عمرها 97عامًا واختلفت مسمياتها.. كل ما تريد معرفته عن الـ" فيمنست"
97 عامًا هى عمر أول حركة "نسوية" فى مصر، بدأتها السيدة الراحلة "هدى شعراوي"، عندما كانت رئيسا للجنة المرأة فى حزب الوفد، صاحب الصيت القوى، والنفوذ الأقوى على صعيد السياسة، والحكم فى تلك الفترة من تاريخ مصر، وقد بدأت الحركة، وأصبحت أثارها تنمو على أرض الواقع، بعدما شكلت "شعراوي" الاتحاد النسائي المصري، في الفترة من 1923 إلى ـ1939، واشتركت بموجبه فى مؤتمر نسائي دولي، عقد حينها فى روما.
وكانت هدى شعراوي عضوا مؤسسًا في "الاتحاد النسائي العربي"، وصارت رئيسته في العام 1935، وفي نفس العام صارت نائبة رئيسة لجنة اتحاد المرأة العالمي، وحضرت عدة مؤتمرات دولية منها مؤتمر روما العام 1923 ومؤتمر باريس عام 1926 ومؤتمر أمستردام العام 1927 ومؤتمر برلين العام 1927 ومؤتمر استنبول العام 1935[5]، وكذلك دعمت إنشاء نشرة "المرأة العربية" الناطقة بإسم الإتحاد النسائي العربي، وأنشأت مجلة l'Egyptienne العام 1925 ومجلة المصرية العام 1937.
وعقب عودتها من مؤتمر روما، قامت"شعراوى"، بالمشاركة مع "نبوية موسى" و"سيزا نبراوى"، بممارسة أعمال نضالية ضد السلطات الدينية فى مصر، وضد التقاليد المصرية، والتى وصفتها بأنها تقاليد بالية، ووصلت شجاعتها فى هذا المضمار إلى حد قيامها برمى برقعها فى البحر، من منطلق أن الحجاب عادة وليس عبادة، وأن الدين بالجوهر وليس بالشكل، وقد تسبب ذلك فى حالة غضب شديدة منها، خاصة أن ما فعلته أثار فى حينه، جدلا كبيرا، فى مجتمع كانت ماتزال الأغلبية الكاسحة فيه من الأميين.
وقد اعتبر هذا الفعل، من بعض رجال الدين، ومن بعض خصومها، بمثابة فضيحة أخلاقية كبرى، ارتكبتها "نور الهدى محمد سلطان"، المعروفة بـ "هدى شعراوي، ولكنها بحكم مكانتها كزوجة لرجل مرموق فى ذلك الوقت، استطاعت المضي قدما فى ما تفعله، وواصلت قضيتها، وقلدها فى ذلك نساء أخريات قمن بخلع براقعهن.
وكانت أهم مطالب هدى شعراوي فى حقبة العشرينيات من القرن الماضي، رفع سن الأدنى لزواج الفتيات ليصبح 16 عاما، وللفتيان ليصبح 18 عاما، وقد نادت بذلك أثناء استقبال المصريين لسعد زغول عقب عودته من منفاه، كما سعت لوضع قيود للرجل للحيلولة دون الطلاق من طرف واحد، كما أيدت تعليم المرأة وعملها المهني والسياسي، وعملت ضد ظاهرة تعدد الزوجات، كما دعت إلى خلع غطاء الوجه وقامت هي بخلعه، وهو ما اعتبره البعض وقتها علامة "انحلال"، لكنها حاربت ذلك من خلال دعوتها إلى تعليم المرأة وتثقيفها، وإشهار أول اتحاد نسائي في مصر.
ومع تغير الأجيال ظهرت مسميات كثيرة للحركة النسوية، وانتشر مؤخرا مصطلح "فيمنست" الذي يتكرر كثيرًا على لسان البنات والسيدات، والفيمنست أو ما يسمي بـ "النسوية"، عبارة عن حركة شعبية تهدف إلى تخطى الحواجز المبنية على العرق والطبقة الاجتماعية، والثقافة، والدين، والتوجه الجنسي التي تتعلق بالمرأة في المجتمع، وتهتم بقضايا معينة وتأثيراتها على المجتمع العالمي، مثل الاغتصاب، وزنا المحارم والأمومة.
وعلى الرغم من أن الاتحاد النسوي المصري الذي أسسته هدى شعراوي، جاء لخدمة قضايا التعليم، والرفاهية الاجتماعية، وإحداث تغييرات في القانون الخاص بهدف توفير مساواة بين الرجال والنساء في مصر، إلا أن الاتحاد اعتبر أن المشاكل الاجتماعية في مصر، كالفقر، والدعارة، والأمية، والحالة الصحية المتردية، ليست ناتجة عن خلل اجتماعي اقتصادي بعينه، ولكن بسبب إهمال الدولة لمسئولياتها تجاه شعبها، ورأى الاتحاد أن على الدولة مسئولية تجاه حفظ أخلاق الشعب تمامًا، كسعيه لتحقيق الرفاهية، فركزت بشكل ضيق على القضايا الخاصة بالمرأة من منظور طبقي يخص نساء الطبقات العليا، إلا أن المفهوم تغير كثيرًا حسب" الموضة" بالنسبة للفتيات والسيدات.
وفي عام 2018 ظهرت علينا مجموعة من الفتيات، أطلقن على أنفسهن بنات مصر" فيمنست"، وأكدن أنهن يدافعن عن الحقوق والقضايا التي تخص المرأة، مثل الاغتصاب والتحرش والحجاب، ويعتقدن أنهن يعشن تحت رحمة وتسلط الرجال، ويبدأن في مقارنة تقبل المجتمع لخيانة الرجل، وعدم تقبله لخيانة المرأة، ويفكرن أن المجتمع المصري يضطهد المرأة ويعتبرها "نص مواطن"، وكائنا ليس له أي فائدة، لكن تلك المجموعة لم تقدم جديدًا للمراة.
وفي 2015 أسست الصحفية المصرية، مي الصباغ، صفحة على موقع التواصل الاجتماعي" فيس بوك"، بعنوان" كادحات مشاغبات"، لتؤكد أنها تنظر للجانب الاقتصادي من القضية، موضحةً أن حقوق المرأة مرتبطة بوضعها الاقتصادي والعلمي، فإذا زادت درجة تعليمها، وامتلكت مصدر دخل يوفر نفقاتها الشخصية، أصبحت قادرة على الحفاظ على استقلاليتها وكرامتها.
وأكدت ان مفهوم" الفيمنست"، قائم على أن محور المشاكل الاجتماعية هو ذكورية الرجال، وبالتالي ذكورية المجتمع ككل، ووصفته بأنه مفهوم ضيق الأفق، وقالت: "ليس من المنطقي فصل وضع المرأة الاقتصادي والاجتماعي عن المجريات السياسية وعن وضعها الطبقي".
وأشارت إلى أن دور التيار "النسوي" حرك المياه الراكدة تجاه قضايا النساء، خاصة في مصر، وذلك في ظل التجاوزات الفجة كأحداث التحرش الجماعي التي تحدث خلال التظاهرات أو الاحتفالات السياسية أو في الأعياد، مؤكدةً أن النساء يحتجن إلى مثل هذه التجمعات النسوية؛ ليشعرن بأن هناك من يدافعن عن حقوقهن بعيدا عن المنظومة الرسمية كالمجلس القومي للمرأة.