باحث أثرى: المرأة المصرية شريكة فعالة في صناعة الحضارة القديمة
قال أحمد عامر، الباحث الأثرى، اليوم الخميس، إن المرأة المصرية في العصر الفرعوني لعبت دورًا هامًا في بناء الحضارة المصرية القديمة، ونالت الكثير من الحقوق، وكانت المرأة عضوًا في المجتمع المصري القديم.
وأكد "عامر"، فى تصريح خاص لـ"هير نيوز"، أنها كانت الشريك الدائم للرجل في حياته الدينية والدنيوية طبقًا لنظرية الخلق ونشأة الكون، الموجودة في المبادئ الدينية الفرعونية، كما وصلت المرأة إلي مرحلة التقديس.
وأضاف الباحث الأثرى أن آلهة الحكمة كانت في صورة امرأة، والآلهة "إيزيس" كانت رمزًا للوفاء والإخلاص، كما تولت المرأة الحكم في عهود قديمة، ومنهن الملة "حتب حرس" أم الملك خوفو، و"إياح حتب" ملكة طيبة، و"حتشبسوت"، كما عملت المرأة بالقضاء مثل"نبت"، وأيضًا العمل بمجال الطب مثل" بثت".
وتابع "عامر" أن المرأة حصلت على العديد من الحقوق، فكانت تشارك في الحياة العامة، وتحضر مجالس الحكم، بل وتتولى الحكم، وتمتعت بحقوق إجتماعية وإقتصادية وقانونية وسياسية مساوية للرجل، وكان بإمكانها أن تدير ممتلكاتها الخاصة وتدير الممتلكات العامة.
وأشار الباحث الأثرى، إلى أن المرأة المصرية شغلت العديد من المهن والحرف، مثل منصب قاض ووزير، ودخلت مجال الطب والجراحة وشغلت مهنة سيدة أعمال، ومن الثابت أن المرأة قد شاركت أيضًا في بناء الأهرامات، حيث وجدنا الكثير من دفنات النساء بمقابر العمال بناة الأهرام دون زوج أو ابن، وهذا يشير إلى أنهن كن يعملن في صناعة الملابس.
وأضاف: " كما علمت بالتمريض وإسعاف العمال الذين يصابون أثناء نقل الأحجار لبناء الهرم"، مشيرًا إلي أن المرأة كان من حقها التعليم ابتداءً من سن الرابعة، كما كان للمرأة دورًا في أعمال التجارة والحصاد ودرس القمح، وكلها أعمال شاقة قامت بها المرأة مثل الرجل تمامًا.
وقال "عامر"، إن المرأة عملت بجانب الرجل في أعمال المطبخ مثل طحن القمح وصنع الطعام، بل والإشراف على المآدب التي كان يحضرها الرجال والنساء، ويُعتبر ووادي الملكات هو المكان الذى دُفنت فيه زوجات المصريين القدماء في الأزمنة القديمة، وكان يسمى "تا-ست-نفرو" أى "أبناء الفرعون "، حيث يضم الوادي مجموعة من المقابر لملكات وأميرات مصر القديمة.
ولفت الباحث الأثرى إلى أنه من بين المعالم الأثرية التي تؤرخ لمكانة المرأة في مصر القديمة: معبد الملكة "نفرتاري" المعروف باسم معبد أبوسمبل الصغير، والذى أقامه الملك "رمسيس الثانى" تكريمًا لزوجته الملكة "نفرتارى"، ومعبد الملكة "حتشبسوت" في غرب مدينة الأقصر، ومقبرة الملكة "حتب حرس" فى الجيزة ومعبد "دندرة" الذى كُرس لعبادة الإلهة "حتحور" ربة الحب والجمال والموسيقى في مصر القديمة.
يذكر أن الفترة الأخيرة شهدت اكتشافات أثرية متتالية خاصة فى منطقة سقارة، كما أعلنت وزارة الآثار المصرية عن الإعلان عن اكتشافات أثرية ضخمة خلال الفترة المقبلة.