاين

ظلت بسمة بالرياض لمده 5 سنوات، كان همها هو العمل وتطوير ذاتها، إلا أن القدر فاجأها بقصة حب، في كل تفصيلة منها يحدث شئ أكثر غرابة عما كانت تتوقعه، فتروي لنا "بسمة" كيف التقت بسمة بشريك عمرها قائلةً، " جوزى كان شغال معايا فى مصر سنة قبل ما أسافر وعمرنا ما عبرنا بعض أصلًا،وأنا سافرت ٢٠١١م،وهو بالصدفة سافر نفس البلد فى ٢٠١٢م، وأنا معرفش طبعا، لحد ما لقى بروفايلى عالفيس تقريبا آخر ٢٠١٤م، كان فى أصدقاء مشتركين بينا وظهر friend suggestion وحاطة صورتى فعرفنى وبعتلى بقى هاى وإزيك وإنتى بسمة اللى كنتى شغالة معايا وكان بيتلكك كل يوم ويكلمنى ومرة الفيس اتعطل وطلب الواتس، والواتس اتطور لاتصالات والاتصالات مقابلات، هما مقابلتين كدة وبعدين كلم أهلي "

العروس المغتربة

كانت أسعد لحظات حياتها ولكن هناك من أفسد عليها تلك اللحظة، فبسمة لم تحضر قراءة فاتحتها، حيث قالت، " صاحبة المكان الذي أعمل به رفضت إعطائي إجازة وقتها، وهو استطاع أن يأخذ إجازة من عمله، وتمت قراءة الفاتحة وأنا أتابعهم على الفيس بوك، وقامت صديقاتي بالاحتفال بي في الجيم وأحضرن له تورتة".

وتابعت، " بقيت كل بريك أخده أطلع اتصل بيهم فيديو وأشوف بيعملوا إيه وهم هايصين طبعًا وحفلة وأغانى وأنا محضرتش كل ده، كل حاجة فى جوزانا كانت غريبة، من أول الصدفة اللى جمعتنا في الرياض، رغم أننا قعدنا سنة نشوف بعض كل يوم فى مصر، وأنه يقرأ فاتحتي وأنا مش موجودة ".

واستطاعت "بسمة" أخيرا الحصول على إجازة، فقررت الاحتفال بخطبتها مع كتب كتابها في نفس الوقت، وهو الأمر الذي لم يحدث لأحد في عائلتها على حد قولها، وذكرت لنا بسمة السبب، قائلةً، " هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كانت تلقي القبض على الأشخاص غير المتزوجين، لدرجة أننا كنا نخرج بجدول معين فى مكان معين، فهو يحدد المكان المناسب ويأتي ليعطيني الشكولاته أو يعزمني على أي شئ ويذهب سريعًا، فهنا لابد أن يكون مع الخطبة كتب كتاب لأن ممكن في أي لحظة، يتم إيقافهم بالشارع ويقبض عليهم، لدرجة إني مرة كنا جالسين أنا وزوجي في مكان وكنا نتبادل الضحك فطلبوا لنا الأمن ليقبض علينا "

فقدان الأم غربة آخرى

تستعد "بسمة" لليلة عمرها، تستعد ومشاعر الفرح والحب مسيطرة على كيانها، ليحدث لها صدمة عمرها تتذكر تلك اللحظات قائلةً، " ليس هناك أصعب من فقدان الأم، فهي من جهزت معي الفستان والقاعة وكل شئ وكان يتبقى على فرحي ٢٠ يومًا، ثم توفيت وبعدها بخمسة أيام توفيت جدتي، ومنذ تلك اللحظة كل شئ انتهى والفرح ألغى وسافرت مباشرة، ومنذ ذلك الحين لم آتي إلى مصر فوالدتي توفيت وليس لي أحد لأذهب إليه "

تجربة مفيدة

بسمة ترى الغربة تجربة مفيدة وعلى الجميع أن يخوضها، حيث قالت، " الغربة أفضل كثير جدًا جدًا جدًا، سواء كنت غير متزوجة أومتزوجة، ونصيحتى للفتيات أن يسافرن لو أتيحت لهن الفرصة، ليتعرفوا على أناس جديدة وجنسيات وثقافات مختلفة.

وأضافت، " اختلفت كتيرًا جدًا، فأنا كنت خجولة جدًا وكانت ثقافتى محدودة ومعارفى محدودة، والآن شخصيتى أصبحت قوية جدًا وأطالب بحقوقى مهما حصل وأصبحت جريئة أكتر من الأول، والبنات اللواتى يحببن السفر، أقول لهن، يجب أن تأخذن الريسك وأنتن صغار، فالفتاة تستحق أن تعيش الحياة بحلوها ومرها.