السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

فازت بلقب أقوى إمرأة عشر مرات.. "ميركل" مستشارة ألمانيا الحديدية

الجمعة 04/ديسمبر/2020 - 10:47 ص
هير نيوز


اُستخدم لقب "المرأة الحديدية" لوصف المرأة صاحبة "الإرادة القوية"، وبخاصة رؤساء الحكومات أو الوزيرات الشهيرات في مختلف أنحاء العالم، وكانت أشهرهن "مارغريت تاتشر"، رئيس وزراء بريطانيا،وأطلق عليها هذا الاسم الكابتن يوري جافريلوف في عام 1976 في صحيفة الاتحاد السوفياتي الأحمر، لمعارضتها القوية للاتحاد السوفيتي والاشتراكية، واتباعها سياسات اقتصادية ليبرالية وصفت بعضها بالعنيفة، ومنذ ذلك الحين تم تطبيقه على العديد من السيدات اللواتى يعملن فى السياسة والحكم.

اختفى هذا اللقب لسنوات حتى ظهرت على الساحة "أنجيلا دوروتيا ميركل" المستشارة الألمانية بعد مواقفها القوية وأرائها ضد دونالد ترامب فى أكثر من موقف، إضافة إلى قيادتها للاتحاد الأوروبى أكثر من مرة ومحاولتها الخروج بألمانيا من أزمة كورونا بسلام، وقراراتها لحماية الاقتصاد الألمانى من الانهيار.

وقد ولدت باسم أنجيلا دوروتيا كاسنر يوم 17 يوليو عام 1954م وقد أصبحت زعيمة لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي منذ عام 2000م وحتي الآن أى لمدة 20 سنة، وكانت ميركل في الأصل عالمة أبحاث،حيث أنها تحمل شهادة دكتوراة في الكيمياء الفيزيائية من كلية العلوم بجامعة ليبزيش، ثم دخلت السياسة في أعقاب ثورات عام 1989م وخدمت لفترة وجيزة كنائبة للمتحدث باسم أول حكومة منتخبة ديمقراطيا في المانيا الشرقية السابقة برئاسة لوثر دي مايتسيره في عام 1990م.

وبعد إعادة توحيد ألمانيا في عام 1990م، تم إنتخاب ميركل في البوندستاج عن ولاية مكلينبورج فوربومرن، أحد الولايات الألمانية الستة عشر، والتي كانت تابعة لألمانيا الشرقية في السابق، ثم أعيد إنتخابها منذ ذلك الحين، ولقد عينت ميركل بمنصب وزيرة المرأة والشباب في الحكومة الاتحادية في عام 1991م تحت قيادة المستشار هيلموت كول، والذى شغل هذا المنصب منذ عام 1982م وحتي عام 1998م، وتم علي يديه سقوط سور برلين في شهر أبريل عام 1989م وإعادة توحيد المانيا في شهر أكتوبر عام 1990م وبعدها أصبحت "ميركل" وزيرة البيئة في عام 1994م.

وبعد خسارة حزبها الانتخابات الاتحادية في عام 1998م أمام الحزب الديموقراطي الاجتماعي الذى كان يتزعمه المستشار الألماني السابق جيرهارت شرويدر أُنتخبت ميركل لمنصب الأمين العام لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، وأصبحت أول زعيمة للحزب بعد عامين أى في عام 2000م، في أعقاب فضيحة التبرعات التي أطاحت بزعيم الحزب آنذاك فولفجانج شويبله، والذى كان قد خلف المستشار هيلموت كول في زعامة الحزب.

وفي عام 2005م عينت ميركل بعد الإنتخابات الاتحادية في منصب المستشارة لألمانيا على رأس الائتلاف الكبير المكون من حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي وحزب الاتحاد المسيحي الإجتماعي والحزب الديمقراطي الاجتماعي، وكانت بذلك أول إمرأة تتولى هذا المنصب وأول مستشارة نشأت في المانيا الشرقية السابقة، وأصغر من يتقلد منصب المستشارية منذ الحرب العالمية الثانية.

كما كانت ميركل أيضا أول مستشارة تولد بعد الحرب العالمية الثانية وأول مستشار للجمهورية الاتحادية بخلفية في العلوم الطبيعية،حيث كان أسلافها، إما أن درسوا القانون أو إدارة الأعمال أو التاريخ أو كانوا ضباط عسكريين وبعد 4 سنوات.

وفي عام 2009م فاز حزب الإتحاد الديمقراطي المسيحي والذى تتزعمه ميركل في الانتخابات الإتحادية، وظلت في منصبها كمستشارة لألمانيا وبعد 4 سنوات أخرى، وفي الانتخابات الاتحادية عام 2013م فاز حزب ميركل بشكل ساحق بنسبة 41.5٪ من الأصوات واستمرت في منصبها كمستشارة لألمانيا ونفس الحال تكرر فى 2017م، إلا أنها أعلنت عدم ترشحها في الانتخابات القادمة، والتي من المقرر إجراؤها في عام 2021م ويكفيها أن تظل مستشارة لألمانيا طوال 16 سنة متتالية.

وبعيدا عن منصب المستشارة الألمانية، فعلي الصعيد الخارجي، وبالتحديد في عام 2007م كانت ميركل رئيسة للمجلس الأوروبي وترأست مجموعة الثماني أو مجموعة الدول الصناعية الثمانية الكبرى في العالم، وهم الولايات المتحدة الأميريكية واليابان وألمانيا وروسيا الإتحادية وإيطاليا والمملكة المتحدة وفرنسا وكندا، وبالطبع يمثل إقتصاد هذه الدول الثمانية 65% من إقتصاد العالم وهي ثاني امرأة تشغل هذا المنصب، ولقد لعبت ميركل دورا رئيسيا في مفاوضات معاهدة لشبونة المعروفة مسبقا بإسم معاهدة الإصلاح وهي اتفاقية دولية لتعديل معاهدتين سابقتين كانتا قد شكلتا الأساس الدستوري لتأسيس الاتحاد الأوروبي.

ولحكومة ميركل دورًا كبيرًا في إعلان برلين الخاص بالسودان والصادر في شهر فبراير عام 2015م، وذلك بعد أن أجرت قوى المعارضة السودانية مشاورات في برلين يومي 25 و26 فبرايرعام 2015م، والذي أقر إرسال وفد إلى أديس أبابا للمشاركة في اجتماع تحضيري للحوار الوطني والتفاوض مع الحكومة السودانية تحت رعاية الوساطة الأفريقية، وكانت هذه المشاورات قد تمت برعاية حكومة المانيا.

كما كانت من أولويات سياسة ميركل عملية تعزيز العلاقات الإقتصادية عبر الأطلسي كذلك لعبت ميركل دورًا حاسمًا في إدارة الأزمة المالية على المستوى الأوروبي والدولي.

وعلي صعيد السياسة الداخلية في ألمانيا فقد أشير إلي ميركل باسم صاحبة القرار في هذا الشأن، من حيث تبنيها لسياسة إصلاح نظام الرعاية الصحية والمشاكل المستقبلية المتعلقة بتطوير الطاقة، كما كان لها موقف إنساني بخصوص أزمة المهاجرين واللاجئين.

وقد تم وصف ميركل على نطاق واسع بحكم الأمر الواقع وزعامتها للاتحاد الأوروبي مرتين بأنها ثاني أقوى شخص في العالم، وذلك من قبل مجلة فوربس الشهرية الأميريكية، وهو أعلى تصنيف من أي وقت مضى حققته امرأة وكان ذلك في شهر ديسمبر عام 2015م.

كما سميت ميركل من قبل مجلة التايم البريطانية شخصية العام مع صورة على غلاف المجلة واصفة إياها كمستشارة للعالم الحر،وذلك من خلال النسخة السنوية من المجلة والصادرة في الولايات المتحدة الأميريكية، وتقوم فيها المجلة بتمييز شخص أو مجموعة أو فكرة أو شيء ما يكون له أثر كبير في أحداث العام علي مستوى العالم، سواء كان ذلك الأثر حسنا أو سيئا.

وفي يوم 26 مارس عام 2014م أصبحت ميركل أطول رئيس حكومة خدمة في الاتحاد الأوروبي وفي شهر مايو عام 2016م سميت ميركل أقوى إمرأة في العالم برقم قياسي للمرة العاشرة من قبل مجلة فوربس.


ads