مي الغزالي.. حينما تبتكر الأنثى من الأثاث علم يُدرّس
لم تكن فكرتها وليدة الصدفة.. حُلم راودها منذ طفولتها ليتحول إلى حقيقية في عقدها الـ20 من عمرها، وتصبع صاحبة ورشتين لإنتاج الأثاث المنزلي وفنون الديكورات المختلفة، فحرفتها تحويل الخشب إلى ديكور للتزيين المنازل، صنع منها النجومية.. هكذا هى مي محمد الغزالي، التى دخلت مجالا كان لسنوات طويلة مغلقًا على الرجال فقط.
- هل صناعة الأثاث بالنسبة لك هواية أم علم؟
طبعا كان هواية وعشق.. لكني حولته إلى علم فالتحقت بكلية الفنون الجميلة، ثم بعد ذلك تخصصت في قسم الديكور بجامعة الإسكندرية، ومن المؤكد أن خبراتي زادت بعد دراستي لعلم الديكور والفن في الكلية.
- كيف كانت بدايتك مع حرفة صناعة الأثاث المنزلي؟
كنت أحلم منذ طفولتي بأن أتقن صناعة الأثاث، وأعشق فن الديكورات منذ الصغر، وتحول الحلم إلى حقيقة بعد التحاقي بكلية الفنون الجميلة، فأنا مؤمنة أن تصنيع الأثاث ليس حكرًا علي الرجال فقط، وأن المرأة من الممكن أن تُبدع فيه لأنه يعتمد على الفن والذوق العالي والمرأة طبعا متفوقة على الرجال فى ذلك، فقمت بالعمل في بعض الورش والشركات المتخصصة في هذه الصناعة كعمل إداري لكن لحبي لهذه الصناعة، كنت أتابع كل كبيرة وصغيرة، وأتعلم واكتسبت الخبرات الكافية في الصناعة والتعامل مع صانعي الخشب والأثاث، وأيضا في التعامل مع العملاء والزبائن مما جعلني أكتسب الخبرة الكافية لإنشاء مشروعي الخاص.
- من قام بتشجيعك للبدء في المشروع؟
فى الحقيقة حصلت على دعم وتشجيع كبير للغاية من والدتي وأهلى للتمسك بحلمي، وأيضًا بعد ذلك زوجي الذي ساندني في الكثير من المواقف من الناحية النفسية والمعنوية.
- ماهى الصعوبات التي واجهتك في بداية مشروعك؟
واجهتني صعوبات كثيرة في البداية، فالرجال ينظرون دائمًا بنظرات إستقطاب وسخرية فكيف لامرأة أن تعمل في هذه المهنة التى يسيطر عليها الرجال، ثم بعد ذلك تلقيت ضربة قوية بوفاة والدتي رحمها الله فدخلت في حالة من التعب وعدم المقدرة على مواصلة النجاح وابتعدت عن المهنة لعدة شهور، حتى قام زوجي بتشجيعى للبدء في العمل مرة أخري، كما واجهتني صعوبة فى كيفية التعامل مع العمال والصنايعية داخل الورشة لتنفيذ ما أطلبه منهم بدقة بحيث يكون المنتج بنفس الشكل والمواصفات التى يحتاجها العميل.
- هل عملك فى الورشة أثر على حياتك الأسرية؟
بالفعل كنت اعانى فى بداية العمل لتحقيق التوازن بين العمل والأسرة، فأنا أحاول النجاح فى مشروعى واثبت ذاتى، وفى نفس الوقت أحافظ على استقرار أسرتى وفى النهاية نجحت والسبب هو وقوف زوجى ورائى وتفهمه لطبيعة عملى حتى اصبح هو الآخر عاشقا لصناعة الأثاث وشاركني في حلمي.
- مراحل عمل الأثاث داخل الورش؟
نقوم بعدة مراحل منها تحديد الذوق العام للعميل لمسعدتها فى الحصول على منتج جميل، ثم ناخذ مقاسات الشقة ثم مرحلة التنفيذ
وبعد الأنتهاء من المنتج تتم عملية المعاينة فى الورشة قبل تسليمة للعميل، وأيضا المعاينة داخل شقة العميل بعد نقل العفش للاطمئنان أن المنتج ليس به أي خدوش.
- كم عامل يعمل بالورش؟
لا يوجد عدد ثابت للعمال فى الورشتين، لأن الحرفة لا تحتاج عدد كبير من العمال بل تحتاج إلى الصنيعى الماهر الذى يحبها ليست لجلب المال فقط بل لأنها فن خاصة فى تقطيع وتشطيب الديكورات.
هل تأثرت صناعة الأثاث بأزمة كورونا؟
ألازمة أثرت بشكل كبير جدا على العمل خاصة بعد إعلان الحظر، وعند انتشار الوباء ضعفت عملية الشراء والبيع وقل العملاء بشكل ملحوظة بسبب عدم توافر المناسبات والأفراح، وأيضا عدم توافر المخازن الكافية لتخزين الأثاث لن العميل كان بيخاف ينزل يتعامل ويأخذ المنتج، وكان فى عدم التزام باستلام وتنفيذ بعض المنتجات للعملاء سببت فى خسائر وأزمات كبيرة.
- رسالتك للمرأة؟
رسالتي بسيطة تمسكي بحلمك وهدفك وسوف تصلى لحملك بالاصرار ومواجهة الصعاب، فالمرأة لديها قدرة كبيرة على تحمل الصعاب ولديها القدرة والقوة لإثبات الذات فى المجتمع سواء عن طريق أقامة المشاريع الخاصة والمساهمة فى المشاريع والمؤسسات المختلفة ولننا نصف المجتمع فمن حقنا أن يكون لنا دور مهم فى الدولة.
أنا سعيدة جدًا لوجود جريدة وموقع "هير نيوز" واهتمامه بالمرأة وتسليط الضوء على النماذج الناجحة من السيادات باعتباره موقع نسائى متخصص وهذا شيئ جميل وأتمنى أن يكون صوت المرأة فى كل مجال.