السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

"التريكو".. وسيلة الفلسطينيات لهزيمة الفقر

الثلاثاء 08/ديسمبر/2020 - 09:23 م


تعد هواية التطريز والتريكو من الهوايات التي تبدع فيها النساء العربيات منذ القدم؛ نظرًا لما لهن من حس إبداعي وذوق رفيع، يجعلهن يحرصن على اختيار أجمل الألوان والأشكال؛ لصنع أشياء جذابة وفريدة من نوعها باستخدام خيط التريكو.

وعلى الرغم من استخدام الإبرة فى التطريز والحياكة والتريكو، إلا أنه تحول فى الكثير من الدول ومنها فلسطين إلى محاولة للهروب من الفقر، وقامت الفتيات باستغلال وسائل التواصل الاجتماعى فى الترويج لمنتجاتهم من الملابس والمفارش والأشياء المميزة.

فالتقارير الدولية تشير إلى أن نسب البطالة بين النساء الفلسطينيات تبلغ 4 أضعاف الأرقام العالمية، وهو ما جعل البعض يتجه إلى عالم التريكو سواء بشكل فردى أو من خلال مصانع صغيرة.

وأكدت التقارير أن هؤلاء النسوة اللاتي يعملن في تلك المشروعات هن بحاجة ماسة إلى العمل، وليس مجرد فن أو إبداع، وهذا شيء مهم للغاية يضفي عليهن ثقة بالنفس أيضًا، كما أن في هذه الأنواع من المشاريع الاجتماعية بصفة عامة يتم تأجير بعض الأفراد؛ للقيام بأعمال لا تتطلب مهارة، كما يقومون بتصنيع منتجات من الدرجة الثانية، ولكن هناك أصحاب مشاريع صغيرة قاموا بتعليم الفتيات وتدريبهن، وقمن بصنع منتجات عالية الجودة، مما أعطاهن قيمة كبيرة وأكسبهن مهارات جديدة.

قالت آية المغازي، فتاة فلسطينية إن ظروف الحياة القاسية المتتالية تدفعت الكثير من الفتيات الفلسطينيات للتحايل على الحياة ولو بإبرة ذهبية بين أناملهن يحكن بها أقمشة من خيوط الصوف من أجل تحويلها إلى لوحات فنية، تجسد شخصية من الشخصيات، التي تبدع آية في رسمها بخيوط الصوف، أو منظرًا طبيعيًا أو بعض الحيوانات.

وأضافت "آية"، أن الأمر تطور إلى رسم وجوه لشخصيات مستغلة بعض الخبرات التي اكتسبتها في فن الرسم. ولم يكن الأمر سهلًا في غزة، فقد كان البحث عن المواد الخام من الصوف والإبر الخاصة به صعبًا في ظل الظروف الاقتصادية للقطاع.

بدأت "آية" تنفيذ رسوماتها بملامح وجه نجمة هوليود أودري هيبورن -التي رحلت عن عالمنا في عام 1993- وكانت إلى جانب شهرتها الطاغية كممثلة أيقونة في الأناقة والجمال وملهمةً للموضة العالمية. ولذلك كان الإلهام الأول لآية في تجربة بورتريهات الصوف بالأبيض والأسود.

وعندما حظي الرسم الأول بإعجاب عائلتها وأصدقائها قررت السير في طريق الصوف، ورسم الوجوه بخيوطه؛ لتدمج بين قواعد الرسم التقليدي والرسم الرقمي، وبعد مرحلة الأبيض والأسود تقدمت خطوة في طريق الصوف، ولوّنت الوجوه.

واستطاعت آية المغازي أن تكون أول رسامة بورتريهات بالصوف والحرير في غزة، حيث حولت الفن الذي نمت موهبتها فيه خلال أزمة كورونا إلى عمل مربح، يدر عليها دخلًا.

بدأت "آيه" في إنتاج الوسائد المنقوشة بأشكال إبداعية إلى جانب الكابات وغيرها.. ورغم تنقلها بين أشكال الرسم بالخامات المختلفة إلا أنها لم تنسَ خيوط الصوف التي منحتها الفرصة لهزيمة الفقر والفيروس بإبرة واحدة.