السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

سجلاً مشرفاً من النجاحات.. فرخندة حسن امرأة هزت عرش مصر

الخميس 19/نوفمبر/2020 - 09:29 م
هير نيوز


واحدة من التجارب المضيئة.. نموذج مشرف لسيدات مصر.. حياتها سجل من النجاحات.. هكذا هى الدكتورة فرخندة حسن، الأمين العام للمجلس القومي للمرأة السابق، وأستاذ دكتور جيولوجيا في الجامعة الأمريكية بالقاهرة.

تعجز السطور عن سرد بطولاتها المتتالية، ولكن نحاول أن نلخصها خلال السطور التالية، ونبدأها بإسهاماتها في العلوم، والعمل الحقوقى ومساعدة المرأة فى الحصول على حقوقها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وحتى فى الخارج فقد بهرت الأمريكان لأنها كانت أول إمراة تجرى أبحاثا على صخور القمر .




ولدت فرخندة حسن عام 1930، وحصلت على بكالوريوس في العلوم من جامعة القاهرة، قسم كيمياء وجيولوجيا عام 1952، كما حصلت على دبلوم في علم النفس والتربية عام 1953، وماجستير في الجيولوجيا من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 1966، ودكتوراه من جامعة بيتسبرج من الولايات المتحدة عام 1970، وهو ما أهلها للحصول على العديد من الأوسمة في مجالي الفنون والعلوم من الدرجة الأولى.


تقلدت "فرخندة" العديد من المناصب منها عضو بمجلس الشعب منذ 1979 وحتى 1984، وعضوا بمجلس الشورى منذ 1986 وحتى 1989، وترأست اللجنة البرلمانية للتنمية البشرية، كما تم اختيارها عضوا بالمجلس البرلماني الأورومتوسطي، وكان آخر المناصب التي ترأستها هي أمين عام المجلس القومي للمرأة كما عينت كعضو بمجلس القومي للتعليم والبحث العلمي التابع لرئاسة الجمهورية.


قصة جبل المقطم

منذ نومة أظافرها وهى تعشق الجيولوجيا، فعندما زارت جبل المقطم في رحلة عائلية، وعمرها 12 سنة، ووجدت أن صخوره تشبه الأصداف والودع، حتى أفادها صديق والدها مهندس البترول، بإنها حفرية تكونت تحت الماء وتحجرت وأنه علم كبير يسمى الجيولوجيا"، ومنذ هذه الواقعة، قررت الطفلة الصغيرة دراسة "علم الجيولوجيا" الذي كان مقتصرا على الرجال فقط، فأنهت مرحلة الدراسة الثانوية ودخلت كلية العلوم قسم الجيولوجيا الذي فضلته عن دراسة الطب لارتباطها بهذا المجال منذ الصغر.

وحتى مجال الرياضة اثبتت تفوقها فيه حيث قررت فى فترة دراستها الجامعية ممارسة الرياضة وعندما سؤلت عن اللعبة التي تفضلها، اختارت الاسكواش، وكان الرد أنه لا يوجد ملعب اسكواش للبنات، إلا في ملاعب الجيش بالعباسية الذي أصبح قصر الزعفران حاليا، وبالفعل نجحت في التحدي بممارسة لعبة الاسكواش وكان التدريب مرتين أسبوعيا وبعد مرور عام انضمت مجموعة من فتيات الجامعة والنوادي ثم تم عمل أول بطولة اسكواش للسيدات في مصر.



الإلتحاق بجامعة بستبرج

حصلت على منحة من جامعة بستبرج في ولاية بنسلفانيا بالولايات المتحدة، ممولة من وكالة ناسا في أواخر الستينيات، وكانت الجزئية التي حصلت عليها المنحة هي دراسة حجر موجود على الأرض يحتمل أن يكون نوع من أنواع الأحجار أو صخور القمر ، وبدأت العمل على هذا التنبؤ مستندة إلى أن الغلاف الجوي يمنع جزء كبير من الأشعة الكونية، بينما ليس للقمر غلاف كوني لذا فهو معرض للأشعة كلها، وتم تعريض الحجر للأشعة الكونية بكل أنواعها وإرسال العينات لـ 11 معمل في العالم منها جامعة بستبرج التي كانت تدرس بها، وحصلت على عينات لونها أسود وبها فجوات تشبه "الكحل البلدي"، وكان ثمن العينات التي تحملها 10 بليون دولار وهو تكلفة رحلة رجال الفضاء الذي حصلوا على العينات وعملت على الدراسة وحصلت على الجائزة وهي منحة لدراسة رسالة للدكتوراه، والإقامة في الولايات المتحدة والعمل بها لكنها فضلت العودة لمصر.

العمل السياسي 

أراد الرئيس السادات دخول المرأة البرلمان فخصص 30 مقعدًا للمرأة على مستوى المحافظات وتم ترشيحيها للبرلمان وشجعتها السيدة جبهان السادات، ثم اختارها الرئيس حسني مبارك ضمن المرشحين لمجلس الشورى، وبذلك أمضيت 33 سنة في البرلمان من عام 1979 إلى 2011، وكان إنشاء جهاز شئون البيئة من ضمن أحد اقتراحاتها، وأيضا حماية نهر النيل من التلوث، وقامت بتحديث قانون نقابة العاملين.

وكانت من اوائل السيدات اللاتى عملن فى اللجنة القومية للمرأة سنة 79 برئاسة جيهان السادات، وتم من خلالها انشاء جمعية للمرأة العلمية في خدمة المجتمع وهناك جمعيات كانت تذهب للفلاحة التي ليس لديها كهرباء وعمل لها إضاءة شمسية وسخانات بالطاقة الشمسية من مخلفات الحيوانات وتم عمل الغاز الحيوي لحصول الفلاحة على بوتجاز وبذلك يتم تنمية الريف بأبسط الأمور حيث أننا نحتاج فقط الاهتمام.

14 قانون للأسرة أهم إنجازاتها

قدمت "فرخندة" حوالي 14 قانون في سنوات قيادتها للمجلس القومى للمرأة ليس للمرأة فقط بل للأسرة ومن ضمنها حصول الرجل على المعاش المرأة العاملة وكان شعارها "إن هذا تميز ضد الرجل"، حيث أن هدف المجلس مساندة المرأة لصالح الأسرة والمجتمع.

واجهت انتقادات عديدة من جميع الطوائف حول تصريحاتها بشأن السيدات من أن مصر قد وقعت علي هذه الاتفاقية بالرغم من أنها تخالف الشريعة الإسلامية والدستور المصري، حيث كشفت بعض مواد هذه الاتفاقية عن بعض الأمور المخالفة للشريعة والشبيهة بوضع المرأة في الغرب، ومنها أخذ الزوجة نصف ثروة زوجها في حالة الطلاق، والاستغناء عن مسألة وكيل الزوجة عند الزواج، والمساواة في الميراث وغير ذلك من الأمور الشائكة، إلا أنها كانت ترد علي المعارضين لها بأن مصر تحفظت على ما يخالف الشريعة والقانون.


تعيين المرأة قاضية

أعربت عن تخوفها من تحول توصية مجلس الدولة برفض تعيين المرأة قاضية إلي قرار ،  وقالت إنه يسيء إلى سمعة مصر في الخارج ويعمل علي إحداث شوشرة دون أي داع.

لم تختفى د.فرخندة حسن عن الأنظار بعد الثورة بل كانت مشاركة فى كل حدث يساعد على تمكين المراة ويمنحها جميع الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية  حتى رحلت عن عالمنا فى 30 أكتوبر الماضى لتترك لنساء مصر إرثا ضخما من العطاء والانجازات.

ads