"نرمين".. عاشقة العمل تكشف سر نجاحها في إدارة الجيزة
الأربعاء 16/ديسمبر/2020 - 02:52 م
خديجة العادلى
أطلق عليها زملاؤها بالعمل لقب "عاشقة العمل"، وذلك لحبها الشديد للعمل وشغفها به، وعدم الاكتفاء بتلبية تكليفات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، بل ابتكار إحصائيات وبيانات جديدة، استشعرت بأهميتها فقامت بإضافتها، وأرسلتها للجهاز.
إنها نرمين زكريا صليب، مدير إدارة الإحصاءات المركزية، بمحافظة الجيزة، ترى أن سر نجاحها وتطويرها للإدارة، هو سكرتير عام محافظة الجيزة السابق، محمد رأفت همام، والذي يعمل حاليًا سكرتير عام محافظة دمياط، فهو يحظى بقبول غير عادي، ليس لديها هي فقط، وإنما لدى جميع العاملين بالمحافظة، فهو على حد قولها، تبنى فكرها الجديد، هي وفريق عمل الإدارة لديها، بل وشجعها، وذلل لها جميع الصعاب، من أجل إخراج عمل متميز، يضع احتياجات المواطنين أمام المسئولين، ليستطيع الوزراء إعداد خطط ناجحة طويلة الأجل، تلبي احتياجات المواطنين بالفعل، لأنها بنيت على ابتكار وإضافة، وعدم الاكتفاء بتلبية بيانات مطلوبة، من قبل جهة أعلى.
تؤمن "صليب" بأن السيدات هم الأنسب والأفضل لتولي المناصب القيادية، لأنه من خلال تعاملهن مع أولادهن، تعلمن كيفية المعاملة مع فريق العمل، ولأن السيدات عندما يصلن إلى المناصب القيادية، تكون المهام الملقاة على عاتقهن في الأسرة، قد تقلصت، بحكم كبر الأبناء واعتمادهم على أنفسهم بدرجة أكبر، إلى جانب أن السيدات لديهن تأمل وابتكار.
ترى "صليب" أن تصعيد أبناء المحليات لتولي المناصب القيادية بها، هو الأنسب والأفضل، لأن العاملين، لديهم الخبرة الكافية، بحكم انخراطهم فى العمل طوال حياتهم الوظيفية، على عكس أناس هبطوا بالبراشوت على المحليات، وتولى قيادتها، دون أن تتوافر لديهم الخبرات الكافية.
قررت "مدير إدارة الاحصاءات المركزية" أن تختار العاملين معها في الإدارة على أساس أخلاقي، فهى ترى أن إتقان العمل من الأشياء التي يمكن اكتسابها، مع الصبر على العاملين، والإصرار على تعليمهم، أما الإخلاق إذا كانت غير موجودة، فمن الصعب إكسابها للعاملين.
قالت مدير إدارة الإحصاءات المركزية بمحافظة الجيزة: "أنا بدأت العمل بالإدارة، كموظفة عادية بالدرجة الثالثة، بعد أن حصلت على فرصة عمل في سن متأخرة، ووضعت في ذهني أن لا أنظر إلى حجم الأجر الذي أتقاضاه مقابل العمل؛ ولكن أنظر إلى تطوير العمل والابتكار فيه، لرفعة شأن مصرنا الحبيبة، فهي ليست شعارات".
وتابعت "صليب": "فعندما أبحث احتياجات حقيقية للمجتمع سيتمكن صانع القرار من إعداد خطط طويلة الأجل، تكون حقيقية وفعالة وتفيد المجتمع وتلبي احتياجاته بالفعل، وبالفعل بدأت في ذلك، وعندما عرضت الفكرة على رئيسي في العمل وقتها شجعني على ذلك، وتقبل جميع العاملين معى الفكرة، وبدأنا نطورها ونكبرها، حتى لاقت، قبول واستحسان، لدى الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء نفسه، واستمر كتاب الإحصائيات الذي نجمع بياناته من جميع مديريات الخدمات بالجيزة، في تطور وازدهار، حتى وصل إلى شكله الحالي بفضل الله والإضافات التي نزوده بها باستمرار".
اصطدمت "صليب" ببعض التحديات أثناء ممارسة عملها، من بين هذه التحديات، البيروقراطية، عند مقابلة القيادات المحلية، مؤكدة أن والدتها هى التي وقفت وراء ظهرها هى وأشقائها وشجعتهم على التعليم، واتقان العمل، وأيضًا ابنائها شجعوها على العمل، وتحملوا فترة غيابها عن المنزل، بل واعتمدوا على أنفسهم واثبتوا تفوقهم ونبوغهم، فالتحقت البنت، بكلية الصيدلة، والولد بكلية، الهندسة.
وجهت مدير إدارة الإحصائيات المركزية، رسالتين الأولى إلى زملائها فى العمل طالبتهم فيها بإتقان العمل والابتكار فيه، والحصول على الدورات التدريبية، والثانية وجهتها إلى السيدات بصفة خاصة، ذكرتهن فيها بأن الوظيفة الأولى لكل سيدة هى تربية أطفالها، لأنها تنتج عناصر صالحة أو فاسدة في المجتمع، وطالبتهن بضرورة تنمية جزئية تقبل الآخر لدى الأبناء.
طالبت "صليب" بترحيل رصيد الإجازات الخاص بالموظف، ليس من أجل الحصول على مقابل مادى، ولكن من أجل الحصول عليه فى عام آخر استقر فيه العمل وأسند للصف الأول والثاني.