"لازم نتكلم".. كيف تواجه فتيات الجامعة التحرش؟
تعد ظاهرة التحرش من أكثر الظواهر التي تؤرق الأسرة المصرية، والتي تبحث عن ملاذ آمن يحمي الفتيات من براثن المتحرشين، بينما تتصاعد الأصوات المطالبة بتغليظ العقوبات على المتحرشين مع كل قضية تطفو على السطح.
أحد أكثر الفئات التي تعاني من تعرضها المستمر للتحرش هن فتيات الجامعات، نظرًا لكثرة عددهن والمرحلة العمرية التي ينتمين لها، وتواجدهن بأعداد كبيرة في محيط الجامعة وبشكل يومي، ما يعرضهن لمواقف ومضايقات شبه يومية، منهن من تلجأ للصمت، ومنهن من تدخل في مشاجرات للحصول على حقها في السير الآمن، لكن كل المحاولات لا تفضي للقضاء على الظاهرة.
شرطة التحرش
حاولت الطالبات في عدد من الجامعات المصرية وفي مقدمتهم جامعة القاهرة والجامعة الأمريكية، أن تبحث عن حلول لمواجهة التحرش، ومن بين أبرز الحلول التي لجأت لها تفعيل ما يسمى لجان مكافحة التحرش، ويطلق عليه أيضاَ "شرطة التحرش"، وهو ما يعني خلق دوائر طلابية داخل الجامعات مكونة من فتيات وشباب يعرفون بعض جيدًا، يقوموا بتخصيص وسيلة للتواصل فيما بينهم، عند وقوع حالة تحرش يتم الاتصال بهم والاستعانة بهم للتدخل الفوري.
تقول "نرمين سعيد"، طالبة بالفرقة الثالثة بكلية الآداب جامعة القاهرة، إن كثيرا من الفتيات يتعرضن أمامها لمواقف التحرش خاصة أمام باب الجامعة وقت دخول الطالبات، وحدث معها أكثر من واقعة في هذا الصدد، كان آخرها منذ عدة أيام عندما قام أحد الشباب بالتحرش أمام باب الجامعة قبل دخولها، وانفعلت هي كثيرًا وتدخل الزملاء لإنهاء الأمر.
فيما تروي "هبة كمال"، طالبة في الفرقة الثالثة بكلية الآداب جامعة القاهرة، تجربتها الخاصة، موضحة أنها نهاية العام المنصرم، تعرضت لحادث تحرش داخل الجامعة وقررت بعض زميلاتها اللجوء للجان مكافحة التحرش، وبالفعل حضر أحد الشباب سريعا لكن المتحرش وقتها هرب بمساعدة أصدقائه.
ندوات توعوية
ترى "سارة أحمد"، خريجة كلية التجارة جامعة عين شمس، أن الحل الأمثل للقضاء على التحرش داخل أروقة الجامعة يكمن في تكثيف الدورات التوعوية التي توعي الفتيات بكيفية الدفاع عن أنفسهن، كذلك تكثيف الدورات الدينية والأخلاقية للشباب لتنمية الوازع الديني لديهم حتى يقل معدل التحرش داخل الجامعة.
لازم نتكلم
مبادرة كبيرة نمت فكرتها من الجامعة الأمريكية مع بداية العام الدراسي الجاري، تتمثل في تنظيمها لسلسلة من الحوارات تحت شعار "لازم نتكلم" هدفها رفع الوعي عن التحرش كقضية اجتماعية مهمة، وذلك بمشاركة إدارة الجامعة ومؤسسات محلية ودولية وشخصيات عامة.
من بين المتحدثين في فعالية إطلاق سلسلة الحورات الدكتورة مايا مرسي رئيسة المجلس القومي للمرأة، وهشام الخازندار، الشريك المؤسس والعضو المنتدب لشركة القلعة القابضة، ونادين أشرف، طالبة بالجامعة ومؤسسة صفحة شرطة التحرش.
جامعة حلوان
من الجامعة الأمريكية إلى قلب جامعة حلوان تحمس المسؤولون كثيرًا لتفعيل دور الخدمة الاجتماعية في مواجهة التحرش، حيث أقامت كلية الخدمة الاجتماعية بجامعة حلوان ندوة تحت عنوان "الخدمة الاجتماعية في مواجهة التحرش" مطلع العام الدراسي الحالي، برعاية الدكتور ماجد نجم رئيس الجامعة، وبحضور الدكتور حسام رفاعي نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتورة منى فؤاد عطية نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث.
والهدف الأساسي للندوة كان نشر ثقافة مواجهة التحرش فى الجامعات، والتعرف على دور المجلس القومى للمرأة فى مواجهة هذه الظاهرة، كذلك الحديث عن دور الشرطة فى مواجهتها، مع الإشارة للقوانين والتشريعات الخاصة بهذه الظاهرة والتطرق لدور الجمعيات الأهلية فى مواجهة الظاهرة، إلى جانب كيفية مواجهتها في أماكن العمل، والمدارس والجامعات.