نشوى الحوفي تكتب: علام ولادنا
الإثنين 31/مايو/2021 - 09:54 م
انتهى العام الدراسى فجأة بامتحانات شهر أبريل لكافة المراحل التعليمية، عدا الشهادة الإعدادية التي ستبدأ امتحاناتها غدًا الثلاثاء، والثانوية العامة التي ستبدأ قريبًا بعدها. لا أجادل في ظروف ضاغطة -كما الحال في العالم- حالت دون وجود الطلاب في المدارس حرصًا على حياتهم في ظل انتشار فيروس كورونا «كوفيد 19»، فأي قرار يُتخذ فى هذا الشأن هو قرار سيادي مُحاط بالمعلومات والدراسات التي تفوق قدرة متخذ القرار التعليمي في مصر. ولكن هل يعنى انتهاء العام الدراسى بامتحان شهر أبريل أن أبناءنا حصَّلوا ما عليهم تحصيله؟
وقبل أن تندفع عزيزى القارئ لتكيل الاتهامات لوزارة التربية والتعليم والمدرسين والمناهج والأساليب، أستوقفك لنناقش معًا مفهوم التعلم وفقًا لما يجرى فى كل دول العالم لا فى مصر وحدها. فالتعلم مسئولية دولة فى توفير الفرصة، ومسئولية مواطن عليه انتهازها، فإن اتفقنا على هذا المفهوم فى البدء فدعنا نناقش السؤال المطروح بناء عليه.
لا يعنينى إن كنت من المؤيدين أو المعارضين لتطوير نظام التعليم فى مصر، ولكن ما يعنينى هو رؤيتك لمفهوم التعلم الذى وجب علينا تصحيحه جميعاً، حكومة ومواطنين.
نحتاج من وزارة التربية والتعليم خطة لإكمال التعلم فى البيت وقت الإجازة الصيفية الإجبارية، وحتى بدء العام الدراسى المقبل.
نحتاج تدريب أولادنا على مواصلة التعلم والبحث عما يفيد، مثل إعلان الوزارة لحصص أسبوعية على الإنترنت للحديث من خلال منصة التعليم عن دروس ذات تطبيق فى الواقع، فى كل المناهج والعلوم، يقوم الطلاب بعدها بكتابة ملخص على الإنترنت لا يتجاوز صفحة عما أدركوه من ذلك الدرس بأسلوبهم، وتقييم هذا الملخص وإعلان المُميز منه، ونشره على تلك المنصة التعليمية.
ربما نطلب من الطلاب زيارة الأماكن التاريخية والأثرية المحيطة بهم وكتابة مقال عنها وإرساله للمنصة التي عليها نشره وطلب تقييمه من الطلاب أنفسهم تماماً كمنشورات مواقع التواصل.
نحتاج من الوزارة أن تكمل ما بدأته من خطوات من تطوير التعليم بالتكنولوجيا ليكمل أبناؤنا علامهم وفهمهم وتواصلهم فيما يفيد ولو مرة فى الأسبوع.
ونحتاج من الأسر المصرية دعم أبنائها وتشجيعهم على القراءة والكتابة والبحث والتصور والتخيل ومواصلة التعلم عبر مختلف المناحي، فالاعتماد على الوزارة فى اكتساب المعلومة والامتحان بها لأخذ الدرجات ليس بالوسيلة الصحيحة.
فمن يقولون اليوم إن التعليم تراجع بسبب سياسة الوزارة التعليمية، أذكّرهم بذات كلماتهم حينما كانوا يرددون أن مناهج التعليم جوفاء صماء لا تشجع على الإبداع وأن الطالب يحفظها ليدخل الامتحان وينقل للورق ما حفظ أو يغش ما عجز عن إجابته والهدف واحد.. شهادة أو مجموع من دون شرط الحصول على مبدع.
إذاً فلنجرب معًا، ونتحمل المسئولية معاً، لا لشهادة ومجموع ووظيفة وجوازة، ولكن للحصول على إنسان ناجح وسعيد وعامل ومبدع قادر على مواجهة التحديات.
نعم يا سادة، لدينا نحو 23 مليون طالب فى التعليم قبل الجامعى، أي ربع سكان مصر تقريبًا، ربما لم نمنحهم الوقت للتربية والتعلم بشكل كافٍ، ولكننا شركاء فى بنائهم وإعدادهم لغد لن نكون حاضرين فيه. فهل يمكن الاتفاق على دعم مواصلة اكتسابهم لمهارات الحياة.. وزارة وأسرة؟
- الوطن