وزيرتا البيئة والتخطيط تتفقدان محمية الغابة المتحجرة لبحث الاستثمار فيها
تفقدت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، والدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، محمية الغابة المتحجرة، يرافقهما السيد أيمن سليمان، المدير التنفيذي لصندوق مصر السيادي، والدكتور محمد سامح، مدير عام محميات المنطقة المركزية وعدد من القيادات المعنية بالوزارتين؛ وذلك لبحث أوجه التعاون في الاستثمار بمحمية الغابة المتحجرة على أرض الواقع.
واكدت الدكتور ياسمين فؤاد، أن الهدف من الزيارة هو وضع الخطوات الغاجرائية اللازمة للمساعدة في الخطة الرئيسية للاستثمار في محمية الغابة المتحجرة، وذلك في إطار الإجراءات التي تتخذها وزارة البيئة بالتعاون مع الجهات المعنية لتهيئة المناخ لمشاركة القطاع الخاص في الاستثمار بالمحميات الطبيعية، مشيرة إلى أن مجال السياحة البيئية جاذب للقطاع الخاص والاستثمار فيه ويتفق مع أهداف الصندوق السيادي ورؤية مصر للتنمية المستدامة 2030.
وأشارت وزيرة البيئة، إلى أن أحد أوجه الاستثمار في الغابة المتحجرة يتمثل في إنشاء متحف مفتوح لتاريخ الحفريات بالغابة يحكي تاريخ الحفريات بها على غرار متحف وادي الحيتان، لافتة إلى أن الغابة المتحجرة تعد أثرًا جيولوجيًا نادرًا لا يوجد له مثيل في العالم من حيث اتساعها وتنوع الخشب المتحجر بها، والذي من خلاله يمنح الجيولوجيين فرصة عظيمة لدراسة وتسجيل الحياة القديمة للأرض.
وأوضحت "فؤاد" أن الوزارة اتخذت العديد من الإجراءات بهدف إطلاق العنان للقطاع الخاص للاستثمار في المحميات الطبيعية دون الإضرار بها. ومنها الانتهاء من تطوير البنية التحتية والخدمات المقدمة للزوار بعدد 12 محمية من 30 محمية منتشرة في أنحاء الجمهورية، كما قامت الوزارة بإصدار عدة قرارات لتنظيم أوجه النشاط في المحميات الطبيعية، ودمج المجتمعات المحلية داخل المحميات للمساهمة في أنشطتها لتنميتها اقتصاديا واجتماعيا من خلال توفير فرص عمل مستدامة لهم،. مشددة على أن تكون الأنشطة الاقتصادية داخل المحمية لا تتعارض مع طبيعة المحمية الطبيعية؛ إذ لا يجوز إنشاء أنشطة لها انبعاثات تؤثر على انواع النباتات في المحمية.
وأكدت الدكتورة ياسمين فؤاد، على بذل قصارى الجهود من أجل إعادة اكتشاف التراث الطبيعي والثقافي بالمحميات مع تعزيز أهمية الحفاظ عليهما، وإتاحة فرصة للاستكشاف الكامل لمقومات المحميات الطبيعية من خلال مشاهدة أشكال متنوعة من الحياة البرية والبحرية وكذلك النباتات، مع التمتع بممارسة أنشطة السياحة البيئية المختلفة.
ومن جانبها، أكدت الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، أن هناك فرص كبيره لجذب استثمارات في القطاع البيئي كأحد أوجه الاستثمارات الخضراء التي تسعي وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية لزيادتها خلال السنوات الثلاثة القادمة وهو ما يتفق مع رؤية مصر ٢٠٣٠.
وأكدت "السعيد" أن هناك فرصة للتعاون في وضع خطة استثمارية للغابة المتحجرة من خلال الصندوق السيادي المصري ووضع تصور لمشاركة القطاع الخاص في هذه الاستثمارات بشكل يحقق عوائد استثمارية مناسبة ويحافظ على القيمة البيئية للمحمية.
جدير بالذكر أن محمية الغابة المتحجرة والتي تقع بمحافظة القاهرة منطقة تزخر بكثافة بسيقان وجذوع الأشجار المتحجرة ضمن تكوين جبل الخشب والذي ينتمي إلى العصر الأوليجوسيني ويتكون من طبقات رملية وحصى وطفلة وخشب متحجر يتراوح سمكها 70 - 100 متر وهي غنية بدرجة ملحوظة ببقايا جذوع وسيقان الأشجار الضخمة المتحجرة والتي تأخذ أشكال قطع صخرية ذات مقاطع أسطوانية تتراوح أبعادها من سنتيمترات إلى عدة أمتار وتتجمع مع بعضها على شكل غابة متحجرة. ومن هنا فإنه يرجح أن تكوين الغابة المتحجرة يرجع إلى أن أحد أفرع نهر النيل القديم منذ العصور الجيولوجية السحيقة قد حمل هذه الأشجار إلى مسافات طويلة وألقاها في هذا المكان ثم تحفرت (تحجرت).