تعرفى على عادات وتقاليد المرأة النوبية فى العزاء والزواج
كل مجتمع لديه عادات وتقاليد منها ما يعتز به المرء ومنها ما ينتقده، وبالحديث عن المجتمع النوبي مع أعضاء جمعية كنداكة النوبية وعادات المرأة النوبية،كشفت مؤسسة جمعية كنداكة النوبية الأستاذة جليلة جمال لـ "هير نيوز" ببعض الأمثلة العاكسة لعادات المرأة النوبية والتى تميزها عن غيرها.
أول هذه العادات هى المحافظة على التراث"، فالمرأة النوبية تعيش في مجتمع تكافلي، سواء كان في الأحزان أو الأفراح، أي أنهم يقفون إلى جانب بعضهن بشكل مميز، وهي ميزة غير موجودة في اي مجتمع آخر، وفقًا لما أكدته جليلة جمال.
ومن العادات الخاصة أيضًا بالمرأة النوبية، كما وصفتها الأستاذة خيرية موسى الأمين العام ومسئولة التراث النوبى في جمعية كنداك،ةهي فكرة التبذير والمبالغة التي تستخدم كثيرًا في المناسبات والأفراح.
وتقول "خيرية"، "في الأفراح عادات خاصة للعروس، فمثلًا توجد "الشيلة"، وهي شنطة يهديها العريس للعروس، فيها كل متطلباتها من عطور وروائح وملابس والأحذية والشنط، وكل ما يخص العروسة، ومنذ سنين كان العريس يأتي بها للعروس، وحاليًا تقوم العروس بشراء نصف تلك الشيلة مساهمة منها للعريس، لكن في القدم كان العريس يتكفل وحده بمصاريف الزفاف كاملة، وكانت العروس لا تشارك في شيء، ورغم ذلك لايزال الأمر مرهق ماديًا لكلا الطرفين.
وتضيف، فى البداية، لا بد أن تتزوج الفتاة النوبية من قريب لها، أي من أسرتها ثم بلدتها فيجب أن يكون نوبيًا، وإذا جاء لها عريس يقوم أباها بسؤال أعمامها لكي يرى إذا كان يوجد أحد من أولاد أعمامها يريد الزواج منها فهو أولى، لكن الآن الأمر بدأ في التغيير ولو أنه تغيير بسيط.
ثم يذهب العريس مع أبيه وأعمامه لطلب يد الفتاة، وتليه يوم اسمه "البركة" وهو اليوم الذي يكون فيه قراءة الفاتحة، وقديمًا كان الرجل يقيم مع زوجته في نفس بيت أبيها إلى أن يأتوا بالمولود الأول ومن ثم يرحلوا ليأسسوا البيت.
ومن العادات أيضًا، كان ياتي أهل العرايس بأكياس السكر كهدايا لأهل العروس، لكن حاليًا تبدل الحال للجاتوهات والشوكلاتات.
وبعض القرى مثل قرية "المضيق" تشتري العروس حاليًا لأم العريس خاتم هدية في ذلك اليوم، بحسب ما ذكرت لنا أمال محمد عضوة الجمعية، وأنه يوجد قرى أخرى حاليًا يعطي أهل العروسة لأم العريس تورتة 3 أدوار وهدايا لعماته وخالاته، وبخور العروسة لابد أن تعطي العروسة لأم العريس عينات منه، ووقت الزفاف يأتى أهل العريس لتلبس العروس الذهب، وهو عبارة عن "علبة دهب كبيرة"
وتقول خيرية موسى لـ "هير نيوز" إحدى عضوات الجمعية، إن المجتمع النوبي بدأ يعرف طريق المحاكم فيما يخص قضايا الأسرة، وهو الأمر الذي لم يكن يحدث مسبقًا، حيث كن يلجأن لكبار العائلات ليحلوا المشاكل أو يتفقوا على الطلاق بشروط ترضي الطرفين بدون لجوء للمحاكم، فكان هذا عيب كبير في المجتمع النوبي.
ومن العادات الخاصة بالمرأة النوبية أيضا، هى عادة سلبية يتكئن على الفتيات الصغار في حلها، وتتمثل فى أنه في الأحزان يجلس كل الأقارب في بيت الوفاة ثلاثة أيام على الأقل، وهذا ما يمثل عبئًا على أهل المتوفي،لأنهم يتحملون حمل الضيافة طوال هذه الفترة للمعزيين وللأقارب الماكثين معهم فى آن واحد،، وهو مايظطرهم إلى تحويل واجب العزاء من المنزل إلى الجمعية الخاصة بالقرية ويأتى الناس لواجب العزاء ويرحلون، ولكن ما زال هناك سيدات ترفض ذلك وتضعه تحت مسمى "العيب".