هبه باشا تكتب : طب لو جيت وجبتهولك؟
السبت 05/ديسمبر/2020 - 03:42 م
"طب لو جيت وجبتهولك؟".. عنوان الأمومة يتلخص فى هذه الجملة العامية التحذيرية التى تنطق بها كل أم يفشل ابنها فى العثور على أى شيء من"فردة الشراب" وحتى كتاب مهم أثناء تحضيره لرسالة الدكتوراه.
سوبر ماما لا تنظف البيت وتعد الطعام وتحيك الملابس بل هى تتنبأ بالمستقبل..عرافة قلب ابنها أو ابنتها..بوصلة توجهه إلى الخير حتى لو كان تحذير مسبق منها: لاتنزل اليوم..لماذا يا أمى لا أعلم بل لا تذهب إلى هذا المكان ويسمع بعدها خبر انهيار العقار بعد هبوب عواصف وأمطار فجأة.
أصبحنا اليوم نصنف النساء هذه وزيرة أو سفيرة وتلك معيلة وأخرى من ذوى الهمم لكن الأبن لا يعرف سوى أنها أمه..ملك له وحده..لا يهمه شكلها أوعملها بل حضنها ورائحتها وصوتها الذى ليس فى مثيله نغم فى أذنه وتعود عليه حتى لو كان شديد اللهجة وقت التحذير أو الزعل.
الأمومة الحقة لا تعنى التضحية بل هو العطاء غير المشروط.. المنقذ الذي يأتي في وقته دون تأخير مثل رشفة ماء مثلجة فى يوم شديد الحرارة.. عدة أوراق مالية فى جيب بنطلون لا تتوقعها وأنت مفلس.. دعوة الأم تفتح أبواب الرزق والستر وتصرف الخبث والخبثاء فى مشوار حياتك.
كونى واثقة يا صديقتي أن الأم لا تحتاج منك الى شكر بل إلى يد حانية تكرمها وتعطى لها حقها فى الاحترام والرعاية والتقدير لدورها فى حياتك.. وتذكر انك عندما تحافظ على زوجتك فأنت لا تقوم بدور جديد بل هو امتداد لدورك مع أمك لأنك ببساطة تقدم لأولادك كتالوج معاملتهم لأمهم وكيفية حبها وتقديرهم لها.
فكم من مشاكل النساء النفسية والعصبية تأتى أغلبها من سوء معاملة الزوج لزوجته والضغط عليها حتى تصبح آلة تفقد الشعور بالآخرين فتحرم نفسها وتحرمكم من متعة عطاءها.
روشتة سعادتك سهلة.. أحضنى أمك وابتنك وأختك تصيرى ملكة فى قلوبهن وتاجا على رؤوسهن.