مقالات

منى نشأت تكتب : (ساعه بقرب الحبيب)

الأحد 20/يونيو/2021 - 10:37 ص

منى نشأت

( من لحظة دخولك.. تستطيع أن تفعل كل ما تريد. ولن يمنعك أحد..

(ستمارس كل الممنوعات دون لوم أو توبيخ فالشعار مكتوب بالباب: "اعمل اللى في نفسك".. فقط إن كان عمرك أقل من عشر سنوات. جذبتني الفكرة وأكثر.. أبهرتني. كل ما يزعجنا من أولادنا ونطالبهم بالامتناع عنه.. يصبح لمدة ساعة زمن... مباح.

شكل من تفريغ الطاقه. ومع ابنتي والحفيد عشت التجربة.. وتعالوا نقول .......

لوحة بطول وعرض حاٸط. وأمامها أقلام رصاص ملونة. وأصابع شمع . وألوان ماٸية. لا أحد يريد قيود قلم وأصابع.. كلهم اختاروا الفرشاة والشخبطة التي تحلو لهم.. دون موضوع تطلبه مدرسة رسم في فصل. أو توبيخ أب فى البيت. ولا حدود مرسومة مطلوب التلوين داخلها وعدم خروج عن حدود صورة...... وكم سرنا على الخط والتزمنا بالحدود. خبطنا بأقدامنا الأرض. ورفعنا اليد للرأس نعطي التمام.. كجندي همام.. ولم نجن في الحياة انتصارًا ولا حصل الصدر على نجمة أو منحوا العقل تقدير. ولا القلب نال .. ود.

( انتعاش )

طلمبة مياه صغيرة يلهو بها الأطفال.. يمسكوا باليد ليخرج الماء صافيًا.. جاءوا به من تحت الأرض.. بللوا ملابسهم وشمس الله ترعى الأجسام. واللعب بالماء متاح. وهم في قمة الفرحة. وحشاٸش الأرض في منتهى الانتعاش.

وفي هذا الركن صحبة من كاٸنات أليفة لطيفة.. أرانب ناعمة الفراء... أوزة بيضاء ملساء. عنزة وصغيرها. فرخه و.. ديك. استطاعوا جميعًا بالعشرة التآلف.. والاٸتناس ببعضهم. حتى القطة وضعت رأسها بينهم آمنة....

اطمٸنان وراحة لا يجدها كثيرون وسط بشر مثلهم سلموهم أمرهم. فعبثوا بالعهدة وفرطوا في الأمانة. و"فركشوا اللمة". وأضاعوا المودة وراحت الرحمة.

سمحت الحالة الحلوة بين مخلوقات الله بدخول الأطفال بين مخلوقات الله جلسوا وقدموا الأكل بأيديهم ربتوا على ظهر أرنب.. وتمسحت بهم قطة بسلام واستسلام. ما أروع الحياة دون تحفز داٸم لهجوم منتظر.. وأنت تأمن على نفسك في وجود الأُخر.

(وهنا توجد أدوات المطبخ ليملؤوا أطباقًا ويقلبوا بملاعق يمزجوا الدقيق بالسكر ويعجنوا عجينًا ويخلطوا ويلخبطوا).

( فماذا جنى من التزم بالمقادير سوى.. المقدر).

( الحلوة )

أغلب البنات تجمعن أمام هذه المرآة؛ حيث وضعت مستحضرات تجميل آمنة وصارت الصغيرات بالألوان .. صبغن الأظافر.. وأفرطن فى الكريمات والزيوت. (من السنوات الأولى للعمر تتوق الصغيرة للتجمل ولا تدرك أن الحياة حين تمنح نصيبًا من جمال.. تكتفي غالبًا بهذا القدر من عطاء.. فلا تعطي بجانبه حظا آخر بل الباقى.. بالسحب.

تتمنى الطفلة أن تكبر. وبالفعل تحيطها الأم بحنان الحرير... وتغني لها.. "وأخدها بلبل وطار وياها.. أصله يا نينا يعرف لغاها". ما أحلى أحلام الأم بالبلبل وما أقسى اكتشاف.. غراب.

(الأولاد والبنات أخذوا راحتهم.. حفيدي تمادى في الراحة. وأتى بتصرفات أشد غرابة).

الماء الذي ملؤوا به قاربًا من المطاط توصل الى فتحة منه أخرج منها المياه للأرض كلها. تحدث مع الحيوانات همسًا.. بحث عن أذن البطة تحت ريشها وسمعته يصارحها.. باحبك يابطة. لم يلون على الحاٸط.. لون رقبته. وأكمل بتلوين القطة. لم يفعل كالآخرين.

خطر في بالي السؤال ماذا كنت ستفعل أنت لو منحوك ساعة تفعل فيها ما تريد.. بدون أية ممنوعات..

لو أعطوني الفرشاه للونت وجه المشرفة التي تراقب من بعيد لتترك لي حرية الساعة.