مهرة سعيد المهيري تكتب: مصر تشع على محيطها
الخميس 22/أبريل/2021 - 12:13 ص
عندما ترنمت سيدة الغناء العربي أم كلثوم بكلمات «أحمد رامي»:
مصر التي في خاطري وفي فمي
أُحبها من كل روحي ودمي
يا ليت كل مؤمن يعزها.. يحبها حبي لها
وشعب الإمارات بأكمله أحب مصر وتمنى لها كل خير وعزة ورفعة، وأن تنعم على الدوام بالأمن والاستقرار، وأن يُحقق الشعب المصري الشقيق تطلعاته وآماله في التقدم والعيش الكريم.
مصر بلد رائد منذ القدم وصولاً إلى العصر الحديث، عندما قادت القاهرة ركب التغيير في العصر الحديث وأرست قواعد الحداثة العربية في مُختلف المجالات الفكرية والاقتصادية والثقافية. العصر الصناعي العربي الحديث انطلق من مصر محمد علي. والصحافة انطلقت مع جريدة المقطم، ثم الأهرام. الثورة الغنائية لا تزال ترن في آذاننا من سيد درويش، وأم كلثوم. السياحة العالمية الحديثة كلها انطلقت من زيارة الغربيين لمعالم التاريخ الفرعوني في الجيزة والأقصر. مصر المحورية تشع على محيطها فيتأثر الناس ويتغيرون. إن دولة الإمارات تظل دومًا، قيادة وشعبًا، سندًا قويًا لمصر وشعبها الشقيق، سيرًا على نهج الإمارات الثابت الذي أرساه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي أسس للعلاقة التاريخية الراسخة مع جمهورية مصر العربية، وشعبها الشقيق.
ما شهدناه في حوادث قطار مصر الثالث على التوالي أمر يدعو للدهشة والاستغراب، فهل يُعقل أن ما يحدث أمر مرتبط بالصدف، أم أن هناك فئة تسعى وتهدف إلى تشويه صورة ما يحدث في مصر من إنجازات تتحدث عنها الدنيا كلها؟
إن ألم مصر وشعبها العريق هو ألم لنا جميعًا.. عَرفت الإمارات قدر مصر وحجمها وثقلها، وعملت على دعم هذا الثقل وتقويته بكل السُبل وفي مختلف الظروف. والتخريب الداخلي للمرافق العامة هو آخر اختراعات العدوان على مصر. وكلنا ثقة بأن الشعب المصري قادر على قهره، وقهر من يقف من ورائه.
من الأهمية القول إن ما وصلت إليه مصر وما شهدته من استقرار سياسي وازدهار اقتصادي، إنما هو نتيجة نجاح تعاملها مع التحديات في العقود الماضية، والذي أثمر عن استقرار سياسي، وأمن وطني، وبناء تنموي في جميع جوانب الحياة المجتمعية. ويجب على أبناء المجتمع المصري التصدي لأي محاولة يقوم بها المخربون من أجل زعزعة أمن البلد. مصر عندما تكون قوية فإنها قادرة على بث الحياة في شرايين الأمة، وتجديد نهضتها.
وما نحتاجه وتحتاجه مصر اليوم من الشعب المصري المزيد من العمل الجاد والنهوض ببلده، وأن يجتهد المواطن المصري في بناء وطنه ويحافظ على المكتسبات التي تحققت، وهي كثيرة ومتنوعة، ويعمل على إبراز النجاحات حتى يتسنى تعميم القدوة ووضعها أمام الجميع.
الجميع ينتظر من مصر المزيد من الأفعال التي تعبّر عن روحها الجديدة، والتي بدت ظاهرة في كثير من الخطوات التي تشي بالرغبة الكبيرة في تحقيق نهضة تنموية في مجالات حيوية مختلفة، ومحاولة تعويض السنوات الماضية، التي تراجعت فيها معدلات النمو، جراء الأوضاع والظروف التي مرت بها البلاد، وفرضت عليها بعض القيود الاقتصادية.
اليوم، بدأت مصر تعمل بكل طاقاتها المتعددة، ما أصبح واضحًا في التقدم الذي أحرزته الفعاليات الإنتاجية على مستويات متباينة.
ونحن هنا نعبّر عن تضامننا الدائم مع أرض الكنانة، مصر العز، ونؤكد على ما صرح به الدكتور أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، قائلاً: «نفرح لكل إنجاز تحققه الشقيقة مصر وهي إنجازات كثيرة، فاستقرار وازدهار مصر حيوي من المنظور الإماراتي والعربي. ونحزن حين تتعرض مصر لأي عارض، كما في حوادث القطارات والخسائر البشرية المؤلمة».
وبين الفرح والحزن اللذين يواكبان متابعتنا للشأن المصري، تبقى ثقتنا كبيرة بنهج مصر ومستقبلها.. حفظ الله مصر وشعبها.
----------------
نقلاً عن الخليج