عزة فتحي تكتب: الإنترنت وجرائم تستهدف أطفالنا
يُساهم الإنترنت بما يُبيحه من كُتمان هوية المُستخدم في تسهيل عملية استدراج الأطفال، وارتكاب جرائم خطيرة ضدهم، حيث تُعد جرائم الإنترنت أو ما يسمى بـ "cyper crime" من الجرائم الحديثة والذكية، والتي سٌميت بذلك لإنها تتم من خلال التكنولوجيا التي انتشرت في عالمنا المعاصر وأصبحت خطرًا يهدد الجميع، ولكن الأخطر على الإطلاق هو استهداف الأطفال في غفلة من الآباء المشنغلون عنهم، إما بالبحث عن لقمة العيش، أو بالإنهماك في متابعة السُوشيال ميديا، وترك الأطفال للمهووسيين والمجرمين الذين يتربصون بهم بما إنهم الفئة الأضعف لصغر سنهم وقلة خبراتهم.
ومن ثم يمكن التغرير بهم ونشر صورهم وإعطاء الأمر لهم بالتعري أو بأداء أفعال مُعينة غير أخلاقية من خلال الدردشة أو من خلال الألعاب الإلكترونية، كما يعرض عليهم أفلاما إباحية وتداولها فيما بينهم، وهذا يسهل لبعض الأفراد أو العصابات الاستغلال الجنسي للأطفال بالإضافة إلى الوصول لمعلومات عن الأسرة واستغلال هذه المعلومات فى أعمال النصب والسرقة، كما يمكن غرس بعض الأفكار المُتطرفة في عقول هؤلاء الأطفال والمُراهقين وتجنيدهم في الشبكات الإرهابية.
والحقيقة أن كل هذه الجرائم نبهت لها كافة الأجهزة الشرطية المحلية والعالمية بما فيها الإنتربول، لذلك يجب متابعة الأطفال وعدم تركهم بمفردهم لأوقات طويلة ومحاولة معرفة ماذا يفعلون بالضبط ومع من يتحدثون عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ومعرفة أي الأفلام يشاهدون، والحرص على مناقشتهم والحوار الدائم معهم لمعرفة مايدور بعقولهم ومحاولة الإجابة عن أسئلتهم، وإذا تعذر معرفة الإجابة فيجب ان نعتذر لهم مع الوعد بالبحث لمعرفتها، ثم تحديد وقت للإجابة فعلا عن الأسئلة.
إن احتواء أطفالنا هو مُهمتنا الأولى حتى لا يلجأوا إلى من لا يراعي الله فيهم، وأخيرًا أحب أن أقول لكم إن أبنائنا هم ثروتنا، فلنهتم بهم ونحافظ عليهم.